"لدينا ما يكفي من الأسمدة حتى منتصف أكتوبر المقبل، ولكن هناك احتياجات مستقبلية علينا العمل على تلبيتها" هكذا جاءت تصريحات وزير الزراعة البرازيلي حول الأزمة التي تعانيها بلاده بفعل توقعات شح العرض من الأسمدة بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية.وتبحث البرازيل بشكل عاجل عن بدائل لأسمدة أوروبا الشرقية، ولا سيما في ظل استيرادها لربع احتياجاتها تقريبا من روسيا وحدها، حيث تتطلع البرازيل إلى تشيلي لتوفير المزيد من البوتاسيوم ودول الشرق الأوسط لتوريد المزيد من اليوريا.في الوقت الذي تركزت فيه الأنظار على العقوبات الغربية على روسيا، ولا سيما ما يتعلق بوقف عمل نظام "سويفت" وأنظمة "فيزا" و"ماستر كارد"، ومدى تأثر أسعار النفط العالمية بالحرب والعقوبات، بدت قضية أخرى هامة للغاية ولكنها لا تحظى بالاهتمام نفسه وتتعلق بصناعة الأسمدة.وعلى الرغم من أن روسيا تأتي في المرتبة الثالثة بين منتجي السماد عالميًا، بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين، فإنها تأتي في المركز الأول في ترتيب مصدريه، وذلك مع صادرات قيمتها 7 مليارات دولار عام 2020، تليها الصين بـ6.5 مليار دولار، ثم كندا بأكثر من 5 مليارات.كما أن روسيا البيضاء هي المُصدر الخامس عالميا للأسمدة أيضا، بإجمالي إنتاج بقيمة حوالي 3 مليارات دولار سنويا.أزمة قديمة - جديدة والشاهد أن الأزمة الروسية - الأوكرانية، تأتي بينما تعاني صناعة الأسمدة من العديد من الأزمات بالفعل، منها ارتفاع قياسي وغير مسبوق في أسعار المواد الكيميائية التي يتم تصنيع الأسمدة منها.
وارتفع سعر الأمونيا في الفترة بين يناير 2021 إلى يناير 2022، بنسبة 220%، واليوريا بنسبة 148%، وثنائي فوسفات الأمونيوم بنسبة 90%، وكلوريد البوتاسيوم بنسبة 198%.ولتبيان خطورة ذلك قال وزير الزراعة الأمريكي،"توم فيلساك"، إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت الحرب في أوكرانيا ستعطل تجارة الأسمدة الدولية، لكنه حذر الشركات من "الاستفادة غير العادلة" من الظروف الحالية من خلال تضخيم الأسعار بشكل مصطنع.وبسبب الارتفاعات السعرية القائمة والمحتملة يبحث العديد من المزارعين الاستغناء عن شراء الأسمدة هذا العام، بما يجعل السوق التي كان يتوقع لها منذ فترة أن تحقق نموا، معرضة للانكماش بنسبة الثلث .والشاهد أن ذلك يمكن أن يحد من إنتاج الحبوب بنحو 30 مليون طن، وهو ما يكفي لإطعام 100 مليون شخص، وما يفاقم الأزمة "إنسانياً" ما يشير إليه برنامج الأغذية العالمي عن وجود حوالي 20 مليون شخص على شفا المجاعة في تلك المنطقة بالفعل.