الجمعة 20 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الحرب على غزة… كشفت عورات الفضائيات العربية وترهل أدائها
play icon
نبيل شعيل
الفنية

الحرب على غزة… كشفت عورات الفضائيات العربية وترهل أدائها

Time
الثلاثاء 17 أكتوبر 2023
View
329
السياسة

منصات "السوشيال ميديا" وحسابات المشاهير وثقت بشاعة ما يحدث على الأرض

مفرح حجاب

لم يكن تعامل الإعلام العربي عبر الفضائيات وشاشات التلفزة ومتابعته الحرب في غزة، على قدر الحدث، بل جاء مخيبا للآمال وشهد تراجعا لم يحدث من قبل، وبات من الواضح أن الحسابات السياسية في المنطقة العربية كان لها تأثير كبير على الخطاب الإعلامي العربي، الذي لم يعبر أو يعكس حالة غليان الشارع في جميع الدول العربي، حتى ان كثيرا من الناس هجروا الفضائيات ويتابعون تطورات الحرب الدامية والظالمة عبر منصات "السوشيال ميديا".
بدا الإعلام العربي هذه الأيام كمن دخل في غيبوبة وكشفت عوراته التغطية الرديئة للأحداث الجارية، حيث فقد ضميره المهني لإبراز المواقف السياسية على حساب الحدث نفسه، وتناسى الإعلام العربي المرئي أنه شبه ميت ويعيش في وهم كبير من خلال مجموعة من الإعلاميين يعيشون في قوقعة صغيرة ولا يسمعون إلا أنفسهم، وعندما يطلون على الشاشة يشعر المشاهد أنهم من كوكب آخر، لأن أداءهم خاضع لحسابات معينة، ولا يملكون الا النفاق والسمع والطاعة، وهو ما يطلق عليه في زمن الفضاء المفتوح "الغباء الإعلامي".
من تابع الحرب على غزة منذ بدايتها سيجد ان نشطاء ومشاهير منصات "السوشيال ميديا" أعطت الإعلام التقليدي درسا قاسيا، خصوصا الفضائيات العربية، التي تقاعست بشكل كبير عن أداء دورها حتى في نشرات الأخبار ولم تقدم معلومات مكتملة ولم تتمكن من التأثير أو حتى تعلن عن موقفها بوضوح ما أفقدها الكثير من المشاهدين.
بينما كانت الرؤية واضحة في منصات "السوشيال ميديا" من خلال النشطاء في غزة ومشاهير في العالم كله، بل كانت الأقوى في كل تفاصيلها وحملت رسالة موجعة للعالم وكشفت أكاذيب وبشاعة العدو، حتى أن إسرائيل شهدت اجتماعا مع مجموعة من النشطاء لتعليمهم كيفية نشر الأخبار بعدما خسروا المعركة الإعلامية مقابل أداء صادق معبر من الحسابات الاجتماعية العربية، وكذلك بعض المنصات الإعلامية العالمية.
التخبط الإعلامي العربي وعدم كشفه حقيقة الإبادة التي يعيشها أبناء غزة بكل تفاصيلها، حفزت الفنانين والرياضيين والنشطاء في العالم على فضح الجميع، بتداول مقاطع مصورة لا لبس فيها لتوثيق ما يحدث على الأرض، وهو ما أزعج الجانب الصهيوني وحلفاءه من الغرب.
وجهت الفنانة الأميركية مادونا، خلال حفلها في لندن، رسالة لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وأعلنت ماريا ابنة المدرب الإسباني الشهير غورديولا، تعاطفها مع الشعب الفلسطيني، وكذلك كريم بنزيما، بينما تبرع محمد صلاح لشعب غزة، بأكثر من مليون دولار، وبالمقابل خسرت كايلي جينر مليونا من متابعيها بمجرد إعلان دعمها إسرائيل، فضلا عن مئات الفنانين العرب الداعمين بشكل يومي، يأتي في مقدمتهم الفنانة لطيفة التونسية، التي أعادت نشر أغنيتها السابقة "إلى طغاة العالم"، فقامت العديد من المنصات العالمية بحذفها، وأصدرت الفنانة الأردنية ديانا كرزون أغنية "الشعب البطل"، كما أصدر الفنان المصري أحمد سعد، أغنية "غصن الزيتون"، بالإضافة الى الفنان نبيل شعيل، الذي رسم خريطة فلسطين على جبهته، كذلك يدعم الفنان عبدالله الرويشد قطاع غزة بمنشوراته، وأيضا الفنانة الإماراتية أحلام الشامسي.
أزعج كثير من الفنانين العرب، الاحتلال الإسرائيلي بتضامنهم مع غزة وما ينشرونه من مقاطع وصور، من بينهم على سبيل المثال لا الحصر، سلاف فواخرجي، شكران مرتجى، منذر رياحنة، نبيل الحلفاوي، كريم عبدالعزيز، بينما تبنت الفنانتان منى زكي ودنيا سمير غانم، حملة تبرعات واسعة دعما لأطفال غزة، باعتبارهما سفيرتين للنوايا الحسنة في "اليونيسف".
نعود إلى القضية الحقيقية وهي حالة الترهل، التي يعيشها الإعلام الفضائي العربي، الذي يبدو أنه لن يكون له تأثير في المستقبل بعدما عجلت الحرب على غزة بإعلان وفاته، وأن عودته الى الحياة مجددا تحتاج إلى معجزة وتحرر من الحسابات السياسية، لأن العالم أصبح مكشوفا ومن العبث إخفاء المعلومات وحقيقة ما يحدث على أرض الواقع، وهو أمر يستوجب تجديد الدماء من خلال مجموعة من إعلاميي الجيل الجديد الذين لديهم حماسة للعمل الإعلامي وفق منهجية احترافية صادقة، فلا يمكن أن يكون الاعتداء الوحشي على النساء والأطفال في غزة بشكل يومي، ويتجاهله الإعلام العربي محاولا لفت انظار المشاهدين لمواقف أخرى من خلال برامج ما أنزل الله بها من سلطان، لذا ستبقى "السوشيال ميديا" وبعض الصحف الموثوقة هي المصدر الأساسي للأخبار الحقيقية.

آخر الأخبار