الجيش فتح الطرقات واعتصامات أمام الإدارات الرسمية ومطالبات بإطلاق سراح الموقوفينجنبلاط: الانفصام بالشخصية يسود دوائر القرار العليا التي لا تستطيع أن تتنازل عن السلطةعون يطلب التحقيق في 18 ملفاً لمخالفات مالية وهدر وتبييض أموالبيروت ـ" السياسة":مع دعوة هيئة تنسيق الثورة إلى إعلان الإضراب العام، اليوم، وسط دعوات لقطع الطرقات وإقفال المدارس والجامعات، فإن الانظار تتجه إلى موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري من الجلسة التشريعية المقررة ظهراً، في وقت أكد المعتصمون أنهم سيمنعون النواب من الوصول إلى البرلمان، لعدم إقرار قانون العفو الذي يلقى رفضاً واسعاً من ثوار الساحات، في وقت أعلن النائب أسامة سعد، مقاطعة جلسة المجلس النيابي، "للاسباب نفسها، فلا مطالب الانتفاضة على جدول الاعمال ولا اولويات الناس ولا بحث في سبل الخروج من الازمة المصيرية الخطيرة التي يمر بها الوطن".وفيما تتزايد النقمة الشعبية على رئيس الجمهورية ميشال عون، لتأخيره موعد الاستشارات النيابية الملزمة، بدا أن العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والتيار الوطني الحر، ذاهبة إلى مزيد من التدهور، بعد تبادل الاتهامات بينهما، على خلفية الملف الحكومي، وما سيتركه ذلك على على العلاقات بين الرئيسين عون والحريري، بعد سقوط التسوية الرئاسية.وأشار عضو تكتل "لبنان القوي"، النائب روجيه عازار، الى ان "الرئيس سعد الحريري في الذكرى الثانية لتحريره انقلب على التسوية الرئاسية، واعتلى موجة الحراك هارباً من مسؤولياته الحالية ومسؤولية تياره عن السياسات الاقتصادية الخاطئة والفساد المتجذر في المؤسسات".وقال:" في يوم تحريرك نقول: عد إلى حرية ضميرك وإلى العمل للمصلحة الوطنية!".ي حين هاجم عضو تكتل "لبنان القوي" النائب حكمت ديب، عبر "تويتر"، الرئيس الحريري من دون ان يسميه.وكتب: "غلطة "التيار" أنو راهن على شخص قراره مش حر وما بيحفظ الجميل، والأغرب من هيك غضينا النظر عن فساده!". وفي محاولة لامتصاص نقمة الشارع، قال المكتب الإعلامي للرئاسة الأولى، أنه "في إطار متابعة عمليات مكافحة الفساد التي طلب رئيس الجمهورية ميشال عون التحقيق فيها، فان عدد الملفات بلغ 18 ملفاً فيها ارتكابات مالية وهدر وتزوير وتبييض أموال اضافة الى صفقات مشبوهة تم وقفها واهمال في العمل والترويج لأدوية مزورة وعقود مصالحة مشبوهة".إلى ذلك، تسلم الرئيس بري ملاحظات على اقتراح قانون انشاء محكمة خاصة للجرائم المالية من الحراك المدني، ووعد بدرس هذه الملاحظات واخذها بعين الاعتبار.من جهته، غرد النائب السابق وليد جنبلاط، عبر "تويتر"، كاتباً: "وهكذا يتبين كيف ان الانفصام بالشخصية يسود في دوائر القرار العليا التي لا تستطيع ان تتنازل وتتنحى عن السلطة مقابل بديل انتقالي عصري وصولا إلى الجمهورية الثالثة بعد ان ماتت الثانية".وأضاف، "والأهم في الحزب الاشتراكي التحديث والتغيير من أجل مواجهة التحديات والافتراءات".وختم جنبلاط تغريدته، مشدّداً على أنه "نكون أو لا نكون".وأعرب النائب نديم الجميل عن أسفه "لما يجري في الغرف المغلقة حول تأليف الحكومة"، محملا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "الاستقالة من دوره في الدعوة الى استشارات ملزمة استنادا للدستور لاختيار رئيس الحكومة العتيد"، ودعاه الى "الإسراع في الاستشارات لتأليف حكومة وملء الفراغ الحاصل في السلطة التنفيذية لمواجهة الاستحقاقات التي سيواجهها لبنان قريبا".واستجابة لقرار قيادة الجيش، فتحت طريق شتورا - ضهر البيدر بالكامل عند مفرق جديتا، كما فتحت الطرقات في البقاع الغربي والاوسط، لكن بعض المحتجين أقفلوا صباحا طريق الضنية - طرابلس وأبواب بعض المدارس.ونصب آخرون في طرابلس خيمة عند مدخل مديرية المالية للحؤول دون وصول الموظفين اليها، فيما فتحت الدوائر الرسمية في حلبا أبوابها وتفاوت في الاقفال بين المدارس، لكن محتجين في عكار قطعوا صباحا طريق عام الجومة في بلدتي العيون وعيّات بالسيارات والاطارات غير المشتعلة.وفي التحركات، سجل اعتصام طالبي امام وزارة التربية في الاونيسكو، وواصل موظفو شركتي الخلوي "ألفا وتاتش" اضرابهم المفتوح، ونفذوا اعتصاما مركزيا أمام مبنى "تاتش "في وسط بيروت، في وقت أعلن نقيب موظّفي ومستخدمي الشّركات المشغلة للقطاع الخلوي ("ألفا" و"تاتش")، أنّ وزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال، محمّد شقير، أبلغه أنّه سيوقّع على عقد العمل الجماعي مع تقديم بدلات التّعليم الرسمية. وتجمع عدد من المتظاهرين والمحامين أمام قصر العدل في بيروت للمطالبة بإخلاء سبيل من تمّ توقيفهم في صور، ونفذوا وقفة احتجاجية ثانية امام قصر العدل تضامناً مع الناشط علي مظلوم. وعمد الجيش الى فتح كل الطرق في طرابلس ومحيطها، لا سيما الاوتوستراد الدولي عند نقطة البالما والطريق العام في البداوي.وشهدت المدينة حركة سير مقبولة، وفتحت المحال التجارية ابوابها، في حين ان معظم المدارس والجامعات والثانويات والمعاهد والمهنيات استأنفت الدروس. الا ان عددا من المتظاهرين نفذوا اعتصاما امام مداخل بعض هذه المؤسسات، ورددوا هتافات طالبت باغلاق كل الدوائر التابعة للدولة حتى تحقيق المطالب، كما اعتصمت مجموعات اخرى من المحتجين أمام بعض المدارس دعت ادارتها على اقفالها وارجاع الطلاب الى منازلهم. ويشار الى ان المسارب والطرق المؤدية الى ساحة النور حصرا، لا تزال مقفلة منذ انطلاق الاحتجاجات والاعتصامات في 17 تشرين الاول.

الثوار يملؤون الساحة في "أحد الشهداء" ليل أول من أمس