المحلية
الجارالله لـ"السياسة": أربعة آلاف طفرة لفيروس كورونا منذ بداية الجائحة
الأحد 27 ديسمبر 2020
5
السياسة
* وجود طفرة في منطقة واحدة أو أكثر في بروتين النتوءات الشوكية لن يؤثر على فاعلية الأجسام المضادة* لا دليل على علاقة تحورات "كورونا" بحدة المرض ولا على الاستجابة المناعية ولا على قدرة اللقاحكتبت ـ مروة البحراوي: أكد استشاري الأمراض الباطنية والروماتيزم والمناعة الاستاذ بكلية الطب جامعة الكويت البروفيسور خالد الجارالله أنه ليس من الغريب رصد أكثر من 4000 طفرة في النتوءات السطحية أو الشوكية لفيروس كورونا منذ بداية الجائحة وحتى الآن.وطمأن الجارالله في تصريح إلى "السياسة" من أن تلك الطفرات لم ترتبط بأي ارتفاع في حدة خطورة المرض أو استجابة خلايا الجهاز المناعي، ولا حتى على قدرة فاعلية اللقاحات المرخصة لمواجهة الفيروس، لأن تقنية تلك اللقاحات قد تم انتقاؤها لاستهداف مواقع متعددة في بروتين النتوءات الشوكية ووجود طفرة في منطقة واحدة أو أكثر في البروتين لن يؤثر على فاعلية الأجسام المضادة.أضاف أن حدوث الطفرات أو التحورات من طبيعة الدورة الفيروسية أثناء عملية التناسخ في خلايا الكائنات، وأنه مع ملايين النسخ الناجمة من عملية دخول الفيروس للخلية تحدث أخطاء في النسخ لحمض أميني أو أكثر عند نسخ بروتينات الفيروس، ولذا فمن المعروف في فيروسات RNA ( الحمض الريبوزومي أو الرنا ) حدوث ذلك بكثرة ومثال على ذلك فيروس كورونا والإنفلونزا. ونوه الدكتور الجار الله بالتقنيات المتاحة حاليا وقدرتها لتطوير اللقاحات لمواجهة الطفرات الفيروسية متى ما دعت الحاجة إلى ذلك، وفي زمن قياسي أيضا، موضحا أن الطفرات المتكررة قد تساهم في خمول قدرة الفيروس ومن ثم انتشاره كما حدث في العديد من الفيروسات. وأشار إلى أن الطفرة المستجدة التي تم رصدها في بريطانيا ضمن الدراسات الجينومية للفيروس والتي تجاوزت أكثر من 140 ألف فحص تسلسل جينومي، وأطلق عليها البريطانيون مسمى VUI-202012/01 هي حزمة من 17 طفرة في البروتين الشوكي السطحية للفيروس، وهو البروتين المسؤول عن التصاق الفيروس بالخلايا الحية.أوضح أن العلماء البريطانيين يعتقدون أن التحورات المرصودة قد تكون سبب زيادة حالات الإصابات في مقاطعات الجنوب الشرقي في المملكة المتحدة مؤخرا ( نوفمبر وديسمبر تحديدا )، وتم بناء هذه الفرضية وفق معطيات قياس وبائية ومحاكاة رياضية لكن في الوقت ذاته لا يوجد دليل على ان تلك التحورات لها علاقة بحدة المرض ولا على الاستجابة المناعية ولا على قدرة اللقاح.وأكد الدكتور الجار الله كذلك أن تلك الفرضية المرتبطة بانتشار معدلات العدوى لا يشاركها خبرات في علم الفيروسات في الولايات المتحدة مثلا، اذ يعتقدون أن ثمة عوامل كثيرة قد تفسر سبب ارتفاع معدل الاصابة مع التغيرات الفصلية وحركة التجمعات البشرية، ودرجة الالتزام بالإجراءات الاحترازية الوقائية مجتمعيا، كما أن هناك جدلية في إسقاط القياس الوبائي على الخواص البيولوجية للفيروس والتي تحتاج إلى تجارب مخبرية معقدة لإثباتها.وأضاف أن المجهود البريطاني الجينومي في الرصد الوبائي ساهم في إثراء المعالجة الوبائية وساعد في توجيه إشارات إنذار مبكر دوليا، في ظل وجود أقاليم ملتهبة منذ شهور في الشرق لا تملك التقنية للرصد الجينومي ومن ثم الإنذار المبكر لشعوبها والدول المحيطة.