* ترقب لموعد الاستشارات النيابية الملزمة... وتساؤلات عن موقف 8 آذار وهل تحضر لمفاجأة؟* الجيش يفتح الأوتوسترادات وبقاء خيم المعتصمين في ساحات الاحتجاج وعلى جانبي الطرقاتبيروت ـ"السياسة":بعد خطوة تقديم استقالة الرئيس سعد الحريري التي جاءت بضغط المنتفضين في الساحات على مدى 13 يوماً، تتجه الأنظار إلى الخطوات الدستورية التي سيتخذها رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يوجه مساء اليوم، كلمة للبنانيين في ذكرى توليه سلطاته الدستورية، بعدما كانت رئاسة الجمهورية أصدرت بياناً، أمس، أشارت فيه إلى أن "الرئيس عون قبل استقالة الحكومة معربا عن شكره للرئيس الحريري والوزراء، وطلب من الحكومة الاستمرار في تصريف الأعمال ريثما تشكل حكومة جديدة"، مشدداً أمام وفد من الرابطة المارونية، على أنّه "ستكون للبنان حكومة نظيفة".واعتبر عون، أنّ "الحراك الذي حصل فتح الباب أمام الإصلاح الكبير واذا ما برزت عوائق أمامنا، فالشعب يعود من جديد الى الساحات". وفيما يتوقع أنّ تحدد رئاسة الجمهورية في بيان تصدره في الساعات المقبلة، موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف، ينتظر أن تبدأ الكتل النيابية مشاوراتها لتحديد الشخصية التي ستسميها لرئاسة الحكومة، دون أن يتم حسم موضوع عودة الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة، وتحديداً من جانب قوى الثامن من آذار، باعتبار أن "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" وحركة "أمل" وحلفاء سورية وإيران، قد لا يذهبون باتجاه إعادة تسمية رئيس تيار "المستقبل"، وربما يعمدون إلى تسمية شخصية سنية أخرى، خاصة في ظل تزايد الحديث عن انهيار التسوية الرئاسية التي جاءت بعون رئيساً، وكان الحريري شريكاً أساسياً فيها. وفي الإطار، قال مسؤول بارز لوكالة "رويترز"، إن الرئيس سعد الحريري مستعد لتولي رئاسة الوزراء في حكومة لبنانية جديدة بشرط أن تضم تكنوقراطا قادرين على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بسرعة لتجنب انهيار اقتصادي.وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "الحكومة الجديدة يجب أن تكون خالية من مجموعة من الساسة البارزين الذين شملتهم الحكومة المستقيلة".في السياق، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي، ان "البلد لا يحتمل المزيد من المتاعب والمخاطر اقتصاديا وماليا والحوار والانفتاح والوحدة يجب أن تسود المرحلة الراهنة".ودعا "رئيس الجمهورية العماد ميشال للاستعجال بتأليف الحكومة"، محذراً من "فقدان الأمل بالأمن في لبنان"، مبدياً "خشيته من الضغوط الدولية ابتداءاً من اليوم". وفي أول موقف ل"حزب الله" على استقالة الحريري، أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي عمار إلى أنه "لم نتفاجأ باستقالة الرئيس سعد الحريري فهي كانت من ضمن الإحتمالات، ولقد أطلع معظم الفرقاء عليها". وخلال دردشةٍ له مع الصحفيين بعد مشاركته في لقاء الاربعاء النيابي في عين التينة، أكدّ عمار ان "كافة الأمور المتعلقة بالحكومة لم تبحث بعد".وردّاً على سؤال حول الاشكال والهجوم الذي حصل في وسط بيروت، أجاب: "لا حزب الله تقريباً ولا بري أعطيا الأوامر للشبان بأن ينزلوا إلى ساحة الشهداء أمس للتخريب، وأسأل "أين الجيش والقوى الأمنية من هذا المشهد؟". وأمل المطارنة الموارنة، بعد اجتماعهم الشهري، أن "يتلقف اللبنانيون استقالة الحكومة بروح بناءة"، داعين المسؤولين إلى "الالتفاف حول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للاسراع في اتخاذ التدابير الدستورية والنهوض بالاستقالة". كما دعوا المواطنين الى "توخي الحكمة خلال تحركاتهم".إلى ذلك، التقى وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، المنسق العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش الذي سلمه رسمياً نسخة عن البيان الذي اصدره الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، بعد تقديم الرئيس الحريري استقالة الحكومة.