الحبس… الحبس

زين وشين

الحبس يعني السجن، او تقييد الحرية، فالمعنى واحد، وقانون المرور الجديد، كفانا الله السميع العليم شره، اذا ما تم اقراره فإنه سوف يحبس ثلاثة ارباع الشعب الكويتي، مثل ذلك: الحبس شهرين عقوبة جلوس الطفل في المقعد الامامي، من دون مراعاة الظروف، خذوه فغلوه!
والحبس ثلاثة اشهر لمن يتجاوز الاشارة الحمراء، ومن يستهتر بالقيادة، او يستخدم التلفون اثناء القيادة!
الحبس شهر لمخالفة الوقوف بالطرق السريعة ليلا!
وهذا قليل من كثير من مواد قانون المرور الجديد المقبل، والذي يبدو ان مجلس الامة لن يعترض عليه، وسوف يمر من خلال المجلس بسرعة البرق، والجدير بالذكر انه ليس هناك سجن خاص بالمرور، فمن يحبس سيكون برفقة المجرمين والقتلة، وتجار المخدرات، ومن في حكمهم!
هم يقولون انه من خلال هذه الاحكام القاسية سوف يرتدع الناس، وتخف زحمة الشوارع، ويخف الاستهتار والرعونة، متناسين ان حرب الشوارع التي نراها في كل يوم هي نتيجة طبيعية لضعف القبضة الامنية، وليس لضعف القانون الحالي، الذي لا يطبق الا على المواطن الكويتي.
وهنا لا بد ان نشير الى ان القانون الحالي يعتبر شرطي المرور على حق، حتى لو ظلم، وعلى المتضرر اثبات العكس!
كذلك حاليا هم يسحبون الدفتر والاجازة، من دون سند قانوني، واترك لكم المحكمة.
فالشرطي المحترم الذي التحق بسلك الشرطة بالواسطة، ونقل للمرور بالواسطة ايضا، يصدر من تحت اباطه فرمانا، يسحب اوراقك، ويقول راجع الادارة!
فهل جرب وزير الداخلية نسف الادارة العامة للمرور رأسا على عقب، واعطاء الشباب من القياديين فرصة، واراحنا من "ابناء الكويتيات" الذين تسلطوا علينا؟
قانون المرور الجديد سوف يكون سيفا على رقاب المواطنين يحمله "ابناء الكويتيات"، ولن يتضرر منه الا المواطن المسكين!
واسألوا المتحمسين لهذا القانون: هل عالج قانون المرور الجديد ظاهرة سبعين الف سيارة اصحابها غادروا البلاد نهائيا، او متوفين، ولا تزال السيارات تجوب شوارع الكويت؟
هل عالج قانون المرور الجديد ظاهرة امتلاك الوافدين عشرات السيارات، حتى ان طباخ منزل باسمه 30 سيارة؟
هل عالج قانون المرور الجديد رخص القيادة التي لا ملفات لها، او التي استخرجت من تحت الطاولة، او تلك التي استخرجت باذون عمل مزورة، وجعلت المراسل مدير؟
هل عالج القانون الجديد رداءة طباعة دفاتر السيارات، حتى لا تكاد تقرأ؟
الف هل… وهل، لا اجابات لها، والمهم عندهم حبس المواطن على عدم ربط الحزام… زين.

طلال السعيد