الجزائر، عواصم- وكالات: فشلت مساعي رئيس الوزراء الجزائري المكلّف نورالدين بدوي، في تشكيل حكومة التوافق التي وعد بها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، بعدما انتهت المهلة التي حدّدها دون أن يحقق ذلك.وكان بدوي أعلن خلال مؤتمر صحافي عقده يوم 14 مارس بصحبة نائبه رمطان لعمامرة، أنه سيتم الإعلان عن تشكيل حكومة تتألف من كفاءات غير متحزبة خلال أسبوع، إلاّ أنه واجه صعوبة في إقناع الأطراف النقابية والسياسية بالمشاركة في تشكيل الحكومة والانضمام إليها، ما جعل التوصل إلى إعلان تشكيل وزاري جديد يتأجلّ في كل مرة.ويعتبر الفشل في تشكيل حكومة جديدة، محبطا للنظام الجزائري ولدوائر السلطة التي تتمسك بخارطة الطريق التي اقترحها بوتفليقة، لكنها تصطدم برفض الشارع الجزائري الذي ينشد التغيير ويطالب بتنحي الوجوه القديمة.من جهتها، اجتمعت أحزاب من المعارضة، أمس، لبحث آلية للخروج من الأزمة الحالية، حيث دعت إلى استمرار الحراك الشعبي، والى تشكيل هيئة رئاسية بعد تنحي بوتفليقة.وقالت مصادر، إن الهيئة يجب أن تتشكل من شخصيات وطنية تمتنع عن الترشح في الانتخابات المقبلة..وفي سياق الاحتجاجات الشعبية، تظاهر مئات المحامين الجزائريين مجددا في العاصمة الجزائر، أمس، للمطالبة بالاستقالة الفورية للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.واحتشد المحامون في وسط العاصمة، وهم يرفعون لافتات تطالب باحترام ارادة الشعب وتحتج على تأثير الفساد على القضاء.
وكان قد تظاهر مئات الآلاف من الجزائريين، أول من أمس، في أنحاء البلاد.وقالت مصادر اعلامية، ان المسيرات اتسمت بالسلمية الى حد كبير لكن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع في مواقف منفردة من بينها منع الشباب من الاقتراب من القصر الرئاسي.وعلى الرغم من الامطار الغزيرة وبرودة الطقس، كانت أعداد المشاركين كبيرة، اذ ملأ المحتجون الذين رفعوا علم البلاد وسط العاصمة.وأظهرت لقطات بثها التلفزيون خروج مظاهرات في مدن أخرى منها سكيكدة والوادي وسطيف.وردد المحتجون هتافات، مفادها أن الجيش والشعب اخوة، كما هتف بعض المتظاهرين مطالبين برحيل الحزب الحاكم.ورفع المحتجون لافتة عليها صور من يريدون الاطاحة بهم وشملت بوتفليقة وشقيقه سعيد الذي يعتقد على نطاق واسع أنه يدير البلاد ورئيس الوزراء الذي تم تعيينه في الاونة الاخيرة.وبحلول المساء انفض أغلب المتظاهرين بعد تنظيفهم الشوارع مثلما فعلوا في الاسابيع الماضية. ورغم تصريحات ممثلي أحزاب المولاة (الحزب الحاكم "جبهة التحرير الوطني» و»حزب التجمع الديمقراطي»)، الذين أعلنوا مساندتهم لمطالب الشعب، ووصفوها بالشرعية، إلا أن المتظاهرين أعلنوا رفضهم لمثل هذه التصريحات ووصفوها بـ»الانتهازية وركوب موجة الانتفاضة».