الحجرف في مواجهة "طرح الثقة"

* الغانم: شائعات استقالة وزير المالية والحل تهدف لخداع النواب ودفعهم الى تأييد طرح الثقة
* الحل أسطوانة مشروخة... الأمر بيد الأمير و"سموه يرى أن الأمور طيبة حتى الآن"
* الحجرف: لست من عُبَّاد الكرسي لكنني لم أستقل وأحترم الممارسة الديمقراطية
* استبدال المعاشات ليس قرضاً ربوياً والمستجوب يريد تعديل قانون قبل المغيب
* هايف: الوزير حنث بالقسم وتنصل من تعهداته ومارس التسويف والضحك على الذقون
* الفضل: ما يقوله هايف عن إخلاف الوزير وعده "لا يسوق على طفل ولا تصدقه القطط"

كتب ـ رائد يوسف وعبدالرحمن الشمري:


هبت الرياح بما لا تشتهيه سفن وزير المالية د.نايف الحجرف، ففيما فاجأ المجلس والنواب خلال الجلسة التي عقدت امس بطلبه مناقشة الاستجواب الذي قدمه اليه النائب محمد هايف أول من امس في تكتيك استهدف ارباك المستجوب، انقلب هذا التكتيك عليه ـ على ما يبدو ـ ونجح هايف في محاصرة الوزير الذي تعثر في فخ طرح الثقة، الأمر الذي فتح باب التوقعات بأن يقدم الوزير استقالته.
وأعلن رئيس المجلس مرزوق الغانم عن تسلمه طلباً موقعاً من عشرة نواب (رياض العدساني وعبدالكريم الكندري وثامر السويط وخالد العتيبي وبدر الملا وعادل الدمخي وعبدالوهاب البابطين وفراج العربيد وماجد المطيري ومحمد المطير) للتصويت على طرح الثقة بالوزير، مشيرا الى انه "سينظر في جلسة 3 يوليو المقبل التي سيصار بعدها الى فض دور الانعقاد".
وفي تصريح الى الصحافيين عقب الجلسة، أعرب الغانم عن ثقته بفطنة غالبيية الأعضاء الذين سيتحملون مسؤولياتهم في التصويت الديمقراطي على طلب طرح الثقة بوزير المالية د.نايف الحجرف، والتصدي لمحاولات ترهيبهم التي تقوم بها أطراف نيابية وغيرها"، مشيرا الى "ما كان يؤكده على الدوام من وجود أجندات أكبر من الاستجواب وغيره بدليل نشر الاشاعات التي تلي تقديم طلب طرح الثقة ظنا من مروجيها أن بإمكانهم خداع النواب ودفعهم للتسابق على تأييد طرح الثقة، كإشاعة حل المجلس واستقالة الوزير التي نفاها بنفسه".
وأضاف: "ويمكرون ويمكر الله"، فهذه الأمور مكشوفة، لافتا إلى ان بعض الاطراف النيابية "دأبت على الترويج لحل المجلس وهي اسطوانة مشروخة تستخدم عند كل استجواب مع أن هذا الامر بيد الامير ومصير هذه الإشاعة كسابقاتها وسيكمل المجلس مدته والحياة ماشية، فالحل بيد سمو الامير الذي ألتقيه كما تلتقيه مجاميع من النواب وسموه يرى أن الامور طيبة حتى الآن".
وردا على سؤال عن وجود طلب طرح ثقة آخر غير الذي تقدم رسميا، قال الغانم: "غير صحيح هذا الطلب الثاني، فما يقدم هو طلب واحد وما يتم نشره خلاف ذلك لا علاقة له بالبرلمان، ويبقى هذا الكلام ضمن محاولات ترهيب النواب بقرب حل المجلس لكنهم على قدر عال من الفطنة والذكاء ولن ينطلي عليهم مثل هذا الاسلوب المتكرر".
من جهته، أكد الوزير الحجرف عقب الجلسة أنه لم يقدم استقالته، مشيرا الى انه "يحترم الممارسة الديمقراطية وحق النائب في تقديم الاستجواب وواجب الوزير الوقوف وتفنيده عدا ذلك كلام عار عن الصحة"، مضيفا ان "الاستجواب انتهى إلى ما انتهى إليه، ففي الديمقراطية تبقى الكويت دائما هي الكاسبة".
لكن مصادر مطلعة، رجحت أن يقدم الوزير استقالته وإن كان من المحتمل أن يؤجل هذه الخطوة الى ما بعد فض دور الانعقاد.
وكان الحجرف أكد في مرافعته أن استبدال المعاشات نظام تكافلي أقرته فتوى "الأوقاف"، وليس قرضا ربويا ولا حسنا، مشيرا الى ان المستجوب يريد تعديل قانون قبل مغيب الشمس".
وأضاف: "لست من عباد الكرسي الوزاري وأعمل وفق مبادئي ولن يؤثر علينا الشارع و"تريند تويتر"، لا نلين ولا نتلون ولا نتبدل وسأترفع عن الانزلاق وراء الشاحنات والمهاترات".
في المقابل، اتهم هايف الوزير بأنه حنث بالقسم وتنصل من تعهداته، واصفا الاستجواب بأنه ابراء للذمة. وقال: إن "الحجرف غير كلامه ومارس التسويف والضحك على الذقون"، مؤكدا أنه "يتعامل بالقواعد الشرعية وليس السياسية او الانتخابية ولا الشو الاعلامي".
في السياق، تحدث محمد المطير مؤيدا الاستجواب، وقال: ان "الوزير وعد المستجوب بالغاء الفوائد الربوية ونبي نعرف منو الصادق ومنو الكاذب"، واصفا الاستجواب بأنه "استجواب نقض العهود".
في المقابل، تحدث صلاح خورشيد معارضا الاستجواب، قائلا: "انا من اقترح بدائل الاستبدال في اللجنة فلا احد يقبل المساس بالتأمينات".
كما أكد سعدون حماد ان "الفوائد الربوية لم تبدأ في عهد الحجرف"، ورأى أن الاستجواب ردة فعل على سحب هايف اسمه من طرح الثقة والضجة الشعبية التي حصلت ضده، مبديا استغرابه من جمع التوقيعات على طلب طرح الثقة قبل مناقشة الاستجواب وحتى قبل صعود الوزير المنصة.
إلى ذلك، رأى احمد الفضل ان ما يقوله هايف عن اخلاف الوزير وعده كسبب لتقديم الاستجواب "لا يسوق على طفل ولا تصدقه قطط الشارع"، مضيفا: "لو فعلا تمت جلسة الوعود فتلك جلسة مجانين لان الوزير الذي يريد إسقاط قانون بقرار هو مجنون واجن منه ان يصدقه نائب".