بيروت - "السياسة": قبل يومين من دخول تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة شهره التاسع، وبعد إسدال الستار على القمة العربية التنموية التي استضافها لبنان، استعاد الحراك المتصل بتأليف الحكومة نشاطه، على وقع معلومات يتم تداولها بشأن إمكانية إحداث خرق بالجدار المسدود، من خلال موافقة الرئيس الحريري على صيغة الـ"32" وزيراً، ولكن لمرة واحدة والتعهد بعدم تكرارها، إنما دون أن يتم التأكد من ذلك من الرئيس المكلف أو المقربين منه، في حين أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه لا يتفق مع القائلين انّ البلد أمام أشهر تعطيل طويلة، قائلا: "ان شاء الله لا، أسمع كلاماً بأن الامور ستسير إيجاباً بعد القمة".توازياً، شن نائب حركة "أمل" هاني قبيسي هجوماً على الرئيس الحريري، قائلا: "كمجلس نيابي اجتمعنا وكلفنا رئيسا بتشكيل الحكومة والآن لا يوجد اي تحرك او اتصال او سعي جدي لتشكيل هذه الحكومة، في ظل وضع اقتصادي صعب والشعب اللبناني يعاني اقتصاديا ومعيشيا وحياتيا ولا احد يبالي او يهتم. ومن انتخبه المجلس النيابي لتشكيل الحكومة حمله امانة مصير الوطن ومصير الشعب. انتخب ليشكل حكومة تدافع عنا وتقوم بواجباتها امام الناس ولكنه يجلس غير مبال لكل ما يحصل على مساحة الوطن، ويهتم فقط باستقبال هذا أو ذاك ولا يجري اتصالا واحدا يسعى من خلاله الى تشكيل الحكومة، لأنه يراعي حليفه الجديد الذي يريد الحصول على الثلث المعطل".
ورداً على قبيسي، قال نائب "المستقبل" سامي فتفت: "مع احترامنا للنائب الصديق، ليس مَن عَمل سبعة أشهر ليلاً نهاراً للوصول إلى حكومة وفاق وطني هو غير المبالي"، مضيفا أن "غير المبالي هو من يعمل على عرقلة ولادة الحكومة ويختلق الأعذار لتعطيل مسار الدولة، ولا يبالي بعلاقات لبنان العربية ويستخدم الشارع سلاحاً للضغط السياسي"، ومعتبرا أن "التعمية لا تفيد والقنابل الدخانية لا تحجب رؤية اللبنانيين الثاقبة لكل ما جرى ويجري".وفي السياق، أكد المستشار الاعلامي لوزير الخارجية والمغتربين انطوان قسطنطين، أنّ "حراك الوزير جبران باسيل في موضوع تشكيل الحكومة مستمرّ، والطروحات الخمسة التي تقدم بها لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لا تزال حية"، موضحاً أن "إحدى هذه الأفكار سيتم اعتمادها، والمسألة لا تمت إلى النكايات بصلة"، ومشددا على أنه "لا يوجد عامل خارجي في مسألة تشكيل الحكومة، وشيء ما يدفعني للتفاؤل بتشكيلها قريبا جدا". على صعيد آخر، ذكرت قناة "الميادين" أن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله سيخرج عن صمته ليطل عبر شاشتها السبت المقبل، بعد ثلاثة أشهر من الغياب الإعلامي الذي فتح بابا للعديد من التكهنات والإشاعات، حيث أثار الغياب الإعلامي لنصرالله التساؤلات، حتى أن بعض التقارير الإعلامية تحدثت أخيراً بأنه دخل المستشفى للعلاج.من جانبه، اعتبر عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "أنه لا بد من موقف جريء وشجاع ومسؤول بعد القمة العربية، لأنه من أوجب الواجبات، وعلى رأس الأولويات، هو المسارعة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، تضمن تمثيل اللقاء التشاوري، فالحل متاح وليس فيه كسر ولا استفزاز ولا انكسار لأحد، والكل يعرف طريقه الأقصر والأضمن والأسرع لإنقاذ البلد".ورأى "أن لبنان مطالب، وبضرورة قصوى، أن يسارع إلى تطبيع العلاقات الرسمية وتوسعة العلاقات مع سورية من أجل معالجة ملف النازحين، فضلا عن مشاركته في إعادة إعمار سورية، فهكذا ننقذ البلد اقتصاديا، ونحصنه على مستوى الاستقرار الاجتماعي والديمغرافي والسياسي والأمني".