اختلافات اللقاحاتوعن أوجه الاختلاف بين اللقاحات المعتمدة لمواجهة كورونا من اللقاح الصيني وفايزر وموديرنا، قال الدكتور الجارالله: اللقاح الصيني ثلاثة أنواع حتى الآن، وهو لقاح تقليدي التقنية، الفيروس الموهن، ويعطى على جرعتين، ولم تنشر حتى الان نتائج المرحلة السريرية الثالثة في الدوريات المحكمة له رغم تجريبه على آلاف المتطوعين، لذا لا أعلق على تفاصيل المؤمونية والفاعلية إلا بعد الكشف الرسمي من الشركة المصنعة بالنشر العلمي المحكم.وبالنسبة للقاح ڤايزر وبيونتك وموديرنا فكلاهما وفق تقنية الحمض الريبوزمي -الرنا- المرسال، وهي تقنية ذكية خضعت لعقود من التطوير والتجريب، حتى تزامن حدوث الجائحة في استثمار هذا الكشف في إنتاج لقاح لكوفيد ـ 19، وتتميز تلك التقنية بسرعة انتاج لقاحات متى ما دعت الحاجة، واللقاحان اجتازا المراحل السريرية وتم فحص نتائج الدراسات بلجان وهيئات رقابية محكمة وحصلا على الإجازة الطارئة بعد ثبات المؤمونية والفاعلية التي قاربت الـ95 في المئة، واللقاحان يعطيان بجرعتين تفصلهما ثلاثة أسابيع لـ"فايزر" وأربعة أسابيع لـ"مودرينا"، كما يختلفان في خواص التخزين والثبات، وقد تم تطعيم أكثر من مليوني شخص في العالم من لقاح ڤايزر- بيونتك حتى 21 ديسمبر 2020.ونوه كذلك بلقاح أكسفورد-إسترا بتقنية الناقل وهي تقنية تم تطويرها لعقود في المختبرات البحثية وكانت جاهزة لمواجهة احتمالية جوائح فيروسية وتم توظيفها في هذه الجائحة، ويتوقع الترخيص لها في مطلع العام المقبل مع اكتمال تجميع نتائج المشاركين من مختلف القارات، وهو أيضا نتائجه المبكرة إيجابية من حيث المؤمونية والفاعلية، كما ان هناك العديد من اللقاحات سيتم الاعلان عنها في القادم من الأيام من عام2021م.وفيما يتعلق بما يثار حول التأثير السلبي للقاحي (موديرنا وفايزر)على الجينات، أكد البرفسور الجار الله بأنه لا يوجد لهذا الزعم أساس علمي البتة، وهو زعم من ليس لهم في العلم نصيب، وهو كذلك زعم قديم مصاحب لجميع اللقاحات منذ أقدم تلك اللقاحات التي استهدفت مرض الجدري وقضت عليه. وأشار إلى أن اللقاح الريبزومي المرسال mRNA لا يتداخل في نواة الخلية، وهو حمض مراسل يوصل راسلته التشفيرية للبروتين المستهدف لنسخه ومن ثم ينتهي دوره ويتلاشى، وهذه التقنية شهادة لمبلغ العلم الذي متع الله البشرية به. وأضاف أنه في الوقت الذي يسوق البعض مثل هذه المزاعم عندنا، نرى دولا تسارع في تعلم واقتناء تلك التقنية الذكية وتجربتها في لقاحات لمواجهة الجوائح وغيرها من الأمراض الجينية والسرطانية مثل اليابان وكوريا وتايلند والصين والهند وغيرها في الدول الأوروبية.وقال الجارالله: أنا شخصيا سجلت وأسرتي في رابط اللقاح والحمد الله أن من الله علينا بنعمة الخير لنحصل على حصة مبكرة من تلك اللقاحات وأسأل الله أن يكرمنا في رفع الوباء على الإنسانية جمعاء، وكلمة إشادة أسجلها لكوادرنا الوطنية المتطوعة فبالإضافة لعملها المهني في مواجهة الجائحة عملت فرق استشارية منذ شهور في الرصد والتواصل والإعداد اللوجستي لتأمين سلة من لقاحات ذات منصات متعددة، تسهم في معالجة الحالة الوبائية وتخفف من وطأة الجائحة، بارك الله في جهود الجميع.