السبت 02 أغسطس 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الحالة الصدامية العربية سببُها الشعوب
play icon
كل الآراء

الحالة الصدامية العربية سببُها الشعوب

Time
السبت 23 ديسمبر 2023
sulieman

شفافيات

قلت بالأمس ان مرضا نفسيا ديكتاتوريا سياسيا على مدى التاريخ العربي قد اصاب قيادات مشهورة، وكان له الأثر المباشر في انهيار تلك الأنظمة التي فشا في قياداتها هذا المرض اللعين.
وقلت إن القضية الفلسطينية برمتها وهزائمنا السابقة امام الكيان الصهيوني، إنما هي نتيجة لمثل هذا النوع من الحكم الديكتاتوري المرضي المزمن، والمتوارث في بعض أنظمة الحكم العربية.
وفي التفاتة نحو هذا المرض من علم النفس الحديث فقد حاولوا تسميته "الصدامية" نتيجة لظهوره، وبشكل سرطاني في شخصية قيادية عربية هي شخصية صدام حسين حاكم العراق الاسبق.
ولم نكن في الكويت أقل معاناة من حالة التورم المرضي النفسي الذي اصاب الامة العربية، وقد أصابت عدوى هذا المرض الادارة السياسية الكويتية مدة غير قصيرة من الزمن شلت خلالها البلاد من التنمية، وتوقفت عجلة الصحة الحياتية، وبدأت مظاهر الانهيار عليها واضحة تمثلت في استيقاظ حرامية المال العام لينهبوا أموال البلاد، ويطشروها علنية وخلسة.
ويمكن تسمية هذه الفترة اللعينة على غرار التسميات الكويتية القديمة للأحداث يمكن تسميتها "سني فزة الحرامية" أو "قومة الحرامية" قياسا على "سنة الهدامة"، وما شاكلها الى درجة أن هذه الفزة قد جرأت حتى المتردد، نصف الشريف، الذي كانت فيه بعض أمانة، أن ينهب ويختلس، ويرتشي ويسرق، وكأنها "أرض حسافة" يا أهل الغوص.
وكان السبب في ذاك تورم صدامي خفي قد نفخ في الادارة فانشغلت في تورم ذاتها عن كل شيء؛ ولم تزل آثار "سني الحرامية" مؤثرة في سلبياتها الى اليوم؛ الى الآن.
وانظروا الى المطبات والحفر في الشوارع، وهي تكسر سيارات ومركبات البشر، تهديكم الى ما كان من تأثير هذه الصدامية التي عوقت حياة التنمية.
ولولا أن الادارة الحديثة قد شرعت الابواب للحديث عن مثل هذه الحالة الصدامية المرضية لظل هذا محبوسا في قلوبنا؛ فمن يستطيع أن يعلق الجرس في رقبة القطو؟
وبسرعة خاطفة أعود فألقي الضوء واسلطه على أحد أهم سبب تفشي الصدامية في نفوس بعض العربية التي ذكرتها على الاقل بالأمس، فأقول بملء فمي: إنه خنوع الشعوب، وخضوعها، وذلها وانغماسها في شهواتها، فهو الذي سلط عليها كل هذا.
واكتفي الآن؛ وللحديث بقية إن شاء الله؛ وقد يساعد مثل هذا البحث المصغر على المزيد من تسليط الضوء على تأصيل لفكرة الصدامية المرضية، وجعلها عالميا مرضا نفسيا مقررا علميا، ومحاولات ايجاد العلاجات المناسبة له.

كاتب كويتي

د.حمود الحطاب

آخر الأخبار