"الجامعة العربية" تحذر من تقسيم السودان وتحويله إلى أقاليم متناحرة

الخرطوم، عواصم - وكالات: في ظل ترقب لما ستسفر عنه المحادثات التي انطلقت بين ممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في مدينة جدة السعودية، حذرت جامعة الدول العربية من أي تدخلات خارجية قد تؤدي إلى تقسيم السودان وتحويله إلى اقاليم متناحرة.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن الجامعة العربية لن تتوقف عن التواصل مع التيارات السياسية السودانية الرئيسة والتحرك العاجل لوقف الاقتتال بين الأطراف المتحاربة، مؤكدا على رفض الجامعة للتدخلات الخارجية، ودعمها لعملية سياسية شاملة متوافق عليها.
وثمن أبو الغيط، المبادرة السعودية الأميركية لوقف النار في السودان، قائلا: إن هذه المبادرة تستحق الدعم والتمسك بها، معربا في الوقت نفسه عن ثقته بأن الدول العربية لن تدخر وسعاً لمساندة السودان على مواجهة تحدياته الصعبة للعبور نحو مستقبل أفضل يستحقه. ونوه أبو الغيط بأن العاصمة السودانية الخرطوم صارت منذ 15 أبريل الماضي ساحة لمعارك دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وتدفق عشرات الآلاف من النازحين ومثلهم من اللاجئين إلى دول الجوار، فراراً من جحيم هذه المعارك وبحثاً عن غذاء شح وارتفعت أثمانه، ودواء مفقود، ومستشفيات لم تزل تعمل بالرغم من شبح انهيار النظام الصحي برمته.
بدوره دعا وزير الخارجية المصري والرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية سامح شكري، إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان، وشدد خلال الجلسة العلنية للاجتماع الطاريء لوزراء الخارجية العرب، على ضرورة الدفع بحل قضية السودان في محيطها العربي والأفريقي وكف الأيادي الخارجية عنها.
وفي وقت سابق دعت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري الجامعة العربية إلى التواصل مع الجيش والدعم وحض قيادات الطرفين المتصارعين على وقف القتال، ودعت في خطاب، وجهته للأمين العام أحمد أبو الغيط، إلى دعم الانتقال لعملية سياسية تفضي الى اتفاق جميع الأطراف على ترتيبات دستورية جديدة تنشأ بموجبها سلطة مدنية متوافق عليها لتنفيذ برنامج إصلاحي خلال فترة انتقالية قصيرة تؤدي إلى انتخابات عامة والحصول على الدعم الإغاثي العربي لمواجهة الكارثة الإنسانية داخل وخارج الخرطوم.
وبينما حذر المجتمع الدولي من انزلاق البلاد إلى أتون الفوضى، منبهاً من وضع مأساوي فيما بتعلق بالقطاع الصحي أو أزمة النزوح واللجوء إلى الدول المجاورة، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بوقف وفوري للقتال في السودان قبل ان يتحول إلى حرب أهلية قد تدمر البلاد وتزلزل الاقليم لسنوات قادمة.
ودعا من العاصمة البورندية بوجمبورا، إلى ضمان الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية دون عوائق، والسماح بتوزيع المساعدات على المحتاجين بشكل فوري، مؤكدا على ضرورة حماية السكان المدنيين والبنية التحتية، واحترام العاملين في المجال الإنساني.