الأحد 22 سبتمبر 2024
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الجهل في العدو جهلٌ مركبٌ
play icon
كل الآراء

الجهل في العدو جهلٌ مركبٌ

Time
السبت 30 سبتمبر 2023
View
281
سامي العنزي

من الطبيعي أن يكون للإنسان أعداء، كما له الكثير من المحبين والاصدقاء؛ وذلك يعتمد على طبيعته، وطريقة تفكيره، وأصل تربيته وتعليمه، ومن أكبر أعداء الانسان الشيطان الرجيم والجهل، فيما لا بد من معرفته.
ولا شكَّ أن "الجهل" عموماً عدو كبير؛ لكن من الجهل المركب الجهل في العدو.
وهو جهل شديد الخطورة، ومن أعظم الجهل أن يجهل الانسان انه جاهل لذاته وكيانه ونفسه، والاعظم جهلا؛ من يسعى لنشر جهله على اساس انه علم.
الجهل هو المطية الاسرع في اذلال الجاهل من عدوه، والجهل يجعل الانسان لا يسير الا في طريق الكوارث، والانتكاسات نسأل الله السلامة.
لا ينبغي للجاهل ان يلوم غيره، لكن يجب ان يلوم نفسه اذ لم يسأل عما جهل، ولم يستفد من تجارب الغير وتجاربه السابقة، ولم يسع للخروج من وحل الجهل، الخروج من هذا الوحل يحتاج الى جهود وتظافر معرفي حركي، ليشعر المتعلم بسهولة الطريق كما بينه تعالى بقوله: "لا اكراه في الدين"، لماذا لا اكراه في الدين؟
لانه، "قد تبين الرشد من الغي". نعم الامر ظاهر، لكن يحتاج الى السعي، وشيء من الفطنة مع الحركة، والجهد للحصول على قدرة التمييز، لا التواكل باسم التوكل، فالتواكل جهل، والجهل موت قبل الموت.
وفي الجهل قبل الموت موت لاهله، فاجسامهم قبل القبور قبور ينشر في عالمنا العربي"الجهل العلمي" اذا جاز التعبير، او العلم المعكوس الذي ليس بذات اهمية من حيث الاولويات.
ففهم الاولويات يصنع لنا جيلا نفتخر فيه، وهذا لا يكون الا بالالتفاتة الى مناهج التعليم والخطابات الاعلامية، والسعي ليكون بينهم وبين الاسرة تناغم هارموني جميل ومنسجم حتى نحصل على اجيال تعلم العلم لا "علم الجهل"، وان كان لا بد يكون
العلم فيه لتجنب، علم الجهل، ونؤصل في هذا التناغم؛ ان الاصل في الامر تاريخنا،وحضارتنا، وديننا الذي بين لنا "الرشد من الغي"، لكي لا ننشر المجرم صالحا والصالح طالح! فجهلنا في ديننا هو المحور الاعظم من محاور العمل للعدو لعلمه؛ انه بجهلنا في ديننا هو الجهل في عمله ومخططاته!
يقول الله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم…"، اي ان الاعداد يكون شاملا متكاملا بكل ما نستطيع، قول الحق، الصدق، القوة العلمية، القوة الصلبة، القوة الناعمة، ومعرفة العدو ومخططاته، نعم ليهابنا العدو الظاهر والعدو الخفي الذي لا نعلمه كما بينه لنا الله تعالى، واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم.
نعم، لا نعلمهم ينخرون في الاوطان لصناعة البغض والعنصرية الاجتماعية الشيطانية تحت اسم حب الاوطان، وهم من يهدمها ويرجع بها متخلفا سعيا، واتباعا لخطوات الشيطان، وجنود الشيطان الرجيم من امثال لورانس العرب الذي قال في كتابه "ثورة في الصحراء" بعد ان نثروا الغبش فاختلط الرشد والغي، فقال: "لقد وضعنا مكة في مواجهة اسطانبول والقومية ضد الاسلام".

إعلامي كويتي

سامي العنزي

آخر الأخبار