"الحرية والتغيير" تحذر من التقسيم وتطالب بإحياء مسار جدة

مصادر تنفي توجه البرهان للسعودية للقاء حميدتي… وعشرات القتلى والجرحى بأم درمان

الخرطوم، عواصم - وكالات: فيما نفت مصادر سودانية مطلعة توجه رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إلى السعودية للقاء قائد قوات الدعم السريع "حميدتي"، حضت قوى الحرية والتغيير جنرالي الحرب على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات، وإحياء مسار جدة لإنهاء النزاع بينهما سلميا.
وحذر المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير ياسر عرمان من أن الحرب ستقود السودان إلى التقسيم إن لم تنتهِ قريبا، مؤكدا أن أي محاولة لتكريس تقسيم السودان بين حكومتين ستؤجج الحرب ولن تفيد البلاد، مدينا جرائم الدعم السريع والانتهاكات التي اقترفت في دارفور، معتبرا أن من وصفهم بالإسلاميين هم من دفعوا أطراف الصراع إلى الحرب. وشدد على أن المطلوب حاليا وقف الحرب واللجوء إلى الحوار، قائلا: "طرفا الصراع تصورا أن الحرب ستكون خاطفة وهذا لم يحدث"، إلا أنه لفت إلى أن جهات الموالية للنظام السابق عمر البشير تريد إطالة النزاع، وختم مشدداً على تأييد قوى الحرية والتغيير تشكيل جيش موحد وطني ومهني لا تسيطر عليه قوى سياسية من أي جهة.
في غضون ذلك، أكدت مصادر سودانية مطلعة رئيس أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان لم يغادر مدينة بورتسودان إلى أي دولة أخرى ومنها السعودية، لعقد لقاء وصف بالمرتقب بينه وبين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، مشيرة إلى أن البرهان يمارس مهامه الدستورية بشكل اعتيادي داخل مدينة بورتسودان، فيما كانت بعض المواقع الإلكترونية ذكرت أن البرهان توجه إلى السعودية لعقد لقاء مع "حميدتي".
في الاثناء، تواصلت الاشتباكات العنيفة، أمس، في مناطق واسعة في العاصمة السودانية الخرطوم، فيما أفاد شهود عيان وعاملون في الحقل الصحي بسقوط 13 قتيلا و34 جريحا على الأقل في قصف جوي ومدفعي في منطقة أمبدة بمدينة أم درمان، في حين كثف قوات الدعم السريع من هجومها الذي بدأته يوم الثلاثاء الماضي على أجزاء في القيادة العامة التي لا تزال تسيطرة عليها قوات الجيش السودان.
وذكر شهود العيان أن اشتباكات قوية بالأسلحة الخفيفة والثقيلة جرت في محيط القيادة ومناطق متفرقة أخرى شرقي الخرطوم، فيما تعرض مقر القيادة العامة للجيش لقصف مدفعي عنيف ما أدى إلى تصاعد كثيف لأعمدة الدخان في المكان. وفي أم درمان استمر القصف المدفعي والجوي في المناطق المحيطة بقاعدة كرري العسكرية بشمال المدينة إضافة إلى سلاح المهندسين في الجزء الجنوبي من المدينة ومعظم الأحياء الغربية في منطقة أم بدة.
في غضون ذلك، قال يوسف عزت مستشار قائد قوات الدعم السريع، إن الحديث عن تشكيل حكومة قائمة مبنية على شرعية ما انقلاب 25 اكتوبر 2021 او تضم فلول نظام الرئيس السابق عمر البشير، هي محاولة بائسة لمنع تأسيس دولة سودانية جديدة.
وفي تغريدة على منصة "اكس" تويتر سابقا كتب يوسف ابراهيم "الحديث عن حكومة قائمة الآن وأسماء وزراء مكلفين يمارسون مهامهم باسم الدولة السودانية استنادا على شرعية انقلاب الـ25 أكتوبر 2021 وفي ظل الانهيار الدستوري الذي حدث بعد إشعال فلول النظام البائد داخل المؤسسة العسكرية وخارجها لحرب 15 أبريل، هو بحث عن سلطة على جماجم شعبنا ومحاولة بائسة لقطع الطريق أمام تأسيس الدولة السودانية الجديدة القائمة على العدالة والسلام والحكم المدني الديمقراطي والنظام الفيدرالي الحقيقي".
وندد عزت بما وصفه شبق فلول البشير للسلطة وسعيهم وراءها مهما كانت النتائج قائلا " إن شبق الفلول للسلطة وممارساتها الشكلية، سيدفع ببلادنا إلى هاوية أكثر عمقا وسيفرض ضرورة قيام سلطة بديلة تلغي كل هذا الفساد والممارسات التي تتم باسم السودان تتشكل هذه السلطة في ظل حرب ولها شرعية توحيد البلاد، وتوحيد خيارات الشعب السوداني من أجل مستقبل خال من الحروب تسوده قيم العدالة والسلام".