الثورة العراقية تلتهب... سليماني يقود قوات الأمن لوأد الاحتجاجات

بغداد - وكالات: بعد يوم واحد من مهاجمة المرشد الإيراني علي خامنئي الثوار في لبنان والعراق، تكشفت خيوط جديدة بشأن محاولات مستميتة سبقت الغضب الذي أبداه خامنئي، لوأد هذه الثورات في المهد.
فقد كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، أمس، عن أن قائد "فيلق القدس"، التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، قاسم سليماني، وبعد يوم من اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العراق، ترأس اجتماعاً أمنياً عراقياً بدلاً من رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، ما شكل مفاجأة للحاضرين، وتعهد سليماني خلاله بقمع التظاهرات، لكنه فشل حتى الآن في تحقيق هدفه.
وأفادت الوكالة أن إيران تخسر نفوذها في العراق ولبنان بسبب فشل وكلائها في المحافظة على هذا النفوذ.
وقال سليماني للمسؤولين العراقيين: "نحن في إيران نعرف كيفية التعامل مع الاحتجاجات، لقد حدث هذا في إيران وسيطرنا عليها"، وفق مسؤولين كبار مطلعين على الاجتماع.
وفي اليوم التالي، باتت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن أكثر عنفاً بكثير، حيث ارتفع عدد القتلى إلى مئة بعد أن أطلق قناصون مجهولون النار على المحتجين في الرأس والصدر.
وقال شهود عيان: إن رجالاً يرتدون ملابس مدنية وأقنعة سوداء وقفوا أمام الجنود في مواجهة المتظاهرين، وأطلقوا الغاز المسيل للدموع، فيما أكد السكان أنهم لا يعرفون من هم، مع توقع البعض أنهم إيرانيون.
وفي السياق، قتل عراقي وأصيب عشرات المتظاهرين، ليل أول من أمس، بعد تفريق قوات الأمن محتجين كانوا يحاولون الوصول إلى السفارة الإيرانية في بغداد.
في غضون ذلك، أعلن الرئيس العراقي برهم صالح في كلمة بعد اجتماع مع الكتل الحزبية أمس، الدعوة إلى انتخابات مبكرة، مؤكدا أن مؤسسة الرئاسة تدرس حالياً قانون انتخابات جديد يسمح بانتخابات أكثر عدلاً وتمثيلاً، يرافق ذلك مفوضية جديدة للانتخابات بعيدة عن التسييس والمحاصصة وإعادة تشكيل المفوضية الحالية بمهنية، وشدد على ضرورة محاسبة الفاسدين.
وجدد مطالبته بحصر السلاح بيد الحكومة فقط وليس غيرها، تفادياً لمعارك مسلحة بين الجماعات كلما اختلفت.
وقال: إن رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي وافق على تقديم استقالته شريطة عدم حدوث فراغ دستوري، مضيفاً أنه يواصل المشاورات مع مختلف الكتل لتحقيق الإصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون.