الحجيلان لـ "السياسة": تحصين كامل لـ21 % من سكان الكويت

الشمري: لم نصل للمناعة المجتمعية والجرعة التحفيزية تطيل مدة المناعة

كتبت ـ مروة البحراوي:

رغم تأكيد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد تحصين نحو مليونين و600 ألف مواطن ومقيم ضد "كورونا"، بنسبة 66%، متوقعا الوصول الى الحصانة المجتمعية بنسبة 70% مع حلول نهاية سبتمبر المقبل، إلا أن عددا من المختصين الصحيين نبهوا إلى أن نسبة التحصين بجرعتين من لقاحي (فايزر واكسفورد) في الكويت لاتتجاوز 21% وأن التحصين بجرعة واحدة لا يعطي الحماية الكافية ضد المتحور الهندي "دلتا".
وقال استشاري الأمراض الباطنية والوبائية بمستشفى العدان د. غانم الحجيلان لـ"السياسة" إن الدراسات الاحصائية قدرت نسبة التحصين الكامل بجرعتين بـ21% من المجتمع الكويتي، ونحو 67% بجرعة إلى جرعتين، لافتا إلى أن الجرعة الواحدة من اللقاحات المعتمدة تعطي مناعة لا تتعدى 33% ضد الفيروس، ومع إطالة الفترة الزمنية بين الجرعتين الأولى والثانية تنخفض نسبة الحماية تدريجيا، مما يضعف الحصانة المجتمعية ضد الفيروس.
وأوضح الحجيلان أن المناعة المجتمعية تكتسب عن طريق العدوى أو التطعيم بتحصين70% من السكان، وأن التجارب أثبتت أن الإصابة بالمرض تعطي مناعة مكتسبة لمدى شهرين إلى ثلاثة شهور كحد أقصى، وبعدها يكون المتعافي عرضة لتكرار الإصابة مرة أخرى، وهو ما حدث بالفعل مع الكثير من المتعافين في الكويت، لذا فالمناعة المكتسبة من الاصابة لا تكفي للحصانة المجتمعية.
وأردف بأن التطعيم بجرعة واحدة فقط من لقاحي فايزر وأسترازينيكا يعطي مناعة لا تتجاوز 33%، ونسبة تتراوح ما بين 70 إلى 80% للجرعتين، ومع انتشار الفيروس الهندي المتحور "دلتا" فإن مقاومة الفيروس للمناعة المكتسبة تقل تدريجيا بمرور الوقت، حيث اثبتت الدراسات تفوق "دلتا" على المناعة المكتسبة للقاح استرازينيكا وهو ما يهدد سلامة المطعمين بالجرعة الأولى فقط من هذا اللقاح.
وجدد الحجيلان التأكيد على ضرورة تقليص الفترة الزمنية بين الجرعتين والتوصية بمدة زمنية لا تتجاوز 21 يوما بين جرعتي لقاح فايزر وشهرا واحدا فقط بين جرعتي أسترازينيكا، مع مراعاة اعتماد جرعة ثالثة منشطة بعد مرور ستة أشهر على تطعيم الجرعة الثالثة لاسيما لفئات الاختطار مثل كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة والكوادر الصحية.
أنواع المناعة

بدوره، أكد الاستاذ المساعد بجامعة الكويت دكتور الرياضيات البيولوجية بجامعة أكسفورد والباحث في معهد دسمان د. عبد الله الشمري عدم الوصول إلى المناعة المجتمعية، مبينا أن الوصول إلى المناعة المجتمعية يرغم الوباء على الانحسار دون الحاجة لفرض اجراءات صارمة ولكي نصل إلى هذه المرحلة يجب أن يرتفع عدد الأفراد المحصنين إلى مستوى الجزء الأكبر للعدوى النشطة من الانتشار بحيث يشكل المجتمع المحصن سد منيع بين العدوى وغير المحصنين. وأوضح الشمري في سلسلة تغريدات عبر حسابه على "تويتر" أن اكتساب الفرد للمناعة المجتمعية يكون إما بالمناعة الطبيعية والأدلة تشير إلى قلتها، أو مناعة مكتسبة من فيروسات أخرى والأدلة أيضا تشير لقلتها، ومناعة مكتسبة بعد الإصابة وهذه المناعة يترتب عليها خطورة وفاة عالية نسبيا وأخيرا مناعة مكتسبة من التطعيم وهي ما نسعى للوصول إليها حاليا.
وعما اذا كانت المناعة المكتسبة لدى الفرد كافية لمنع انتقال الفيروس، أفاد الشمري بأن هذا الأمر يعتمد على ثلاثة عوامل على الأقل هي درجة العرضة للاصابة ودرجة نقل الفيروس بعد الاصابة ومدة فعالية الفيروس، لافتا إلى أن الدراسات أظهرت أن عددا من تطعيمات كوفيد ـ19 تقلل العامل الاول والثاني في حال تلقى الفرد جرعتين من اللقاح، وتزيد من العامل الثالث ولكن غير معلوم إن كان المدة أطول من سنة، لذا قد يستوجب اللجوء إلى جرعات تحفيزية تطيل من مدة المناعة.