"الجهاد" تنتقم لقيادييها وصواريخ الفصائل تعطّل مطار بن غوريون

غزة - عواصم - وكالات: دكت حركة "الجهاد" مستوطنات ومدن منطقة غلاف قطاع غزة حتى تخوم تل أبيب بوابل من الصواريخ أمس، منهية فترة انتظار وترقب دامت 36 ساعة للرد على اغتيال إسرائيل ثلاثة من أبرز قادة "سرايا القدس" الذراع المسلحة للحركة مع عائلاتهم فجر أول أمس، فيما جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة، وشن سلسلة من الغارات استهدفت مناطق في القطاع، ما أسفر عن ارتقاء أربعة شهداء وإصابة عدد من المواطنين من بينهم طفلة، بينما جدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير التأكيد على أنه "حان وقت الاغتيالات".
وفي أعقاب استهداف إسرائيلي في عبسان الكبيرة شرق خان يونس، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بوصول إصابتين لمستشفى غزة الأوروبي، قبل أن تعلن استشهاد أحدهما متأثرا بجراحه الحرجة، كما أعلنت ارتقاء شهيد ثاني إثر القصف الإسرائيلي العنيف على شمال قطاع غزة، بينما ارتقى شهيدان وأصيب ثلاثة آخرون في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في استهداف من طائرات الاستطلاع لمجموعة من المواطنين في منطقة التكنة شرق المدينة.
وبعد الهجوم الإسرائيلي على مواقع للمقاومة، قصفت حركة "الجهاد" مستوطنات ومدناً في منطقة غلاف قطاع غزة حتى تخوم تل أبيب، بوابل من الصواريخ، منهية فترة انتظار وترقب دامت 36 ساعة للرد على اغتيال إسرائيل ثلاثة من أبرز قادة "سرايا القدس"، الذراع المسلحة للحركة فجر أول أمس.
وفيما قالت الإذاعة الإسرائيلية إن الصواريخ التي أطلقت من غزة واستهدفت تل أبيب عطلت حركة الملاحة بمطار بن غوريون، مشيرة إلى إطلاق نحو 300 صاروخ من غزة باتجاه إسرائيل، كشف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو نية الجيش توسيع ضرباته ضد قطاع غزة، قائلا في رسالة لرؤساء بلديات الجنوب: إنهم "على استعداد لاحتمال توسيع العملية وتوجيه ضربات قوية ضد غزة".
في الاثناء، دعت الإمارات والصين وفرنسا مجلس الأمن لاجتماع طارئ عاجل مغلق، بحسب حساب بعثة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة على "تويتر"، بينما قالت القناة العبرية الـ"12" إن السلطات الإسرائيلية تحاول منع إجراء عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي دون جدوى، وكشفت مصادر مصرية عن جهود واتصالات مصرية مكثفة لوقف إطلاق النار وإعادة الهدوء في قطاع غزة، فيما أعلنت وزارة الخارجية المصرية إن الوزير سامح شكري سيبحث في اجتماع مع نظرائه من الأردن وألمانيا وفرنسا في برلين سبل دفع وتكثيف جهود التهدئة وخفض التوتر، وقال المتحدث باسم الخارجية أحمد أبو زيد إن توجه شكري للعاصمة الألمانية يأتي للمشاركة في الاجتماع الوزاري لصيغة ميونخ حول عملية السلام.
من جانبها، حملت وزارة الخارجية الفلسطينية حكومة الاحتلال الإسرائيلي ورئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جريمة إعدام المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، قائلة إن الإعلام العبري تحدث صراحة عن موافقة نتانياهو على جريمة قتل الأطفال، في إمعان إسرائيلي رسمي على ارتكاب الجريمة البشعة باعتبارها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، موضحة أنها تتابع الجريمة بتفاصيلها كافة مع الدول والجهات الأممية المختلفة، بما في ذلك لجنة التحقيق المستمرة المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان، ورئاسة وأعضاء مجلس الأمن الدولي، ورئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة والمحاكم الدولية المختصة، لمحاسبة ومحاكمة مرتكبيها ومن يقف خلفهم.
وفي السياق، استشهد فلسطينيان وأصيب ثالث خلال اقتحام جيش الاحتلال بلدة قباطية بمحافظة جنين شمال الضفة الغربية، وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" بأن قوة إسرائيلية اقتحمت بلدة قباطية وداهمت عدداً من منازلها وفتشتها، ما أدى لوقوع مواجهات مع عشرات الفلسطينيين، ولفتت إلى أن الجيش أطلق النار على مركبة فلسطينية في البلدة ما أدى لاستشهاد اثنين وإصابة ثالث.