كتب - فالح العنزي:اعترف الفنان الكبير عبدالله الحبيل بأنه عانى بعد التحرير من مناخ فني مخالف لما تعلمه كفنان صادق وحقيقي، وذلك على مختلف أصعدة العمل الفني، خصوصا فيما يتعلق بالممثلين وعدم التزامهم واللامبالاة التي باتت سمة مزعجة، فهذا ممثل لم يجهز للمشهد وآخر لم يقرأ النص ولم يتعرف على أبعاد الشخصية، التي يجسدها وليته يكتفي بذلك بل يزيد الطين بلة ويطالب بكل جرأة أن اقوم بالتنسيق له مع أعمال أخرى يصورها في الوقت نفسه، حقيقة لا أستطيع التعامل في هذه الأجواء الدخيلة على المدرسة الفنية التي تعلمت فيها وتتلمذت عليها. وأوضح الفنان الحبيل أن تمسكه بالمبادئ التي جبل عليها هي سبب ابتعاده على الرغم من أنه حاول مرارا العودة إلى الساحة سواء من خلال بوابة التمثيل أو الإنتاج، ورغم وضع العراقيل في طريقه ومحاولة البعض التعامل معه بأسلوب التطفيش مثال تكليفه منتجا منفذا بأقل سعر، "لكن رغبتي كممثل يريد تقديم ما يرتقي بالحركة الفنية تدفعني للموافقة وفعلا رضيت بالمتاح وأنتجت لصالح التلفزيون عملين هما "أضحك ولا أبكي" و"المتنبي قاهر الذل"، وللأسف تم عرضهما في توقيت سيئ بطريقة متعمدة دون مراعاة الجهد الجبار الذي بذلناه كفريق عمل فقط نكاية بعبدالله الحبيل". وأوضح الحبيل أن وجود صاحب القرار والنظرة الثاقبة بالنسبة للقياديين باتت رغبة ملحة لدى الجميع، خصوصا في الإعلام وما يدور في دهاليزه، مشيرا إلى انه شارك مع الفنانين عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وخالد النفيسي في بطولة مسلسل "صاحي" وكانت حلقاته تعرض بعد الانتهاء من التصوير مباشرة، وبصراحة تمادينا كممثلين في تقديم المحتوى المتواضع وخلال ساعة بث المسلسل على شاشة تلفزيون الكويت تفاجأ المسؤولون بقرار من قبل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عندما كان وزيرا للإعلام يطلب إيقاف المسلسل فورا بسبب تواضع مستواه، فمن يستطيع إيقاف المهازل التي نشاهدها اليوم في الدراما المحلية.وطالب الحبيل بكل صراحة بضرورة خضوع بعض الوزراء إلى دورات تدريبية لمدة ثلاثة أشهر للتعرف أكثر على كيفية إدارة المهام الملقاة على عاتق الوزير، مشيرا الى أن ذلك ليس مخجلا أو يتسبب بالحرج للوزير بل هو نظام معمول به عالميا.وشدد الحبيل على ضرورة أن يكون هناك ديباجة للقيادي تعرف المصلحة العامة وتسعى من أجل تحقيقها من دون مواربة أو مجاملة، وأن يكون المبدأ الأصيل هو ديدن التعاطي مع الأوضاع العامة كما كان يفعل في أعماله المسرحية، التي يقدمها بجرعات سياسية واجتماعية وبجرأة مقبولة تحكمها رقابة ذاتية، مبديا استغرابه الشديد من بعض الفنانين الذين قاموا بتقديم شكوى ضده بسبب مسرحية "البمبرة" التي كانت تحاكي القضايا الاجتماعية، مضيفا: "عندما قدمنا مسرحية "حفلة على الخازوق" بطرحها السياسي الجريء لم تتدخل الرقابة أو تمنعها، لأن كل جملة ذكرت فوق خشبة المسرح مكتوبة في النص وفي حال كان هناك ارتجال، فهو مدروس وموظف بعناية فائقة، لذا في هذه المسرحية كان الراحل صقر الرشود يرفض السماح للممثلين باضافة جملة قبل الرجوع له وكان من ثقته المطلقة بي كنت الوحيد المسموح له بأن يرتجل ويضيف".وذكر الحبيل بأن "هوشة" و"تمادي" بعض الممثلين خلف الكواليس ووصول الصوت إلى الجمهور بسبب فتح المايكات اضطره للخروج للجمهور والاعتذار رسميا لما حدث من ألفاظ بذيئة وصلت إلى مسامع الجمهور وقرر بعدها ايقاف العرض واعادة قيمة التذاكر للحضور.واستبعد الفنان الحبيل بدرجة كبيرة قدرة الممثلين من الجيل الحالي على تقديم مسلسل "درب الزلق" بنسخة حديثة وراهن على فشل الفكرة.
لقطات- تطرق الحبيل إلى قضايا سياسية واجتماعية تهم البلد خلال حلوله ضيفا في برنامج "ع السيف".- عاد بومحمد بذاكرته إلى محطات مهمة من تاريخه ومشواره الفني الطويل والناجح.- ذكر الحبيل بأن مسرحية "بنشر" التي انتجت في العام 1986 تنبأت بأزمة الكويت.- انتقد الفنان عبدالله الحبيل نواب الواسطة وتمزيق "دشداشة" نائب المعاملات.

الحبيل مع مقدميْ البرنامج