منوعات
الجهاز المناعي... جيش دفاعي يحمي الجسم من الأمراض
السبت 02 نوفمبر 2019
5
السياسة
القاهرة- نورة حافظ:خلق الله الإنسان في أحسن صورة، وجعل بداخله حماية لما يحيط به من الخارج "جهازمناعة"، وتتفاوت تلك الحماية من شخص لآخر، فقد تطول العدوى أحدهم وتخطئ آخر في الظروف نفسها.في هذا السياق، أكد عدد من الأطباء والمختصين في لقاء مع "السياسة" أن جهاز المناعة يعمل كجيش قوات ثابتة وقيادة وانتشار سريع لحماية الجسم من الأمراض من الجلد وحتى الأغشية المخاطية داخل العينين وذلك عبر سلاح الأجسام المضادة الذي يعمل كمخابرات يتعقب الميكروبات، مشيرين إلى أن الأجنة في بطون الأمهات تتمتع بالمناعة الربانية، وفيما يلي التفاصيل: * الزيات: الأجنة في بطون الأمهات وحديثو الولادة لديهم مناعة ربانية * مصباح: يأمر الخلايا الخبيثة بالانتحار واختلاله يسبب السرطان* عبدالملك: خلط في المفاهيم بين مرض نقص المناعة والـ "إيدز" بداية، أكد أستاذ التحاليل وجهاز المناعة، أن الله سبحانه وتعالى وهبنا ما يحمينا من الأمراض بداية من الجلد الذي يغطي نحو 90 في المئة من الجسم،كذلك الأغشية المخاطية داخل الفتحات في العينين، الفم، الأنف، ثم حامض المعدة الذي يقضى على ما يدخل الجسم ويضره، مضيفا يأتي الجهاز المناعي، كجهاز أشبه بالجيش، له قوات ثابتة، قيادة، قوات انتشار سريع، حرب كيميائية، مخابرات، فكل عضو من الجسم لديه كتيبة من كتائب المناعة، لكن القيادة تكون من غدة بجوار القلب اسمها التيموس مسؤولة عن الخلايا الليمفاوية التي تظهر عند عمل صورة دم، كذلك نخاع العظم الذي ينتج خلايا المناعة والأجسام المضادة للميكروبات.وأكد أن كل ميكروب له الجسم المضاد الذي يمكنه التعامل معه وإيقافه بناء على أمر القيادة. أما التنفيذ فيتوقف على أجسام تعمل كالمخابرات، تستطلع الغريب للتعامل معه وفق تركيبه الجيني، فيخوض حربا كيميائية لوقف السموم المهاجمة، الميكروبات الخبيثة التي تختبئ داخل الخلايا فتقوم كتيبة من الجهاز المناعي بتفتيشها وتفتش في طريقها على الأورام، لأن خلايا الجسم في حالة تجدد وانقسام طوال الوقت،قد يحدث انقسام عشوائي يؤدي إلى السرطان.وأضاف: إذا كان الجهاز المناعي يعمل بكفاءة فيأمر تلك الخلايا بالانتحار وينتهي الأمر، مما يفسر أن أحد أسباب الإصابة بالسرطان حدوث خلل في الجهاز المناعي، لذا يجب الحفاظ عليه لأنه شديد الصلة بالجهاز العصبي المركزي، فالحفاظ على الأخير يترتب عليه نجاح الأول. وأشار إلى أن التوتر والانفعال يؤثران بشكل كبير على الجهاز العصبي المركزي،لذا يجب أن يكون هناك تعامل أو تكيف مع الانفعال ويتأتى بالإيمان،الرضا، التصالح مع النفس، لافتا إلى أن للاكتئاب تأثيره السلبي على المناعة لذا تأتي أهمية ممارسة الرياضة، إضفاء المرح على الحياة بجرعة يومية من الضحك، والحصول على قسط كاف من النوم، كما أن نمط الحياة الصحي يجنبنا تناول الدواء أما عند الحاجة فالدواء المضاد للأكسدة وفيتامين "أ"، "هـ"، السيلنيوم، جميعها تحسن المناعة لكن يجب تناولها تحت أشراف الطبيب، كذلك التطعيمات الموسمية، والتطعيمات ضد بعض أنواع البكتريا الخاصة بالأطفال، لتنبيه الجهاز المناعي للاستعداد للخطر القادم . مناعة ربانيةمن جهته، ذكر استشاري الأطفال وحديثي الولادة د.