الجمارك وأدوية المسافرين!

اتجاه الصميم

من الظواهر الأخيرة مما آلت إليه ظروف سوق الأدوية في الكويت جعلت الكثير من المسافرين العائدين إلى أرض الوطن محملين بأدوية مختلفة، يأتون بها من الخارج بسبب الأسعار المرتفعة والخيالية في وطننا، ناهيك عن ندرة بعض الأدوية، واختفائها من الصيدليات، لأسباب مجهولة.
لا يعقل أن أسعار تلك الأدوية، والمكملات الغذائية، أو الفيتامينات، إذا ما قورنت بأسعارها خارج الكويت، ولا يتصور أن يكون هذا الفارق الشاسع، واللا منطقي، عما هو موجود لدينا.
نعم، نحن نعترف أن ليس لدينا مصانع أدوية تغطي الاحتياجات في الكويت، على اختلاف أنواعها، مما يضطر الفرد أن يجلب معه تلك الأدوية من الخارج، ليس لاستعماله الشخصي فقط، بل لجميع أفراد عائلته، بما يحتاجونه من دواء.
إلا أن في الفترة الأخيرة، ووفق ما تتداوله غاليبة المسافرين العائدين إلى أرض الوطن، عن التقييد المصطنع من بعض رجال الجمارك على تلك الأدوية، لأسباب مجهولة، رغم أنها أدوية لا تدخل ضمن الأدوية المحظور استيرادها، أو ضمن جدول الأدوية الممنوعة إلا بوصفات طبية خاصة.
هنا يثور التساؤل: هل لوبي شركات الأدوية المسيطر على السوق المحلية، استطاع أن يصل، ويؤثر على تلك الجهة الحكومية، والتي نحمل لها كل احترام، بما تبذله من مجهودات كبيرة لمنع دخول السموم إلى بلدنا العزيز؟
فإذا كان المسافر العادي يحمل أدوية مسموحاً بها، ويستطيع أن يشتريها من أي صيدلية في الكويت، ومن دون أي وصفة طبية، فلماذا هنا التضييق على المسافر العادي الذي يأتي بدواء من خارج الكويت، له ولأسرته، لسبب ارتفاع أسعارها في الصيدليات المحلية، أو عدم توافرها لدينا؟!
فالتعاون، مع المواطن أو المقيم، الذي يأتي بدواء مسموح به، فلماذا هذا التعسف والتضييق عليهم، لسبب مجهول بالفترة الأخيرة بمنفذ المطار، فهل استطاعت الأيدي الخفية بقوتها ووسائلها، أن تستطيع أن تصل إلى التأثير على عمل أجهزة الدولة، متمثلة بجمارك المطار، للتأثير على منع حمل أدوية مسموح بها داخل الدولة، لكي يلجأ المواطن إلى شرائها بالسعر الذي تضعه شركات الأدوية المكلف لبعض الأسر التي لا تستطيع شراءه بتلك الأسعار، فالحقيقة المخفية لا يعلم بها إلا الله عز وجل.
فالعون والمساعدة لتلك الأسر هو ما جُبل عليه أهل الكويت من زمن بعيد، فلا يؤثر عليكم لفئة من الاستغلاليين.
اللهم اشف الجميع.
$ محام وكاتب كويتي

نافع حوري الظفيري

[email protected]