الأربعاء 24 ديسمبر 2025
20°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

الجيش "اقتلع" البشير والسودانيون يطالبون بتسليم الحكم لسلطة مدنية

Time
الخميس 11 أبريل 2019
السياسة
التحفظ على البشير "في مكان آمن" وتعطيل الدستور وفرض الطوارئ وحل الحكومة

اعتقال نواب الرئيس ومساعديه ومائة من مقربيه ومداهمة مقرات الحركة الإسلامية


الخرطوم، عواصم- وكالات: احتج آلاف السودانيين على بيان القوات المسلحة السودانية الذي عزل الرئيس عمر البشير، وأعلن مجلس حكم عسكرياً لإدارة فترة انتقالية لمدة عامين.
وتحولت مشاعر المحتجين، الذين كانوا يحتفلون برحيل البشير المتوقع، إلى الغضب وهتفوا "تسقط تاني"، بعد أن كانوا يرددون سابقا هتاف "تسقط بس" ضد البشير، كما هتفوا "ما بنبدل كوز بكوز"، في إشارة إلى رفضهم تسلم أحد رجال النظام السلطة.
وكان وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف أنهى، عصر أمس، ساعات من الترقب بدأ فجرا باستيلاء الجيش على مباني الإذاعة والتليفزيون والقصر الرئاسي، معلنا صدور بيان هام بعد قليل، معلنا "اقتلاع" نظام البشير واحتجاز الرئيس "في مكان آمن"، وتعطيل الدستور، وتسلم مجلس عسكري السلطة لعامين وفرض الطوارئ وحظر التجوال وحل الحكومة ومجالس الولايات وإجراءات عدة أخرى.
ورفضت قوى الحراك الشعبي بيان قائد الجيش، معتبرين إياه "إعادة إنتاج للنظام ولا يعبر عن مطالب الشعب بتغيير النظام بالكامل". وقال المتحدث باسم تجمع المهنيين رشيد سعيد: إن "ما تحقق شيء ضئيل جدا، لم يكن الهدف إسقاط البشير فقط، وإنما إسقاط النظام بالكامل بمؤسساته وهيئاته كافة".
وفي بيان رسمي، اعتبرت قوى إعلان الحرية والتغيير التي تضم عددا من الأحزاب المعارضة وتجمع المهنيين، بيان المؤسسة العسكرية، "انقلابا عسكريا تعيد به إنتاج ذات الوجوه والمؤسسات التي ثار شعبنا العظيم عليها. يسعى من دمروا البلاد وقتلوا شعبها أن يسرقوا كل قطرة دم وعرق سكبها الشعب السوداني العظيم في ثورته التي زلزلت عرش الطغيان".
وتابعوا "إننا نرفض ما ورد في بيان انقلابيي النظام، وندعو شعبنا العظيم للمحافظة على اعتصامه الباسل أمام مباني القيادة العامة للقوات المسلحة وفي بقية الأقاليم، وللبقاء في الشوارع في كل مدن السودان".
من جانبه، قال القيادي في حزب الأمة المعارض صديق صادق المهدي: إن "ما حدث تغيير محدود جدا لكن لايزال النظام قائما بمؤسساته وأجهزته التي كانت سببا في معاناته"، معتبرا بيان الجيش "لا يلبي تطلعات الشعب السوداني الذي ثار واعتصم وقدم الشهداء في سبيل تحقيق حريته".
كما عبر رئيس "حزب مؤتمر البجا" عثمان باونين، عن رفضه بيان وزير الدفاع، واصفاً إياه بـ"المسرحية".
ودعا السودانيين للاعتصام وعدم مغادرة الميادين، "حتى تتحقق مطالبهم كافة، وعلى رأسها تشكيل حكومة مدنية لإدارة المرحلة الانتقالية".
ودعا حزب "المؤتمر" المعارض إلى حل المجلس العسكري الانتقالي المخوَّل بإدارة البلاد لمدة عامين، وتكوين مجلس سيادي من العسكريين والمدنيين لتولي إدارة البلاد، وتسليم السلطة التنفيذية بالكامل للشعب.
من جانبه، قال نائب رئيس "حزب الإصلاح" الأمين السياسي "للجبهة الوطنية للتغيير"، حسن رزق: إن زمام الأمور الآن في السودان بيد قيادة الجيش السوداني ومعه قوات الدعم السريع وجهاز الأمن الوطني وهي الجهات الثلاث التي تحالفت مع بعضها البعض وأطاحت بالبشير ونظام حكمه.
وقال الناشط السياسي السوداني الرشيد حسب الله: إن "بن عوف هو أحد المطلوبين دوليا، وأحد مجرمي الحرب في السودان منذ عام 2003، ولن نسمح ببقائه على سدة الحكم، لذا الهتافات تصدح والاعتصام قائم، حتى يسقط النظام كليا وليس عمر البشير فقط".
واشار الرشيد إلى أن مصير البشير لا يعني أبدا السودانيين المعتصمين، بغض النظر سواء أكان مسجونا أم ميتا، ما يعنينا هو إسقاط النظام، وتفكيكه كاملا، ونحن لا نريد أن تسقط الرموز فقط، بل نريد إسقاط النظام كاملا، والذي استمر على مدى 30 عاما يقتل ويقمع في الشعب السوداني، وبن عوف لا يمثل التغيير الحقيقي الذي ينشده الشعب السوداني الان، وقدمنا تضحيات كبيرة، وسرنا بطريق لن نتراجع عنه، إلا بعد تفكيك وإسقاط هذا النظام.
وكان وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف أعلن، أمس، "اقتلاع" نظام البشير واحتجاز الرئيس "في مكان آمن"، منتقدا "عناد النظام" وإصراره خلال الأشهر الماضية على "المعالجات الأمنية" في مسألة الاحتجاجات الشعبية ضده.
إلى ذلك، أفادت مصادر إعلامية عن اعتقال نحو 100 شخصية مقربة من الرئيس السوداني عمر البشير.
وبحسب المصادر تم اعتقال رئيس الحكومة محمد طاهر أيلا، ووزير الدفاع السابق عبد الرحيم محمد حسين، ورئيس حزب المؤتمر الوطني المكلف أحمد هارون، والنائب الأول السابق للبشير علي عثمان محمد طه، وبكري حسن صالح النائب الأول السابق للبشير.
وقالت المصادر، انه تم اقتحام منزل مساعد رئيس الجمهورية عوض الجاز، كما داهمت قوات الأمن السودانية مقرات الحركة الإسلامية التي تعتبر جزءا من الحزب الحاكم، وفقا لشهود عيان من موقع المداهمات.
آخر الأخبار