مدحت الزيات أن الأجنة في بطون الأمهات تتمتع بالمناعة الربانية لانتقال أجسام المناعة المكتسبة من دم الأم عن طريق المشيمة، وتستمر هذه المناعة لمدة ستة أشهر بعد الولادة، لذا يندر خلالها الإصابة بأمراض العدوى كالحصبة، الجديري المائي، والغدة النكافية، لأن المولود يكون فيها ضعيفا ووزنه قليل، إلا إذا كان مولودا بمرض نقص المناعة. وأضاف يجب أن نفرق بين المناعة المكتسبة من الأم والمناعة المكتسبة من الجسم ذاته، فعند الولادة تكون مناعة الطفل ما يعادل 20 في المئة من مناعة الكبير،ترتفع مع الوقت وتكتمل وجهازها عند سن الأربع سنوات، فيتشكل من كل أعضاء الجسم والدم. وأشار إلى أن الله خلق لكل جهاز حماية تمنعه، ففي الجهاز التنفسي شعيرات الأنف التي تعمل كفلتر ضد الميكروبات الضارة وتمنع دخولها الرئتين، كذلك الخلايا المتحركة في الشعب الهوائية لطرد الميكروبات للخارج، إذا دخل الميكروب لخلايا الرئة نفسها تتعامل معه مناعة الدم، بينما للوزتين في الحلق وظيفة مناعية، أن الطفل المولود بنقص المناعة نلاحظه بكثرة مرضه وتأخر نموه، لذا يجب الاهتمام برفع مناعته بمشورة الطبيب المختص. وأوضح أن الغذاء الصحي المناسب للطفل يجب أن يبدأ من الشهر التاسع إلى جانب وجبته من لبن الأم الطبيعي أو الصناعي، ويجب إعطاء الطفل فيتامين "د" في سن شهر أو شهرين ليساعد على امتصاص الكالسيوم الموجود في اللبن مع ضرورة التعرض للشمس، مبينا أن الطفل يستطيع أن يأكل كالكبير عند عمر سنة وإذا أصيب الطفل بمرض فيروسي معد مرة لا يصاب به مرة أخرى،ويستطيع أن يخالط المرضى من نفس المرض لأن الجهاز المناعي اختزنه في ذاكرته وشكل أجساما مضادة جاهزة للتعامل معه في أي وقت. بدورها، أشارت أستاذ الروماتيزم د.سماح البكري، إلى أن نقص المعلومات عن المرض المناعي يجعل الناس يصابون بالخوف الشديد منه، فالمرض المناعي لا يعني أن الجهاز المناعي لا يعمل أو به خلل،لكن الخلل في جزء منه، فمهمة الجهاز المناعي التصدي لأي ميكروب، فيروس، بروتين غريب، يحاول الدخول للجسم فيصدر أجساما مضادة تصيبه بالالتهاب وتحركه بعيدا. ولفتت إلى أنه في بعض الأحيان يختل عمل جزء من الجهاز لأسباب جينية فيتعامل مع خلايا الجسم وكأنها غريبة ويهاجمها بمضـــــادات تصــيب هذا الجزء بالالتهـــــــاب، ومن ثم تظهر أعراض "أمراض نقص المناعة"، مرض "الروماتويد المفصلي"، الناشئ عن ترسب البروتين في المفصل، فيهاجمه جهاز المناعة بأجسام مضادة فتصبح المعركة داخل المفصل فيتورم، يبدأ التيبس، الشعور بآلام مبرحة خاصة عند الاستيقاظ، لافتة إلى أن مرض الروماتويد المفصلي يأخذ شهرة واسعة، تجعل الخوف منه يسيطر على الناس، لأنه يصيب الشباب من سن 30 إلى 55، أي سن العمل، والسعى لطلب الرزق، مما يترتب عليه تقييد الحركة والنشاط. وأشــــارت إلى أن من الأمراض المناعية كذلك مرض"الذئبة الحمراء" الذي يسمــــــى بذلك لأن أقوى أعراضه التهاب يظهر بشدة في الوجه في منطقة الخدين فيعطى شكل الذئب،اذ يخرج فيه جهاز المناعة أجساما مضادة ضد كل خلايا الجسم، يظهر أكثر في النساء عن الرجال بنسبة 1-9، بسبب تأثير الهرمونات والعوامل البيئية مع الاستعداد الجيني يكون سن الإصابة غالبا من 15 إلى 45. وأكدت ان بأن الأعراض تتفاوت ما بين سقوط كثيف للشعر، وطفح جلدي، وارتفاع للحرارة، وقرح في الفم، قد تزيد إذا بدأ تأثر الأعضاء الداخلية فتشتكي المريضة من