اختتم مهرجان الجونة السينمائي، فعاليات دورته الخامسة باحتفال هادئ بسيط اقتصر على كلمات سريعة لمؤسسي المهرجان سميح ونجيب ساويرس ومديره العام انتشال التميمي، مع التركيز على أعضاء لجان التحكيم لإعلان الجوائز وتقديم الأفلام المتنافسة في المسابقات الرسمية، فضلا عن مع فقرة تكريمية للكاتب الراحل وحيد حامد، قدمتها الفنانة إلهام شاهين، وأخرى عن الفنان الفلسطيني محمد بكري الحائز جائزة الإنجاز الإبداعي، ومقطع غنائي كوميدي، شارك فيه كل من أحمد مجدي، تارا عماد، أحمد مالك وجميلة عوض، قُدم كنموذج لعمل شركة صاعدة في مجال تكنولوجيا السينما.قال مدير المهرجان انتشال التميمي، إنها الدورة "الأكثر دراماتيكية، لكنها تنتهي بهدوء ومفاجآت"، وكان أولها في كلمة مؤسس المهرجان سميح ساويرس، الذي اعتلى المسرح برفقة العمال والمهندسين، الذين أشرفوا على ترميم القاعة المحترقة، ووجه لهم الشكر. كما شكر جهات الدولة الراعية للمهرجان خصوصا وزارة الصحة.وجاء إعلان الجوائز سريعا، بداية من جائزة لجنة تحكيم النقاد "فيبريسي" وذهبت للفيلم اللبناني "كوستا برافا"، الذي نال أيضا جائزة نجمة الجونة الخضراء في دورتها الأولى.وفاز بالجائزة الكبرى كأفضل الفيلم الفنلندي "الأعمى الذي رفض مشاهدة تايتانيك" للمخرج تيمو نيكي، كما حصل الفيلم على جائزة أفضل ممثل. وهو فيلم تجريبي صغير الإنتاج، أبرز ما فيه الفكرة، التي تحاول أن تجسد سينمائياً ما يراه ويختبره شخص أعمى مقعد، يتعرف إلى امرأة مريضة عن طريق الهاتف، ويقرر أن يقوم برحلة لزيارتها يتعرض خلالها لمتاعب كبيرة.من الأفلام الأخرى التي نالت إعجاب معظم الحاضرين الفيلم الروسي "هروب الرقيب فولكنونجوف"، للمخرجين ناتاشا ميركولوفا وألكسي تشوبوف، وفاز بالجائزة البرونزية كأفضل فيلم، كما فاز أيضاً بجائزة أفضل فيلم آسيوي، وهو عمل مفعم بالتشويق والمشاعر في قالب سياسي تاريخي. ويتناول الفيلم واحدة من أسوأ فترات الديكتاتورية في تاريخ الاتحاد السوفيتي، إبان حكم ستالين. من اللافت أن بطل الفيلم الممثل يوري بيرسوف، شارك في ثلاثة أفلام عُرضت في "الجونة"، الفيلمان الآخران هما "ماما، لقد عدت للمنزل" و"المقصورة رقم 6"، وربما كان يستحق جائزة خاصة لهذا الإنجاز النادر في المهرجانات.حملت جوائز المهرجان عدة مفاجآت منها فوز الطفلة البلجيكية مايا فندربيك بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم "ملعب"، بعد أن أبهرت مايا، المشاهدين بأدائها لشخصية طفلة تحاول مساعدة أخيها الأكبر الذي يتعرض للتنمر في المدرسة، معبرة عن مختلف المشاعر بقوة وطبيعية نادرة في تمثيل الأطفال.مفاجأة أخرى تتعلق بالتمثيل، حي فازت الممثلة السعودية عائشة الرفاعي بجائزة عن دورها في الفيلم القصير "نور شمس" للمخرجة فايزة أمبة، علماً بأن جوائز هذه المسابقة لا تتضمن جائزة خاصة بالتمثيل، ولكن لجنة التحكيم رأت أن عائشة تستحق تنويهاً خاصاً.الفيلم محمل بالمشاعر ويناقش عدة قضايا اجتماعية حساسة مثل الاختلاف بين الأجيال والارتباط بالوطن.وفاز فيلم "كباتن الزعتري" للمخرج علي العربي، بجائزة أفضل فيلم وثائقي عربي، وهذه المسابقة كانت تضم ثلاثة أفلام عربية فقط. الفيلمان الآخران هما اللبناني "السجناء الزرق" للمخرجة زينة دكاش والمصري "العودة" لسارة الشاذلي.وقد أثار "كباتن الزعتري" جدلاً حول طبيعة المادة الوثائقية فيه، التي رأى البعض أنها مصطنعة وغير تلقائية وبسبب وجود بعض المشاهد التي تبدو كدعاية مباشرة لإحدى الدول التي تسعى لفرض أجندتها على الصراع في سورية.وتوقع الكثيرون أن يفوز "السجناء الزرق" بالجائزة، نظراً لأهميته كعمل توثيقي لحياة ومعاناة سجناء من المرضى العقليين، يعدون عملاً مسرحياً يعرضونه داخل السجن.مفاجأة أخرى حققها فيلم "كوستا برافا" بفوزه بجائزتين كبيرتين هما جائزة لجنة النقاد الدوليين "الفيبريسي"، ونجمة الجونة الخضراء لأفضل فيلم يتناول قضايا البيئة، وربما استحق الفيلم الجائزة الثانية بجدارة، نظراً لموضوعه الذي يدور حول التلوث البيئي وانتشار القمامة في بيروت، ولكن بالنسبة لجائزة النقاد التي خصصت هذا العام للعمل الأول، فربما كان الأجدر بها اللبناني إيلي داغر عن فيلمه الرائع "البحر أمامكم"، فهو تحفة سينمائية خالصة.
أخيراً، وكما هو متوقع فاز الفيلم المصري "ريش" أول أعمال المخرج عمر الزهيري، بجائزة أفضل فيلم روائي عربي، بعدما فاز الزهيري، قبل يومين من ختام المهرجان، بجائزة مجلة "فارايتي" الأميركية كأفضل موهبة عربية في 2021.وبذلك يواصل الفيلم مسيرته الناجحة منذ فوزه بالجائزة الكبرى وجائزة "فيبريسي" في قسم "نصف شهر المخرجين" بمهرجان "كان" الماضي.يذكر أن الفضائية، التي بثت الحفل، لم تنقل البساط الأحمر، واكتفى مقدمو الحفل بالحديث عن الأفلام، في إشارة إلى أن إدارة المهرجان اكتفت من الجدل الذي تسببه فساتين النجمات، حتى أن المركز الصحافي للمهرجان وجه رسالة إلى القنوات والمصورين الذين يغطون الحفل، راجياً فيها ألا يقتصر تركيزهم على الفساتين، وأن يهتموا بالأفلام والفعاليات الأخرى.

لجين عمران

يسرا

صبا مبارك

ماغي بو غصن