الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الجاليات العربية

Time
الخميس 18 مايو 2023
View
8
السياسة
أحمد عبدالعالي بوعباس

الجاليات العربية في دولة الكويت كانت ولا تزال لها دور بارز في بناء الدولة وتطويرها، في القطاعين الخاص والعام، في الاقتصاد والإدارة والتعليم، وجميع التخصصات.
فالجميع يعلم كيف كانت إسهاماتها الرائدة جنبا الى جنب مع المواطنين في نهضة الكويت في عصورها الذهبية، التي يشهد على تقدمها القاصي والداني.
للأسف، نحن حاليا نقرأ يوميا عن قرارات ليس لها بعد سوى التضييق، والاتهامات المجحفة، وتحميلهم أخطاء سوء التخطيط والإدارة، وقصور الخدمات في الدولة، وكأن ليس هناك مسؤولون ولا يوجد فاسدون، وكأن الوافدين هم أصحاب القرار.
على سبيل المثال زحمة الشوارع، صاحب القرار لم يفكر بقصور النقل الجماعي، ولماذا لا يوجد مترو، ولا تطوير سعة الطرق من قبل الغزو حتى اليوم، بل قال: سأسحب رخص القيادة من الوافدين من دون إدراك ان هناك مشاريع، وشركات، وحاجة ماسة لوجود تلك الرخص.
وفي قرار آخر يقوم صاحب القرار بمنع دخول جالية معينة لمجرد أن عددها زاد، ولم يفكر في أن هذه الجالية لديها كفاءات فنية وعددية تحتاجها قطاعات الصناعة والتجارة، لمهاراتها، ووفرة الأيدي العاملة التي تحتاجها تلك القطاعات في مختلف التخصصات.
ولم يكلف نفسه في محاسبة الفاسدين الذين يأتون بالعمالة السائبة، وتجار الإقامات، محاسبة جدية. سياسة ردة الفعل والاستقواء على الوافدين غير المدروسة لن تنفع، بل ستضر كل صاحب عمل شريف، يريد أن يعتمد على نفسه، ويريد أن يبتدئ في العمل الحر، وفي النهاية كل ذلك سيؤدي إلى الإضرار بالاقتصاد، إذا الجميع أنهوا مشاريعهم الخاصة، وتوجهوا الى الوظائف الحكومية.
السياسة الحالية للتعامل مع المقيمين لن تجذب إلينا الكفاءات والشرفاء، كما كانت في السابق، بل ستنفرهم، وكم اعتصرني الألم على إخوان أعزاء، وقمة في التفوق، العلمي والمهني، هجروا هذا البلد إلى دول تقدر قدراتهم وكفاءتهم.
لن توجد دولة ناجحة ومتقدمة في العالم تعتمد فقط على مواطنيها، بل دائما يكون سبب تقدمها التعامل الحضاري، وجذب المواهب، خصوصا القريبة من ثقافاتها وأديانها، ليكونوا عونا لها في بنائها وتقدمها. لن أقول احذوا حذو دولة مجاورة، أو دولة متقدمة في أوروبا أو آسيا، بل سأقول كونوا دولة الكويت المتقدمة السباقة والرائدة التي كانت في عصرها الذهبي في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، واحة أمن وأمان، وبيئة يلجأ إليها الشرفاء، ويحققون بها أحلامهم ويشعرون أن لهم دورا فعالا في حياتهم على هذه الأرض.
نحن لا نرضى بالتضييق عليهم، ولا دولتنا لها ذنب في حرمانها من كفاءاتهم وخبراتهم، وعلمهم، لمجرد ان بعض الفاسدين يتاجرون بالبشر.
وأسوأ ظلم رأيته تكسب البعض سياسيا عبر تعزيز نظرية أن الوافدين هم سبب تخلف الدولة، وتراجعها، وأن حل مشكلاتنا هو رحيلهم، وإبعاد عقول العامة عن المتسبب، وزرع الكراهية بين المواطن والمقيم.

كاتب كويتي
آخر الأخبار