كتب - فالح العنزي:كتبنا كثيرا في هذه المساحة عن ضرورة أن يعي القياديون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، خصوصا "من يهمه الأمر" من الإدارات المعنية، أهمية الفرق الموسيقية خصوصا الأجنبية، التي تشارك ضمن فعاليات ومهرجانات وأسابيع ثقافية وأن يعطيها المجلس حقها الإعلامي والأدبي واظهارها بالشكل الذي يليق بها أمام الجمهور، مثل التعريف الوافي بمسيرتها وأعضائها وأبرز الأعمال التي قدمتها والجولات الغنائية التي قامت بها، وذلك في كتيب أو "بروشور" بسيط يتضمن نبذة عن الفرقة وبرنامج الأمسية الموسيقية وما يضمه من أغنيات أو استعراضات أو معزوفات، من اجل خلق حالة مسبقة ويتعرف الجمهور عما سيتابعه وليس ثلاثة أسطر تم نسخها من "العم غوغل" لا تسمن ولا تغني من جوع، وهذا الاهتمام، الذي هو من صميم واجبات الجهة المنظمة "لو تم تنفيذه"، يحقق نوعا من الاحترام والتقدير للضيوف من الفنانين والفرق الموسيقية والغنائية الأجنبية، والتقدير هذا لا علاقة له بحفاوة الاستقبال وتوفير الاقامة بالفندق والمواصلات. أول من أمس قدمت الفرقة الاستعراضية الموسيقية الناشئة من جمهورية قيرغيستان والمعروفة بـ "Cholpon & Akak" أمسية موسيقية راقصة ضمن أنشطة وبرنامج المهرجان الثقافي للطفل والناشئة بنسخته الحادية والعشرين، واكتفى الجمهور الحاضر في المسرح بالاستمتاع بالاداء الاستعراضي، غير مكترث بفهم طبيعة اللوحات الاستعراضية، التي اجتهد في تقديمها أكثر من ثلاثين طفلا وطفلة وناشئاً، بسبب اصرار المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على التفنن واللامبالاة واهمال الضيوف بعدم التعريف ولو بحرف واحد عن الفرقة، وترك الأمر مبهماً و"الشاطر من الجمهور والصحافة يفك الطلاسم"!! الفرقة الموسيقية القيرغيزية تكونت من عازفين وعازفات تأبطوا مجموعة من الآلات الموسيقية الخشبية، التي تعود للفلكلور القيرغيزي، وأدى الأطفال بأزيائهم المزركشة والمبهرة مجموعة من اللوحات الاستعراضية وجدت تفاعلا كبيرا، خصوصا انها تنقلت بنا في تاريخ ومسيرة هذا البلد، الذي يحتفظ بإرث تاريخي عريق تجسد فوق الخشبة في تشكيلات وحركات واستعراض مبهر مع العزف الجماعي المتناسق وكأن العازفين، الذين تجاوز عددهم عشرة عازفين يعزفون جميعهم بآلة موسيقية واحدة. ووسط هذا الهرج والمرج الطفولي لكم أن تتخيلوا فرقة قيرغيزية تقدم لوحة استعراضية راقصة امتعت الجمهور فتفاعل معها وصفق استمتاعا بالفرجة البصرية والأزياء المزركشة وتمايل الراقصين، قبل أن يتبين لاحقا بأن ما قدم فوق خشبة المسرح كان له ارتباط جذري بالمناسبات الملحمية، وان كل حركة راقصة باليد أو القدم او ايماءة بالرأس، كانت عبارة عن حروف تتشكل وتصنع مفردات حماسية للقادة والجنود في الحرب، لكننا بفضل تقصير وتجاهل "المجلس الوطني" اكتفينا بالصراخ: "شحلوهم يجننون"، وهم يعتقدون بأن كل حبة عرق سقطت من على جبين أحدهم اوصلت مضمون الرسالة.الجمهور الذي يحرص على حضور أنشطة المجلس الوطني من باب الدعم المعنوي ويعطي صورة تجمل الجهود، التي يبذلها العاملين فيه من قياديين وموظفين له ردود فعل ايجابية وكل شيء يمكن أن يتقبله الضيوف، الا التجاهل والاهمال واللامبالاة، مثلما حدث مع الفرقة الاستعراضية الموسيقية للناشئة، فحضور الجمهور يحفظ ماء وجه الواجهة الثقافية الأولى في الكويت، ويشعر الضيوف بأنهم كفرقة "مرغوبا بهم"، وبالتالي لا مجال للخذلان واليأس، نذكر هذه الكلمات ونعيد التذكير بها، وبأن الجمهور مهما بلغ من ثقافة وعقليات وفن يظل يجهل الكثير من التفاصيل الخاصة بالثقافات الأخرى، لاسيما عندما يتعلق الامر بحضارات مختلفة، "أن تكون صاحب ذائقة فنية وقلم يجيد التوصيف لا يعني بأن لديك القدرة على "فك طلاسم الثقافات الأخرى".

براعة الأطفال من الجنسين

استعراض جميل للفرقة القيرغيزية