الحجاج يقضون يوم التروية في "منى" وشوارع مكة تفيض بهم

مكة المكرمة، عواصم - وكالات: بدأت قوافل حجاج بيت الله الحرام التوجه إلى مشعر منى ليل أمس، لقضاء يوم التروية، اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسط تكامل في الخدمات والإمكانات التي أعدتها مختلف الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج، حيث شهد مشعر منى منذ وقت مبكر استعدادات خدمية واسعة ومتطورة، عبر تكاملية حكومية، والتي تبذل كل طاقاتها وإمكاناتها لتوفير سبل الراحة والأمن والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام، وتهيئة احتياجاتهم حتى يتمكنوا من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وخشوع.
ويُعد مشعر منى أولى محطات مناسك الحج في المشاعر المقدسة، ويقضي حجاج بيت الله الحرام في هذا المشعر يوم التروية وليالي التاسع والحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة لمن يتعجل وليلة الثالث عشر لمن يتأخر.
وفيما فاضت شوارع مكة المكرمة بآلاف الحجّاج من الجنسيّات كافّة، أدى مئات آلاف الحجّاج طواف القدوم حول الكعبة المشرفة في مدينة مكّة المكرّمة أمس، في مستهلّ مناسك الحجّ الذي انطلق بأعداد مماثلة لما قبل جائحة "كورونا".
وفاضت شوارع مكة المكرمة بآلاف الحجّاج من الجنسيّات كافّة، بعدما سمحت السعوديّة للمسلمين بأداء فريضة الحجّ هذا العام من دون أيّ قيود على عدد الحجّاج وأعمارهم، وطاف حول الكعبة الحجّاج بملابس الإحرام البيضاء،وقد حمل كثير منهم مظلات للوقاية من الشمس، فيما كان آخرون يصلّون ويدعون على الأرضيّات الرخاميّة البيضاء التي تفوح منها رائحة المسك. ووصل نحو 1.6 مليون حاجّ من خارج المملكة بالفعل، على ما أعلنت السلطات السعوديّة مساء الجمعة الماضية، وهو الرقم الذي يتجاوز بالفعل عدد الحجيج العام الماضي بفارق كبير، فيما لم تُعلن بعد أعداد الحجّاج من داخل السعودية، وتتوقّع السلطات السعوديّة مشاركة نحو مليوني حاج من 160 بلدا في الحج هذا العام.
وبعد ثلاثة أعوام من حجّ محدود، عادت المرافق السعوديّة والمواقع الدينيّة تغصّ بالحجّاج، ولا يوجد موضع قدم في الأسواق والمطاعم التي كانت شبه خاوية أثناء الجائحة، بينما تفيض الشوارع المحيطة بالمسجد الحرام بآلاف الحجّاج الذين يصلّون على سجاجيد ملوّنة أمام الفنادق والمتاجر.
وبدءا من ليل أمس، ينتقل الحجّاج بأعداد كبيرة إلى منى، على بعد نحو خمسة كيلومترات من المسجد الحرام، قبل المناسك الرئيسيّة وهي صعود جبل عرفات غدا، حيث أقامت السلطات الكثير من المرافق الصحّية والعيادات المتنقّلة وجهّزت سيّارات إسعاف ونشرت 32 ألف مسعف لتلبية احتياجات الحجّاج، كما تنتشر سيّارات المطافئ بألوانها الصفراء المميّزة في أرجاء المكان، وأقام رجال الشرطة نقاط تفتيش وقاموا بدوريّات راجلة حاملين مظلات بيضاء للحماية من الشمس، ووقف رجال أمن يرشّون رذاذ المياه على الحجّاج المنهكين من الحرّ، وقد افترش بعضهم الساحات المحاذية لأبواب الحرم.
وداخل المسجد الحرام، وقف مسعفون على أهبّة الاستعداد في مواقع مختلفة، فيما كان شبّان متطوّعون يدفعون كراسي متحرّكة ينتظرون في طابور طويل لمساعدة كبار السن والمرضى ممّن لا يستطيعون المشي مسافات طويلة، وفي أرجاء المكان، انتشر عمّال بملابس خضراء يوزّعون زجاجات المياه الباردة، وآخرون يرشّون رذاذا منعشا من أسطوانات مربوطة حول ظهورهم، ووضع الكثير من الحجّاج أسماء دولهم وأعلامها على ملابسهم، وارتدت مشاركات آسيويات وإفريقيات عباءات ملوّنة مميزة.في غضون ذلك، أكدت السعودية جاهزية قواتها الأمنية لحماية أمن الحجاج، حيث تفقد رئيس الأركان فياض الرويلي استعدادات القوات المسلحة وخططها، فيما أكد مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية بالحج محمد البسامي جاهزية قوات أمن الحج بقطاعاتها كافة، قائلا إن المخالفين "سينالون جزاءهم". بدورها، انطلقت أولى رحلات قطار المشاعر المقدسة لموسم الحج لهذا العام فجر أمس، وتستمر سبعة أيام يتم خلالها نقل حجاج بيت الله الحرام عبر قطار المشاعر المقدسة بين محطاته التسع في منى وعرفات ومزدلفة.