الأنيميا، تزايد ضربات القلب، وعدم القدرة على القيام بالمجهود اليومي، ويزيد المرض بالتهاب في الغشاء البلوري على الرئة، وكذلك التيموري على القلب، فيحدث الارتشاح الذي يؤدي إلى النهجان الشديد، وقد تتأثر الكلى تبعا لذلك فيصاب المريض بزلال في البول، ويحدث تورم في الجسم مع ارتفاع في ضغط الدم، وقد يتأثر الجهاز العصبي المركزي والطرفي، لأن مرض الذئبة الحمراء يصيب النساء في فترة الخصوبة فيلزم التنسيق مع طبيب أمراض النساء، إذ يحدث أحيانا أن يتكرر الإجهاض.وبينت أن المريض قد يصاب بعدة أمراض مناعية معا "أنها لا تأتي فرادى"، مثل متلازمة "أمراض النسيج الضام"، الذي يضم الذئبة الحمراء مع تيبس الجلد المناعي مع التهاب العضلات، وقد ينضم إليها الروماتويد المفصلي، ومن رحمة الله تعالى أن الأعراض تتشابه فيعالج نفس الدواء مرضين أو أكثر في ذات الوقت، مع الأخذ في الحسبان أن الأمراض المناعية مزمنة، إذا كانت بداية العلاج بكثير من الدواء.وذكرت أن التشخيص المبكر والتزام المريض يقلل جزء من الدواء، يحول المرض إلى الخمول، يوقف تقدمه تتم السيطرة على نشاطه، لكن لا يمكن الجزم متى يتوقف العلاج، لذا فإن إيقاف العلاج أو عدم الالتزام بالمتابعة مع الطبيب يعد خطا أحمر،تماما كالتأخر في التشخيص والعلاج. من جانبه، شرح د.عادل عبد الملك، استشارى الوبائيات والأمراض المعدية، أن الناس تخلط إذا كانت التحاليل إيجابية لمرض "نقص المناعةHIV"، فيعتقد المريض أنه مصاب بمرض "الإيدز"، مرض نقص المناعة المكتسب، بينما الفارق كبير، فمريض نقص المناعة المتعايش مع الفيروس يمكن السيطرة على حالته بفضل تقدم العلاج الخاص بالفيــــروسات، يمكن وقف تقدم المرض وقد لا يصل لمرحلة الإيدز أبدا، فالأخير مرحلة متقدمة جدا. موضحا أن الإيـــدز يتواجد في كل سوائل الجســـــم، لكن توجد سوائل قادرة على نقل العدوى، "الدم، الإفرازات الجنسية للأنثى أو الرجل، لبن الأم"، لا تتم العدوى إلا بجرعة كافية من السوائل، أما طرق العدوى فتكمن في العلاقات الجنسية غير المحمية مع المريض وتمثل 80 بالمائة، نقل الدم الملوث، الرضاعة الطبيعية من الأم المصابة للطفل.إلى ذلك اعتبرت د.هبة المغربي، اخصائية التغذية العلاجية، أن التغذية المتوازنة التي تشتمل كل العناصر الغذائية تعد أسلوب الحياة الصحي، الذي يحافظ على الجهاز المناعي، يقي من مشكلات أمراض نقص المناعة وغيرها. ويأتي فيتامين "سي"، الذي يتواجد في الليمون،البرتقال،الجوافة،الكرز،الفراولة،وبخاصة في الشتاء على رأس محفزات المناعة، لذا ينبغى الاهتمام بشرب العصائر الطازجة و الماء بالكميات المناسبة، كما يمكن لمريض نقص المناعة تناول مكملات غذائية دوائية لما ينقص جسمه من أي عنصر. ولفتت إلى أن تناول فص ثوم يوميا يحفز المناعة، يعمل كمضاد حيوي،مضاد للفيروسات طبيعي، كما ترفع الأعشاب مثل الزنجبيل المناعة، وأيضا المكسرات النيئة لاحتوائها على أوميجا 3.وأضــــــافت: إذا كان مرضى نقص المناعة يعانون أحيانا من الإسهال وفقد الشهية فالعلاج يكون بمنع الألبان والأغذية المرتفعة الدهون، أما تحفيز الشهية فيكون بممارسة الرياضة قبل الطعام، مع تقسيم الوجبات الى ست وجبات، بينما من يعاني من نقص الكتلة العضلية فينبغي التركيز على تناول البروتين بحسابات دقيقة خاصة مع مرضى الكلى، كذلك النشويات لأنها مصدر الطاقة.