أحمد الدواسأصبحنا نخجل من تكرار النصائح للحكومة، قلنا مراراً "انصبوا كاميرات مراقبة أمنية لمعرفة اللصوص والمجرمين ومن يخرق القانون،لكن من دون فائدة، ولما نشر خبر في الصحف المحلية يتساءل"من انتهك حرمة قبور أمراء الكويت"؟، صار الحديث بأن مقبرة الصليبيخات تفتقر الى وجود كاميرات مراقبة، وأن أحد العاملين فيها أشار الى أن إجراءات عاجلة سيتم اتخاذها لعدم تكرار مثل هذه الحوادث، وفي مقدمتها تركيب كاميرات رصد أمنية.يعني بكرة يصير تفجير في وزارة ويموت الناس، أو اغتيال مسؤول كويتي، أو تفجير منشأة حيوية، ونتحسر لعدم معرفتنا الفاعل، ثم نفكر بوضع مثل هذه الكاميرات؟ كررنا نصيحة نصب كاميرات مراقبة على سواحل الكويت، ففي وقت ما رسا قارب إيراني على سواحل البلاد ليلا، وتسلل إيرانيون منه لدخول الأراضي الكويتية خلسة، ولم تعلم الشرطة بهم، إلا عندما رأى أحد المواطنين هؤلاء المهربين للمخدرات، فأبلغ عنهم.إهمال أمني، وضعف مراقبة، ولا هيبة للدولة، وكل يوم حريق إطارات في امغرة زعما بأن الفاعل مجهول، بل معلوم، فالحريق يستفيد منه ماليا بعض اللئام ضعاف النفوس، بل اللصوص، وفي مدينة الأحمدي يستطيع المجرم ان يتسلل الى أحد الخزانات أو المواقع الحيوية، شريان الحياة في البلاد، ونصير نلطم على وجوهنا.وهناك طريق الصبية الخطر، الذي يثير الخوف والفزع، فأنت تقود سيارتك ليلا وأنت خائف على عيالك وأهلك، صحراء مخيفة ليلا، لا يمكن لك ان تخرج من السيارة وتمشي قليلا، ولو حدثت سرقة أو قتل أو اختطاف لا أحد يعرف بها.قبل أكثر من 60 سنة كان الناطور في شارع المباركية يراقب المحال، ويتأكد من إغلاقها بأن يرج قفل المحل، واختفى هذا الناطور، واختفت معه المراقبة الأمنية.ولمن لم يقرأ، فقد ذكرنا قبل ثلاث سنوات كيف تراقب شرطة لندن الشوارع وواجهة المحال بكاميرات أمنية، تكون على أعمدةٍ متصلة بالمخافر، فالشرطي بالمخفر يضع "ماوس الكمبيوتر"على وجه منتهك القانون فيخرج اسمه وبياناته على الشاشة، لتضع وزارة الداخلية كاميرات مراقبة في كل مكان تكون متصلة بالمخافر، لمراقبة الوجوه وأرقام السيارات، كونوا بالمرصاد لكل لص ومجرم ومنتهك للقانون، وأعلنوا على الملأ أشد العقوبات بحقهم. قلنا نحن نخجل من تكرار الأمثلة، مع اننا نستفيد منها، كمثال قدرة رئيس تنزانيا جون موغوفولي حيث قضى على الفساد في بلاده، فليتنا نمتلك مثل هذا المسؤول.حذرنا غير مرة من مساوئ المعارضة البرلمانية، التي طالبت بالتغيير في نيبال، فتدهور وضع نيبال وحدثت حرب أهلية أكلت الأخضر واليابس، وقبل ثلاث سنوات نصحنا بإنشاء جهاز لإدارة الأزمات، وها هو البرلمان يوصي في 7 مارس الجاري بإنشاء جهازلإدارة الكوارث والأزمات. فعلا حكومة لا تقرأ، فانحدر الأداء الحكومي وأصبحت البلاد تتعرض لأخطار،فما معنى انتهاك حرمة قبور أمراء الكويت، هل معناه رسالة؟بلد مثل الكويت، المفروض ان يكون في مصاف الدول المتقدمة لا المتخلفة.وا أسفاه، وواحسرتاه، لا نقرأ، ولا نستفيد من دروس الدول الأخرى، ولا نتعظ من دروس التاريخ. إذا كانت الداخلية تضع كاميرات مراقبة لتخالف المواطنين والمقيمين ممن لا يضع حزام الأمان وهو يقود سيارته، وتطالبهم بدفع الغرامة، فكان الأولى والأجدر ان تراقب المتهمين والمجرمين لمنع الفرار من وجه العدالة.سيأتي يوم نبكي على هذا الوقت الذي أهدرناه، ولم نعزز شبكاتنا وأجهزتنا الأمنية، وسيشعرالمخربون والفاسدون والمجرمون وكل من هب ودب، بأن الكويت بلد سائب، ضعيف لاحول له، ولاهيبة له، وسيزيد النهب والسلب، وتتهدد حياة الناس، وتهتز أركان البلد، وسنعيش الخوف كل لحظة.سفير كويتي سابق
[email protected]