الجمعية الاقتصادية: أغلب المستفيدين من المعاش الاستثنائي أرجعوا الكويت للوراء

انتقدت الجمعية الاقتصادية ما وصفته بـ"مسلك الدولة في منح المعاش الاستثنائي كميزة لبعض القياديين"، مؤكدة أنه عكس تناقضاً كبيراً مع توجهها في الحد من الهدر المالي، والتحكم في المصاريف، الذي كان من خطوات المعالجة التي اتبعتها لمواجهة العجز المالي، الذي عصف بالكويت خلال العامين السابقين.
ورأت الجمعية في بيان أصدرته، أمس، أن إعطاء مميزات استثنائية لمجموعة من القيادين تركوا مناصبهم دون أي إنجازات، دلالة واضحة على عدم إدراك الحكومة لحجم المسؤولية، وعدم درايتها بالأحداث العالمية الاقتصادية، والتحديات المحيطة، التي تتطلب إعادة النظر في مثل هذا النوع من الهدر، الذي يستلزم قدراً من الحيطة والحذر بدلاً من الإفراط في منح هذا النوع من الهبات والعطايا المستدامة، التي قد تزيد العبء على كاهل الموازنة العامة للدولة.
وأضافت: إن "غالبية القيادات الذين استفادوا من المعاش التقاعدي الاستثنائي كانوا مشرفين وأمناء على حقبة سابقة عادت بالكويت سنوات كثيرة للخلف على جميع الأصعدة".
وأضافت: "نحن في الجمعية الاقتصادية لا ندعو لتغيير القيادات فقط، بل لمحاسبتهم؛ فالهروب من محاسبة قياديين غير مؤهلين هو هروب من مواجهة تفشي الظلم بين فئات المجتمع، وعدم إنصاف فئة كبيرة عانت ولاتزال تعاني من ضيق العيش، الذي يتفاقم في ظل التحديات التي يمر بها الاقتصاد بشكل عام".
من جهة أخرى، خاطبت الجمعية النواب بالقول: "تم انتخابكم لتُجَسّدوا تطلعات الكويت وشعبها، وأهمها ما نعيشه الآن من أمن اجتماعي، وأمن اقتصادي، وواجبكم كسياسيين أن تقولوا الحقيقة كاملة لنا كشعب، وعليكم أن تتركوا دغدغة مشاعر الناس من خلال تقديم قوانين شعبوية كشراء القروض".
وجددت الجمعية التأكيد على قلقها الكبير تجاه الحالة المالية للدولة وديمومة المؤسسات، وقالت: "إن المسار الوحيد المتاح هو الاعتراف بعدم جدوى الاستمرار في السياسات الاقتصادية الراهنة المعرقلة للتنمية"، داعية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف إلى أن ينظر في الاختلال بميزان العدالة المجتمعي، الذي يجب ألا يستمر، والرجوع للوراء، والكشف عمن استفاد منه في أوقات سابقة، والتوقف عن سياسة تبديد ثروة الوطن، فهي ليست ملكية خاصة لمجلسي الأمة والوزراء في حفلة تتسابق فيها الشعبية المضللة التي تتغذى على ثروة البلد ومستقبل أجياله.
وأشارت إلى أن الوطن لا يُبنى على الهبات، ومستقبل الأجيال القادمة أمانة تنتظر تسليمها للجيل القادم كما حافظ عليها من سبقكم، والعاقل من يتعظ من تقلبات الزمان.