الجزائر، عواصم - وكالات: بعد نحو شهر من الاحتجاجات، استفاق الجزائريون للمرة الأولى منذ 20 عاما من دون أن يكون عبدالعزيز بوتفليقة على رأس السلطة، لكنهم رغم فرحتهم لا ينوون وقف حراكهم حتى رحيل «النظام» بكامله.وبدا بوتفليقة، متعبا، وقد ارتدى «قندورة بيضاء» (الثوب الجزائري)، وجلس على كرسي متحرك. وقدّم رسالة استقالته إلى رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز.وسُمعت على الفور أصوات أبواق السيارات في شوارع العاصمة ترحيبا باستقالة بوتفليقة، وسُجل ظهور بعض التجمعات، خصوصًا في ساحة البريد في العاصمة، التي تتركز فيها التظاهرات الاحتجاجية منذ 22 فبراير، وأطلِقت الألعاب النارية، بينما حمل المتظاهرون أعلام الجزائر.وعبر آلاف المواطنين عبر مختلف الساحات العمومية وسط العاصمة بساحات البريد المركزي، وموريس أودان، وساحة أول ماي، عن سعادتهم وفرحتهم التي وصفوها بالتاريخية حيث رددوا شعارات تعبر عن الحرية.أما المعارضة التقليدية ممثلة في الأحزاب، فلا تزال مشغولة بانقساماتها الداخلية، في ظل مخاض تشوبه الفوضى قبل أن يخمد من جديد.ورحب حزب التجمع الوطني الديمقراطي الجزائري «الأرندي» باستقالة الرئيس، مشيدا بموقف الجيش الذي ساهم في الوصول إلى هذا الحل الدستوري، معربا عن مساندته للجوء للمواد 7 و8 و102 من الدستور لحل الأزمة.وهنأ رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس الجزائريين، مشيرا إلى أن «بوتفليقة عطل الجزائر طيلة عشرين سنة، وعطل الجزائر أيضا في آخر أيامه».
من جهته، قال رئيس جبهة العدالة والتنمية عبدالله جاب الله إنه يتعين وضع آليات انتقالية تبدأ بتشكيل مجلس رئاسي، وتشكيل حكومة كفاءات وتنصيب لجنة وطنية لمراجعة قوانين الانتخابات.كما اعتبر القيادي بحزب العدالة والتنمية لخضر بن خلاف، أن «استقالة الرئيس ثمرة أولى من ثمرات الهبة الشعبية السلمية يجب أن تتبعها خطوات أخرى ومنها إثبات شغور منصب رئيس الجمهورية مع ضرورة ذهاب الحكومة الحالية».في وقت وصف حزب تجمع أمل الجزائر (تاج) استقالة بوتفليقة بـ»الخطوة المهمة والمخرج الدستوري السليم»، أشار الحزب الموالي لبوتفليقة إلى عدم التنكر لدعمه للرئيس.من جانبه ندد الرئيس السابق لحزب «التجمع من أجل الثقافة» والديمقراطية سعيد سعدي إعادة التموقع لبعض السياسيين الذين وصفهم بالانتهازيين إلى جانب المؤسسة العسكرية.وكتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «الآن والمؤسسة العسكرية في وضعية فرض قراراتها، نلاحظ تسارع الانتهازيين في إعادة التموقع».أما رئيس حزب حركة مجتمع السلم عبدالرزاق مقري فأكد أن «بوتفليقة كان مسؤولا عن الإجراءات المنسوبة إليه».