الجزائر، عواصم - وكالات: وسط تأهب امني طال الجزائر في اليوم الاخير لتقديم المرشحين لأوراق ترشحهم للرئاسة الى المجلس الدستوري الجزائري، تقدم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بأوراق ترشحه لولاية خامسة، لرئاسة الجمهورية قبيل ساعات من إغلاق باب الترشيح في منتصف ليلة أمس.وأكد تليفزيون النهار الجزائري تقدم بوتفليقة للترشيح على منصب الرئاسة، مؤكدا سعيه لإعادة انتخابه رغم الاحتجاجات الحاشدة على ذلك، وخروج الآلاف إلى شوارع عدة مدن جزائرية، والتي شهدت مواجهات جديدة بين الشرطة والمحتجين، وفي عدد من المدن الأوروبية من بينها العاصمة الفرنسية باريس، احتجاجا على ترشح الرجل المريض رفيق الكرسي المتحرك. ووصل وفد من الحملة الانتخابية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى المجلس الدستوري لتقديم أوراق ترشحه، التي حملت على متن خمس شاحنات.وأكد المجلس الدستوري الجزائري، أمس، التزامه بقانون الترشح للرئاسة، مشترطا على المترشح تقديم أوراقه للمجلس الدستوري بنفسه، وليس من خلال من ينوب عنه.في حين نسبت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية، الى المجلس الدستوري، قوله إنّ القانون "لا ينص على ضرورة إيداع الملف من قبل المرشح شخصيا".وبدا أنّ الوكالة تستبق اقدام الرئيس بوتفليقة على ارسال من يمثله لتقديم ملف ترشحه في حال تعذّر عليه القيام بذلك بنفسه.الى ذلك، أعلنت وكالة الأنباء، أمس، أن 6 مرشحين قدموا أوراقهم رسمياً للمجلس الدستوري للترشح لانتخابات الرئاسة.وقالت الوكالة إن المرشحين الذين قدَّموا أوراقهم هم رئيس حزب التجمع الجزائري علي زغدود وعبد الحكيم حمادي ورئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد ورئيس حزب النصر الوطني محفوظ عدول وئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة والمرشح المستقل علي غديري.وفي السياق، أعلنت حركة مجتمع السلم، كبرى الأحزاب الإسلامية سحب ترشيح رئيسها عبد الرزاق مقري لانتخابات الرئاسة، كما قرر حزب العمال اليساري عدم المشاركة وسحب ترشح أمين عام الحزب لويزة حنون، وانسحبت أحزاب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (تقدمي) وجبهة القوى الاشتراكية (يساري) وجيل جديد (علماني)وجبهة العدالة والتنمية (إسلامي) وحزب طلائع الحريات بقيادة رئيس الحكومة علي بن فليس، من الانتخابات الرئاسية المقبلة. تضاربت الانباء بشأن تقديم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أوراق ترشحه ليخوض "سباق الرئاسة" على كرسي متحرك... واذا ما كان مستمرا في رحلة علاجة منذ الأحد الماضي في مشفى بجنيف السويسرية، أو عودته الى الجزائر.وكان المرشح اللواء المتقاعد علي غديري أول من وصل أمس إلى المجلس الدستوري لايداع ملف ترشحه.
وقال أنه "برغم كل العراقيل والمضايقات، تم جمع، 217 توقيعا لمنتخبين، و120 ألف توقيع للناخبين".وعلى صعيد الاحتجاجات، استؤنفت، أمس، احتجاجات الطلاب الجزائريين في العاصمة لمطالبة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بالتخلي عن اعتزامه الترشح لفترة ولاية خامسة.واحتشد مئات الطلاب داخل الحرم الجامعي قرب المجلس الدستوري ورددوا هتافات تقول "لا للعهدة الخامسة"، وخرجت عدة تظاهرات طلابية أخرى، في وهران وعنابة والبويرة وقالمة.وكان هناك وجود أمني مكثف حول المجلس الدستوري، ومنعت الشرطة الطلاب من مغادرة الحرم الجامعي الذي يبعد عن المجلس مسافة تقطع سيرا على الاقدام في عشر دقائق.وفي وسط الجزائر العاصمة، انتشرت شرطة مكافحة الشغب أمام القصر الحكومي وشارع محمد الخامس، فيما شوهدت طائرات الهليكوبتر تحلق فوق العاصمة.وكانت أحزاب وشخصيات وطنية جزائرية معارضة دعت قيادات الجيش الجزائري لحماية المواطنين والدفاع عن حقوقهم الأصيلة والاستجابة لمطالب الشعب الذي يتظاهر احتجاجا على ترشح الرئيس بوتفليقة.وانتهى اجتماع هذه الأحزاب السياسية والشخصيات المعارضة ببيان، في ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس، شددوا خلاله على "رفض أي التفاف على مطالب الشعب في التغيير العميق لنظام الحكم في الجزائر" محملين السلطة "المسؤولية التاريخية عن مخاطر عدم الاستجابة لمطالب الشعب".وتواجه المعارضة التي تتسم بالضعف والانقسام تحديات كبرى لتشكل منافسة انتخابية حقيقية، ومنذ اختيار حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بوتفليقة مرشحا للرئاسة أكتفت أحزاب المعارضة بدعوة بوتفليقة الى التنحي من دون أن تقدم مرشحا واحدا.وعلى المستوى الاقتصادي، هزّت استقالات مفاجئة، "منتدى رؤساء المؤسسات الاقتصادية"، أكبر تكتّل لرجال الأعمال في الجزائر، بعد انسحاب أعضاء بارزين من هذا التجمّع المالي، وإعلان مساندتهم لمطالب الشعب الجزائري في التغيير ومعارضتهم ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة.