الحجاج يؤدون ركن الحج الأكبر على عرفة ويبيتون ليلتهم بمزدلفة

مكة المكرمة، عواصم - وكالات: أكملت مستشفيات وزارة الصحة السعودية في مشعر عرفات استعداداتها لتقديم الرعاية الطبية لحجاج بيت الله الحرام في يوم الحج الأكبر اليوم، يوم عرفة، حيث جهزت الصحة أربع مستشفيات هي مستشفى جبل الرحمة ومستشفى عرفات العام ومستشفى نمرة ومستشفى شرق عرفات، إضافة إلى المستشفى الميداني و46 مركزا صحيا بمشاركة نحو 1700 كادر طبي على اختلاف تخصصاتهم، وتم تجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية والتقنيات الحديثة كم تم تأمينها بجميع المستلزمات الطبية.
وأكدت وزارة الصحة السعودية أن المستشفيات تقدم جميع خدماتها الصحية لضيوف الرحمن الذين جاؤوا من كل فج عميق لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، كما وفرت الحكومة الدعم اللامحدود للعناية بحجاج بيت الله الحرام، ليتمكنوا من تأدية مناسك حجهم، موضحة أنه تم تجهيز نحو 900 سرير موزعة على المستشفيات الأربع.
وكان حجاج بيت الله الحرام توجهوا إلى مشعر منى أمس لقضاء يوم التروية حتى بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة أول مناسك الحج، وقضى الحجاج في منى يوم التروية الذي يستحب فيه المبيت تأسياً واتباعاً لسنة النبي محمد ﷺ، وسمي يوم التروية لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء ويحملون منه ما يحتاجون إليه.
واليوم، يتوجه الحجاج إلى عرفة للوقوف على صعيدها الطاهر حيث يصلون الظهر والعصر جمعاً وقصراً، ومنها يتوجهون إلى مزدلفة حيث يبيتون ليلتهم، وفي صبيحة غد اليوم العاشر يعود الحجاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى، ثم يحلقون رؤوسهم أو يقصرون ويذبحون الهدي إيذاناً بالتحلل الأصغر، ويتوجهون إلى الكعبة المشرفة لأداء طواف الإفاضة، ثم يعود الحجيج إلى منى لقضاء أيام التشريق، وبعد انتهائها يتوجهون إلى مكة لأداء طواف الوداع والذي تختتم به مناسك الحج.
وبثت قنوات التلفاز السعودية لقطات مباشرة لطواف القدوم الذي أداه الحجاج حول الكعبة المشرفة بمكة المكرمة، حيث امتلأ صحن الطواف بالحجاج، وفاضت شوارع مكة بمئات آلاف الحجاج من جنسيات مختلفة بعدما سهلت السعودية أداء فريضة الحج هذا العام.
وكشف رئيس وحدة التفويج في وزارة الحج والعمرة محمد القرني، أن مليوناً و50 ألف حاج، نقلوا ليل أول من أمس وعلى مدار 14 ساعة، بدءاً من الساعة الثامنة مساء أول من امس وحتى العاشرة صباح أمس، للدخول إلى مشعر منى، خلال توقيت معين وتحديد الطرق لكل حافلة، لضمان انسيابية الحركة المرورية دون تأخير، حيث تمثل هذه المجوعة 60 في المئة من حجاج الخارج، موضحا أن عملية التفويج استمرت حتى ظهر أمس، في الوقت الذي تستكمل فيه وفود حجاج الداخل والبالغ عددهم 180 ألف حاج، القدوم إلى مقرات سكنهم في مشعر منى بعد الانتهاء من طواف القدوم.
وأشار إلى أن المتبقي من الحجاج، ويمثلون 40 في المئة، تبدأ عمليات التصعيد إلى مشعر عرفات مباشرة، ويمثلون 180 ألف حاج إندونيسي، إضافة إلى 700 ألف حاج يتم تصعيدهم أيضاً من مكة إلى مشعر عرفات مباشرة، استعداداً للحج الأكبر وهو الوقوف بعرفة.
وأضاف: "في حين تم التصعيد إلى مشعر عرفات للمتواجدين في منى ليل امس، عبر ثلاثة مسارات للنقل الترددي والذي نقل 750 ألف حاج، هناك النقل التقليدي وأيضاً القطار سوف ينقل 325 ألف حاج، كما أن عمليات النقل تسير وفق ما خطط لها تنفيذياً وخدمياً وتنظيمياً".
من جهتها، رفعت المديرية العامة للدفاع المدني السعودي درجة الاستعداد في مشعر منى لاستقبال ضيوف الرحمن، واتخذت جميع الإجراءات للحفاظ على سلامة الحجاج، ورصد أي مسببات للمخاطر في مخيماتهم عبر تكثيف جولاتها الميدانية، ومتابعة التزام مؤسسات الحج والطوافة بتعليمات وإرشادات السلامة داخل المخيمات.
وأكد الدفاع المدني جاهزية جميع المراكز الميدانية ووحدات وفرق الدفاع المدني لأداء مهامها على أكمل وجه، والتنسيق مع الجهات المعنية لتنفيذ الخطة العامة للطوارئ بالحج لمواجهة أي مخاطر، بينما أعلن قائد قوات الواجب في وزارة الدفاع فهد السبيعي، أن كثافة ضيوف الرحمن في المسجد الحرام تزداد يومياً ووصلت للذروة في تمام الساعة الثالثة مساء أمس.