الأولى
الثورة العراقية تدقُّ أبواب طهران
السبت 02 نوفمبر 2019
5
السياسة
طهران، بغداد، عواصم - وكالات: يبدو أن كأس السم الزعاف الذي حاولت إيران أن تسقيه لدول المنطقة طويلا، عبر تصدير الثورة إليها، ستضطر هي إلى تجرُّعه مضاعفاً، حيث يعيش نظام الملالي في طهران رعب اللحظة التي ستنتقل فيها عدوى الاحتجاجات من لبنان والعراق إليها، بعد انقلاب الثوار في ساحات الاحتجاج عليها وعلى نفوذها المدمر. الخيط الذي التقطته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، مؤكدة أن المسؤولين الإيرانيين تفاجأوا من أن نفوذهم في المنطقة ينهار بسرعة، ويعتقدون أن ثورة لبنان والعراق تشكل تهديداً وجودياً لنظام طهران، ويتخوفون بشدة من انتقالها إلى إيران، بسبب تشابه الظروف المعيشية السيئة في لبنان والعراق وإيران، سرعان ما تحول إلى حقيقة واضحة في شعارات الثوار في بيروت وطرابلس وصور والنبطية وبغداد وكربلاء والبصرة، المنددة بتدخلات طهران، وسط دعوات الى مقاطعة كل ما هو إيراني، وصولا إلى حرق وتشويه صور رموز نظام الملالي.وأكدت "نيويورك تايمز" أن إيران، حولت وجهتها من الولايات المتحدة وإسرائيل ودول خليجية، باعتبارها تهديدات مباشرة لأمنها ونفوذها الإقليمي، إلى الثوار في لبنان والعراق، حيث يعتقد النظام الإيراني أن التظاهرات الضخمة المناهضة للحكومة في كلا البلدين، والتي تشوبها العداوات والاستياء تجاه إيران، قد عرضت مصالحه للخطر، كما أثارت احتمالية انتقال الثورة إلى داخل إيران نفسها.وأشارت إلى أن الاحتجاجات في لبنان والعراق تم تصويرها بشكل سلبي في الإعلام الإيراني، باعتبارها "فتنة"، بينما خوّن خطيب جمعة طهران محمد علي موحدي كرماني، المتظاهرين العراقيين، واصفا إياهم بأنهم "شيعة الإنكليز".وقال: إن "شيعة بريطانيا متوغلون في صفوف الشعب العراقي"، مضيفا أن "بعض الجماعات المنحرفة التي نصفها بشيعة الإنكليز، تسللت إلى صفوف الشعب العراقي، وعلى الشعب العراقي أن يكون حذراً".في المقابل، وفي ساحات الانتفاض، رفع محتجو كربلاء، المدينة المقدسة لدى الشيعة، لافتات منددة بالتدخلات الإيرانية، إحداها حملت عبارة "إيران سبب مآسينا وتدمير البنية التحتية".وعمد المحتجون إلى إحراق صور المرشد الأعلى علي خامنئي، وقائد "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني.من جانبه، وفي رد غير مباشر على خامنئي، الذي وصف التظاهرات في العراق ولبنان بـ"الشغب والفوضى"، جدد المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، تأكيده على إدانة التعرض للمتظاهرين السلميين، داعياً إلى احترام إرادتهم ومطالبهم.وشدد ممثل السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها في كربلاء، أول من أمس، على أن الإصلاح في العراق يعود لما يختاره الشعب العراقي، قائلاً: إنه "ليس لأي طرف إقليمي أو دولي أن يصادر إرادة العراقيين أو يفرض رأيه عليهم".