* خاجة: اللقاحات بريئة من سرطان الثدي وتضخم الغدد الليمفاوية موقت ورد فعل طبيعي* السعيد: الفاشل من حاول هدم جهود الدولة على مدى عامين لا السيطرة على الجائحة* النجار: زيادة اضطراب القلب بعد "كورونا" لا تقارن بندرتها في ظل اللقاحات

كتبت ـ مروة البحراوي:في ظل التصاعد المستمر لمخاطر الإصابة بمتحورات كوفيدـ19، والتأهب المحلي والعالمي ضد المتحور الجديد أوميكرون ومن قبله المتحور دلتا بلس، دعا عدد من العلماء والباحثين إلى ضرورة إعطاء جرعة تنشيطية رابعة وجرعات متكررة كل ستة اشهر مع الإبقاء على التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية، للوقاية من مخاطر المتحورات المتواصلة والتي لا يمكن التنبؤ بها.في السياق، أكد استشاري الأمراض الباطنية والوبائية بمستشفى العدان د.غانم الحجيلان سلامة ومأمونية الجرعات التنشيطية، موضحا أن خطورة ومضاعفات اللقاح تقل مع تكرار التحصين، لافتا إلى أن الجرعة الأولى هي الأخطر على الإطلاق. وقال الحجيلان في تصريح خاص إلى "السياسة" إن "الجرعة الأولى من اللقاحات هي الأكثر احتمالية لحدوث المضاعفات، بينما تقل خطورة اللقاح مع الجرعات الثانية والثالثة وما يليهما، مشيرا إلى أن الهدف من الجرعة التنشيطية زيادة مستوى الأجسام المضادة التي تسبب الحماية وتتعامل مع فيروس أكثر قدرة على العدوى، إذ أن المعلومات الواردة عن كوفيدـ19 ومتحوراته واضحة وتحذيرات منظمة الصحة العالمية المستمرة تؤكد خطورة الفيروس، ما يعني ضرورة التحصين لاستباق المرض بخطوة. أضاف أن الجرعات التنشيطية تزيد من معدلات الاجسام المضادة في الجسم والتي اثبتت الدراسات انخفاضها تدريجيا بعد مرورة ستة أشهر من الجرعة الأخيرة، حيث تعطي الجرعة الثانية على سبيل المثال نحو 8 آلاف وحدة دولية لقياس الاجسام المضادة، بينما تعطي الجرعة التنشيطية الثالثة 20 ألف وحدة، وهو ما يعطي حماية أفضل ضد الفيروس. شائعة سخيفةمن جهتها، اتفقت استشاري الجراحة العامة في مستشفى مبارك د.فاطمة خاجة مع د.الحجيلان في مأمونية وسلامة الجرعات التنشيطية، نافية ما يتردد من معلومات حول الربط بين التطعيم والإصابة بسرطان الثدي، مؤكدة أن هذه المعلومات المغلوطة ما هي إلا شائعات سخيفة تفتقر لأي أساس علمي. وأوضحت أن الخلايا السرطانية تحتاج إلى وقت للانقسام، والانقسامات اللازمة لخلية سرطان الثدي قبل الاحساس بالورم هي 30 مرة، وكل انقسام يحتاج ما بين شهر إلى شهرين، مما يعني أن ظهور الورم يحتاج إلى نحو عامين إلى 5 أعوام وهو ما يبطل صحة هذه الخرافات. أضافت في تصريح لها أن تضخم الغدد اللمفاوية تحت الإبط بعد تلقي التطعيم يعتبر رد فعل مناعيا طبيعيا يحدث عند البعض، كما يحدث التهاب أو مجهود في الجسم، فالغدد اللمفاوية هي جزء من الجهاز المناعي، ولذلك من الممكن أن تتضخم بعد التطعيمات بشكل عام، وهو تضخم موقت ولا يتحول إلى مرض خبيث.