الحداد لـ "السياسة": لن يكون للدراما تأثير إلا إذا عادت السباعيات

مفرح حجاب

رأى الفنان عبدالعزيز الحداد، ان الحساسية المجتمعية مما تطرحه الدراما التلفزيونية، جدلية لأن هناك فرقا كبيرا بين الكلام المباح والفعل على أرض الواقع، وقال في حديثه إلى "السياسة"، ان الرقص هي كلمة مباحة ولكنه كفعل غير مباح، ولذلك لابد من الحيطة والحذر في تناول الموضوعات الدرامية ومراعاة الحساسيات وان كان العالم الافتراضي لم يستثني شيئا، مشيرا الى ان هناك أمورا كثيرة في المجتمع أسوأ بكثير مما يظهر على الشاشة.
واعتبر الفنان الحداد، ان الذهاب الى خارج البلاد لتصوير بعض الأعمال لم يعد أمرا مجزيا إذا وضع في الاعتبار ان الإنترنت سيكشف للجميع كل من قام بهذا التصوير وان مثل هذه الأمور لم تعد آمنة لأن المساءلة القانونية لا تستثني أحدا في حالة وجود أخطاء، لافتا الى انه لم يعد لدى الفنان "خلق" كي يذهب الى المحاكم ويغامر بتاريخه وسمعته من أجل عمل فني، لأن هناك استسهالا كبيرا في رفع القضايا دون مراعاة الكثير من الأمور.
ولفت الى ان نجاح مسلسل واحد في رمضان من بين كم كبير من الأعمال الدرامية المعروضة، يعيد القضية الى المربع الأول وهو ان نجاح أي عمل يعتمد على القائمين عليه وأيضا عدم نجاحه، لكن هناك مع الأسف الكثير من صناع الدراما لا يدركون المتغيرات التي تحدث على الصعيد العام نتيجة تداخل كبير لمنصات "السوشيال ميديا" وخصوصا الهاتف النقال، إذ أصبحت البرامج الموجودة عليه والمنصات التي تظهر من خلاله هي وسيلة ترفيه خطيرة لدى الجمهور وان التواجد معها يحتاج جهدا كبيرا وعملا متجددا، منوها الى انه ضد تقديم مسلسل يتكون من 30 حلقة خلال شهر رمضان.
وقال الحداد: إن الكثير من القائمين على صناعة الدراما في العالم الآن لجأوا الى ورش الكتابة من أجل خلق افكار جديدة تواكب الأحداث والمتغيرات وطريقة تفكير الناس وتعاملها مع القضايا والمشاكل والهموم، ومن هنا لابد من تقديم أعمال درامية لا تزيد عن سبع حلقات في العمل الواحد، داعيا كل شركات الإنتاج الموجودة في الكويت الى أن تقدم كل واحدة منها عملا واحدا يتكون من سبع حلقات خلال الشهر الكريم، إذا أردنا أن يكون هناك تأثير للدراما.
عن وجود تجار في أسواق الدراما حتى الآن، أكد الفنان الحداد، ان المنتج هو سيد العمل، لأنه صاحب الفلوس وهو من يغامر ويدفع أموالا ويغير رأيه إذا استمع للمؤثرين والنقاد، لكنه لن يغير رأيه إذا استمع للفنانين، ولذلك هناك دور كبير للنقاد في اقناع صناع الدراما بالعودة الى الأعمال القصيرة حتى يظل هناك دور حقيقي للدراما في المجتمع.
وأوضح ان كافة الإمكانيات موجودة من أجل إنتاج اعمال متميزة، لكن يجب استغلالها بشكل جيد والأهم من ذلك هو وجود رغبة حقيقية لتقديم شيء متميز، مشيرا الى ان الجمهور واعي تماما ويدرك أهمية الأعمال الجيدة ويواكب الجودة الفنية سواء في الدراما أو المسرح.
وفيما يتعلق بوجود أعمال درامية جديدة سيقوم بتصويرها خلال الأيام المقبلة، قال الحداد: هناك الكثير من النصوص لكن حتى الآن لم يتم التوقيع، منوها الى انه قدم خلال شهر رمضان الماضي مسلسل "بلاغ نهائي" ويعتقد انه كان من بين الأعمال المتميزة.