الدولية
الحجُ "عرفة"... "الشاهد" و"المشهود" يجتمعان في أعظم أيام المسلمين
الجمعة 08 يوليو 2022
5
السياسة
مكة المكرمة، عواصم - وكالات: في يوم عظيم لا يتكرر إلا كل 9 أو 10 سنوات، حسب الترتيب السنوي البسيط والكبيس، يقترن يوم الحج الأكبر، وهو يوم عرفة، بيوم الجمعة، أعظم أيام المسلمين، حيث يجتمع الشاهد والمشهود اليوم في يوم واحد. وكان ضيوف الرحمن بدأوا في التوافد إلى مشعر منى منذ ليل أول من أمس، ليشهدوا يوم التروية، حيث استقر مليون حاجٍ في "منى" أمس، وسط استعدادات مكثفة ومستمرة للجهات الحكومية والخدمية كافة لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج إلى المشعر.وقالت وكالة الانباء السعودية (واس) إن قدوم الحجاج المقرنين أو المفردين بإحرامهم إلى منى يوم التروية والمبيت فيها في طريقهم للوقوف بمشعر عرفة سنة مؤكدة.واضافت ان الحجاج يتوجهون اليوم للوقوف بعرفة (الوقفة الكبرى)، ثم ينفرون للمبيت في مزدلفة ثم يعودون إلى (منى) لقضاء أيام 10 و11 و12 و13 من شهر ذي الحجة، ورمي الجمرات الثلاث جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجل.وسجلت خطة تنفيذ تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، انسيابه في الحركة المرورية والتنظيمية والخدمية، وسط تكاملية الجهات الحكومية في تنفيذ مهامها وفق خطة معلنة مسبقا، فمنذ الصباح استقر عدد كبير من الحجاج في مقرات إقامتهم في منى، وضجت جنبات الطرق والمخيمات بأصوات التكبير، مرددين "لبيك اللهم لبيك" ليكتسي "منى" بالبياض، وسط أجواء مفعمة بالطمأنينة والخشوع في ظل توافر كافة الخدمات، وسط استعدادات للوقوف على صعيد عرفات غداً في التاسع من ذي الحجة.في حين تميزت الحركة المرورية في مكة المكرمة وطرقها والشوارع المؤدية إلى مشعر منى بالمرونة، وفق خطة أمنية ومرورية منظمة ومدروسة، كان لها الأثر الواضح في وصول قوافل الحجيج إلى مشعر منى بكل يسر وسهولة، دون تسجيل عرقلة للسير وتكدس للحافلات، ويرجع ذلك إلى تحقيق أهداف التكاملية بين الجهات الحكومية، وفق خطة الحج العامة.وجاء اهتمام الحكومة السعودية بمشعر منى استشعارًا منها للفترة الزمنية، التي يقضيها الحجاج في منى، وإيمانًا من القيادة الرشيدة، بحجم المتطلبات التي تضمن راحة ضيوف الرحمن خلال فترة أداء مناسكهم.ووفرت كافة الخدمات الأمنية والطبية والتموينية ووسائل النقل للتسهيل على قاصدي بيت الله الحرام حجهم وأداء مناسكهم بروحانية وطمأنينة، مؤكدةً على الجهات الحكومية والخدمية أهمية السعي على تنفيذ كل ما من شأنه إنجاح مهامها في موسم الحج.ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي "محسر".ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد "الخيف"، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريباً من الجمرة الصغرى.إلى ذلك، أكد النائب العام السعودي سعود المعجب على الحماية العدلية الجزائية للمشاعر المقدسة وقاصديها من كل أشكال الجناية أو الاعتداء، منوها خلال تدشين نيابة أعمال الحج التي يتبعها 20 نيابة عامة متخصصة تباشر مهامها الجزائية، والتي وجه خلال التدشين بزيادتها لتصبح 27 نيابة، بما توليه السعودية من اهتمام بالغ وعناية فائقة ورعاية خاصة للمشاعر المقدسة وقاصديها من الحجاج والمعتمرين، مشيرا إلى حرمة الاعتداء على المشاعر المقدسة، التي جعلها الله بلدًا حرامًا آمنًا لا يسفك فيه الدم، مؤكدا أن الحج فريضة دينية للمسلمين عامة، يحظر فيه رفع الشعارات المذهبية والحزبيات السياسية، وأن هذا الأمر موجب للمساءلة الجزائية المشددة.