وبالعودة إلى الجرعات التنشيطية، أكدت د.خاجة أنه للحفاظ على استقرار الوضع الوبائي في ظل وجود أوميكرون يجب الإقبال على الجرعة التنشيطية الثالثة للجميع فوق الـ18 عاما، ممن مرت على جرعتهم الثانية 6 شهور فأكثر، لافتة إلى امكانية اعطاء الجرعة التنشيطية الثالثة لمرضى نقص المناعة قبل ذلك، ومشددة على ضرورة المحافظة على الاشتراطات الصحية والتوسع في المسح الوبائي لرصد أي تحورات وتغيرات في حركة الفيروس.التحوراتوأشارت د.خاجة إلى أن التحورات نتيجة طبيعية لانقسام الفيروس وللحد منها لابد من الحد من انتشار الفيروس، لافتة إلى أن المتحورات أنواع وبعضها ذو أهمية مقلقة وعواقب كبيرة، ذلك أن متحور أوميكرون مختلف من ناحية كثرة الطفرات التي حدثت في البروتين الشوكي ويشكل تحديا لمعرفة انتشاره ومدى فعالية اللقاحات ضده، لافتة إلى تشديد الاجراءات في بعض الدول الأوروبية بعد ارتفاع الاصابات، حيث سمحت سويسرا للمطعمين فقط بدخول المرافق والمطاعم، وحددت عدد الأشخاص في التجمعات، لافتة إلى أن غير المطعمين هم الأكثر عرضة للاصابة والمضاعفات وأكثر الاصابات في العناية المركزة من غير المطعمين .وعن التوقيت المناسب لتطعيم المقبلين على اجراء العمليات الجراحية، أوضحت د.خاجة أنه يختلف وفقا لنوع الجراحة، إذ أنه يفضل تطعيم المقبلين على اجراء العمليات الصغرى التي تتم تحت التخدير الموضعي ومناظير المعدة والقولون في نفس اليوم، بينما يفضل تطعيم المقبلين على اجراء عمليات متوسطة إلى كبرى ممن يحتاجون إلى تخدير عام قبل العملية أو بعدها بفترة تتراوح ما بين 7 إلى 14 يوما.مناهضو الصحة واللقاحعلى صعيد آخر، وتعقيبا على اتهامات البعض المتكررة للمنظومة الصحية بالفشل في احتواء جائحة كورونا، أكد عضو اللجنة العليا للتطعيم ضد كوفيد ـ19 د.خالد السعيد أن نجاح الكويت في السيطرة على موجة الدلتا مع استمرار الانفتاح تم بفضل الله، ثم بجهود الأطقم الفنية والإدارية بوزارة الصحة والاستباق بالتعاقد مع اللقاحات وتوفيرها، مشددا على أن الفاشل هو من حاول هدم كل جهود الدولة ضد الجائحة (بلسانه) على مدى سنتين لاهداف غير انسانية. من جانبه، قال استشاري الامراض الباطنية وأمراض الجهاز الهضمي د.فهد النجار إن آخر محاولة بائسة لمناهضي اللقاح هي إلصاق تهمة السكتات القلبية ومضاعفات القلب باللقاح، متجاهلين أن كورونا نفسه الذي يحمي منه اللقاح هو المسبب الأكبر لهذه المضاعفات، مشيرا إلى أكبر الدراسات المنشورة تبين أن كوفيد هو السبب الأكبر لهذه المضاعفات ولا يسبب اللقاح إلا النادر منها وخاصة لقاح موديرنا. أضاف أن كورونا هو المسبب الأكبر لالتهاب عضلة القلب، متفوقا في ذلك على كل اللقاحات، وأن مودرنا نادرا ما يسببها بينما يعتبر لقاحا فايز وأكسفورد الأقل من حيث هذا العرض الجانبي،مبينا أن الزيادة الكبيرة في حالات اضطراب القلب بعد كورونا لا تقارن بندرتها بعد اللقاحات.