الجَاهِل لا يرعوي عن جهله

د. خالد عايد الجنفاوي

@aljenfawi1969


يمتنع الجاهل عن الكف عن جهله، مهما جلب له جهله من مصائب وكوارث حقيقية، ولأنّ الارعن الجاهل لا يحترم نفسه، ولا ينتهي عما هو فيه من جهل وتخبط وسفاهة، فسيصعب على العقلاء والحكماء إقناع الجاهل بحمقه، وبغباء ما يقوله ويفعله تجاه نفسه وتجاه الآخرين المبتلين بغبائه وبطيشه وبوقاحة إصراره على جهله.
هناك أسباب ودلائل وبراهين منطقية تثبت أن من يتمكن منه الجهل ويترسخ في ذهنه لا يمكن ثنيه أو منعه عن جلب الهلاك لنفسه، والآخرين الذين وضعتهم حظوظهم الغبرة تحت التأثير المباشر للأرعن الغبي والاخرق الجاهل، ومنها ما يلي:
- تغلب النوازع والأهواء المتقلبة على الشخص الجاهل، فطيشه المفاجئ واستهتاره ينمان عن عقلية رخوة لم تنضج بعد.
-لا يمكن إرغام أحدهم على أن يُصبح جاهلاً، ما لم يكن لديه استعداد فطري أو مكتسب للانغماس في مستنقعات الجهل.
-بعض الصفات البارزة للشخص الجاهل هي الحمق والرعونة والعته الاختياري والبلاهة المتكلفة والسفاهة الوقحة.
-لاعلاقة للتعليم بمستوى جهل الجاهل، وذلك لأنّ جهله ينبع دائماً من طبعه المعوج ومن ميله الفطري أوالمكتسب نحو إنكار الحقائق والجري خلف الاوهام والخزعبلات.
-ما يمنع الجاهل عن الكف عن جهله هو ترسخ
صفاته النرجسية وعشقه المرضي لنفسه على
رغم وجود الادلة والبراهين المنطقية، والتي تثبت أن جهل الجاهل يقوده إلى هلاكه اليوم أو غداً أو
بعد غد.
-يتحاشى الجاهل الاستماع أو الانصات لنصائح العقلاء له بالتوقف عن جهله، فهو بالنسبة لنفسه إنسان حكيم وعاقل مع أنه يدرك أحياناً في قرارة نفسه أنه جاهل بامتياز، ولكنه ينأى عن الاعتراف بجهله خوفاً مما يجلبه له ذلك من كوارث متخيلة.
-جهل الجاهل شبيه بالمرض المعدي وذلك لأنّ عقله وبدنه ترشح وتنضح بغازات ومواد سامة للغاية، ولهذا السبب تجد العقلاء يهربون مجازياً وفعلياً من الجاهل كهروبهم من الهلاك المثبت.
-لا يمكن للعاقل تسليم مصير حياته لشخص جاهل، وإذا فعل ذلك باختياره فلا يلومن الا نفسه، فالارتباط بالجاهل بأي شكل من الاشكال هلاك محقق.

كاتب كويتي