الدولية
الجزائر: حزبان "حليفان" يقفزان من سفينة بوتفليقة قبل غرقها
الأربعاء 20 مارس 2019
5
السياسة
الجزائر، عواصم - وكالات: بينما أعلن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر عن دعمه لـ "مسيرات الشعب"، أعطى الجيش أقوى مؤشر على نأيه بنفسه عن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، الذي شدد على أن "الجزائريين عبروا عن أهداف نبيلة"، فيما انضم حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الى مسؤولين من الحزب الحاكم ونقابات عمالية ورجال أعمال كبار الى قائمة المتخلين عن بوتفليقة الذي أصبح "وحيدا" في "سفينة توشك على الغرق". وفي السياق، ذكرت تقارير جزائرية، أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، سيغادر قصر المرادية يوم 28 أبريل المقبل، وهو التاريخ الذي يصادف انتهاء ولايته في الفترة الرئاسية الرابعة.وبحسب صحيفة "النهار" الجزائرية، نقلا عن موقع ALG24، فإن مصدر مقرب من التحالف الرئاسي المؤيد لبوتفليقة، قال إنه لن يكمل في قصر المرادية أمام مطالب بالرحيل ودون غطاء شرعي أو دستوري.وصرح منسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني "الأفالان"، (الحزب الحاكم بالجزائر)، معاذ بوشارب، أن الحزب العتيد "أبناء جبهة التحرير الوطني، يساندون الحراك الشعبي".ولم يبق أحد على متن سفينة الرئيس بوتفليقة بعد أن قال حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يرأسه "شرفياً" عبدالعزيز بوتفليقة إنه مع إرادة الشعب.وأضاف بوشارب في كلمة ألقاها في اجتماع مع أمناء محافظات الحزب، أن جبهة التحرير تحيي المسيرات السلمية التي تشهدها البلاد منذ 22 فبراير الماضي.وقال المتحدث باسم حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى، صديق شهاب، لقناة البلاد التلفزيونية، ان ترشح بوتفليقة لفترة رئاسة جديدة كان خطأ كبيرا.وأضاف أن "قوى غير دستورية سيطرت على السلطة في الاعوام القليلة الماضية، وتحكمت في شؤون الدولة خارج الاطار القانوني".وتابع: إن "ترشيح رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة، في الحالة التي هو عليها يمثل فقدان بصيرة من طرفنا، وبطبيعة الحال مغامرة، لكن كذلك فقدان بصيرة".وزاد: "أخطأنا في ترشيح الرئيس. لم تكن لدينا الشجاعة الكافية لندلي بقوة بكل ما كان يخالجنا، لسنا من الذين كانوا مقتنعين بترشيح الرئيس لولاية خامسة وهو في هذه الحالة".وأكد شهاب، أن خطاب حزب التجمع الوطني الديمقراطي المساند لترشح بوتفليقة لولاية خامسة "أملاه موقع وظرف معين" ، مشددا على أن " الخطاب شيء والقناعات شيء آخر".ويضم التحالف الرئاسي، حزب جبهة التحرير الوطني، وحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وحزب تجمع أمل الجزائر، وحزب الحركة الشعبية الجزائرية.من جانبه، قال رئيس الأركان الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح: إن الجزائريين عبروا عن أهداف نبيلة.وأضاف صالح: إن "ثمار الإخلاص لا تفنى ولا تزول ويبقى عطرها تفوح منه رائحة العمل المخلص لله وللوطن"، مشيرا إلى أن "هذه الرائحة العطرة والطيبة هي التي يحملها شهر مارس كل سنة إلى الشعب الجزائري".ومنذ اندلاع الاحتجاجات، يدلي نائب وزير الدفاع ببيانات وتصريحات، غير أن وسائل إعلام وصفت هذه التصريحات بأنها أقوى مؤشر حتى الآن على أن الجيش ينأى بنفسه عن الرئيس.وتسري شائعات منذ سنوات بشأن خلفاء محتملين لبوتفليقة لكن لم يظهر حتى الان مرشح جدير بالثقة ومدعوم من الجيش والنخبة الا وكان عمره في السبعينات أو الثمانينات.وينادي المحتجون بجيل من الزعماء الجدد بدلا من نخبة حاكمة يهيمن عليها الجيش وكبار رجال الاعمال ممن لهم صلة بزعماء حرب التحرير التي استمرت بين 1954 و1962.ووجه زعماء الاحتجاج في بيانهم اشارات غير مباشرة الى سعيد الشقيق الاصغر القوي لبوتفليقة والى صديق الرئيس الديبلوماسي المحنك بالامم المتحدة الاخضر الابراهيمي.وحذرت مصادر من أن "الشعب لن يقبل أيّ مراوغة من دواليب السلطة الحالية تهدف الى ابقاء النظام الحالي سواء من حاشية الاخ أو الصديق أو الدوائر الخفية الاخرى".وأشارت مصادر الى أن من بين الشخصيات البارزة التي تشملها قائمة زعماء الاحتجاج، المحامي والناشط المدافع عن حقوق الانسان مصطفى بوشاشي والقيادي المعارض كريم طابو ووزير الخزانة السابق علي بن واري والسياسيان مراد دهينة وكمال قمازي اللذان ينتميان الى حزب اسلامي محظور.لكن مسألة الدور المحتمل للاسلاميين في مستقبل البلاد هي احدى القضايا التي ربما تؤدي لانقسام الرأي العام وتدفع الجيش للتدخل.وتم اقصاء الاسلاميين المتشددين من الحياة العامة منذ الحرب وتنشط على الساحة حاليا جماعات اسلامية أكثر اعتدالا لكنها منقسمة أيديولوجيا.