وأعرب كوبيتش عن امله في ان يتم تشكل حكومة جديدة في اقرب وقت ممكن، كي يتمكن لبنان من استعادة عافيته وتفعيل اقتصاده.وتحت شعار:"ما خلصت... كلن يعني كلن"، دعت مجموعات في الحراك المدني في بيان الى "الإضراب العام والتظاهر الشعبي امام قصر بعبدا، غداً الجمعة، وكذلك التظاهر الشعبي أمام مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الساعة يوم بعد غد السبت، من اجل تشكيل حكومة كفاءات مصغرة من مستقلين تعطى صلاحيات استثنائية تشريعية باسرع وقت ممكن، وتحقيق كافة مطالب الثورة". وكان شهد اليوم الرابع عشر من الحراك الشعبي، أمس، انفراجات شاملة لحركة التنقل، بعد تجاوب القيمين على الحراك مع الدعوات لفتح الطرقات الرئيسية بين المناطق، باستثناء رفض المعتصمين عند دوار ايليا في مدينة صيدا لكن تم اقناع المعتصمين لاحقاً بفتح الطريق وتجاوب بعضهم ورفض البعض الاخر.وفتحت تباعاً الاوتوسترادات من عكار الى الضنية وطرابلس وجبيل وغزير وجل الديب وزوق مصبح وعاليه. كما فتحت الطرقات عند جسر الرينغ في وسط بيروت، والاوتوستراد الساحلي في الناعمة والدامور، فباتت طريق الجنوب سالكة. وفتحت طرقات النبطية وصور، وكل الطرقات في البقاع الاوسط والغربي من طريق المصنع حتى ضهر البيدر.وساد هدوء في ساحتي رياض الصلح والشهداء، مع عمليات تنظيف وفرز النفايات، وتمت ازالة عدد كبير من خيم المعتصمين في كل الساحات التي كانت تشهد الاعتصامات.وبوشر نقل المواد الغذائية والحياتية والطبية والادوية والطحين، بعدما سجل انخفاض في اسعار المحروقات.وجاءت عملية فتح الطرقات، بعد نزول وحدات من الجيش اللبناني إلى الشوارع بأعدادٍ كبيرة لفتح اوتوستراد جل الديب، حيث عمدت العناصر إلى إزالة كلّ الخيم وفتحت الطريق أمام السيارات.كما أُعيد فتح طرقات البقاع الغربي في مناطق جب جنين، كامد اللوز، القرعون، لالا، غزة، المرج، الصّويري، وراشيا أمام جميع السيارات.وقامت جرّافات تابعة للبلديات بإشراف الجيش اللبناني والأمن العام وقوى الامن الداخلي بإزالة السواتر الترابية والعوائق من الطّرقات وإزاحة الخيم الى جانب الطريق ليبقى المعتصمون بالخيم فقط.وأعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان، أنّه "إلحاقًا للبيانات السابقة التي أصدرتها قيادة الجيش، وبعد مرور ثلاثة عشر يومًا على بدء حركة الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية والمطلبية، وتفاقم الإشكالات بين المواطنين بشكل خطير نتيجة قطع طرق حيوية في مختلف المناطق اللبنانية، وبعد التطوّرات السياسية الأخيرة، تطلب قيادة الجيش من جميع المتظاهرين المبادرة إلى فتح ما تبقَّى من طرق مقفلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها ووصل جميع المناطق بعضها ببعض تنفيذاً للقانون والنظام العام".وأكَّدت القيادة، "حقّ التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي المُصان بموجب أحكام الدستور وبحمى القانون، وذلك في الساحات العامة فقط".وأشار الوزير السابق أشرف ريفي، عبر "تويتر" الى أن " مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي الخامنئي يتهم أميركا واسرائيل بالوقوف وراء ثورات لبنان والعراق، كما سبق واتهم الثورة الخضراء في طهران".وأضاف:"نظام الملالي الذي يستجدي الحوار مع أميركا والذي يتقاطع مع مصالح اسرائيل هو آخِر من يحق له تخوين الشعوب المنتفضة على استبداده".وأعلنت جمعية المصارف "الاتفاق ضمنياً بالبدء بالعمل المصرفي، اليوم، على ان تبقى ابوابها مقفلة للجمهور إلى حين اتخاذ قرار بهذا الموضوع في الأيام المقبلة".ومنذ انطلاق اليوم الأول للثورة أقفلت المصارف أبوابها تجنباً لانهيار الليرة اللبنانية.ودعا وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، "جميع المدارس والثانويات والمعاهد الرسمية والخاصة والجامعات، إلى استئناف التدريس صباح اليوم، وتكثيف الدروس والتمديد في خلال العطلة الأسبوعية حيث تدعو الحاجة".

آخرون ينقلون بعض التجهيزات