الخرطوم، عواصم- وكالات: اعتبرت قوى الحرية والتغيير بالسودان، أمس، أن تعليق المجلس العسكري التفاوض بشأن المرحلة الانتقالية لمدة 72 ساعة... "مؤسف"، ويشكل انتكاسة لجهود الاعداد لعهد ديموقراطي جديد بعد الاطاحة بالرئيس عمر البشير.الى ذلك، نظمت قوى الاحتجاج مسيرات جديدة، لتسليم السلطة من العسكريين للمدنيين، أمس، حيث انطلقت المواكب بعد "الإفطار" من الخرطوم وأم درمان وبحري وشرق النيل، واتجهت جميعها إلى القيادة العامة لمقر قيادة الجيش.وتعهدت القوى بمواصلة الاعتصام "أمام مقر القيادة العامة للجيش، وفي جميع ميادين الاعتصام في البلاد"، مشددة على أن التصعيد السلمي حق مشروع لحماية مكتسبات الجماهير، ومؤكدة انتفاء جميع مبررات تعليق المفاوضات من طرف واحد، منها فتح الطرق ورفع الحواجز وتسهيل حركة المرور، ومحذرة من أن ذلك ينسف دعاوى التوافق بما يسمح بالعودة إلى مربع التسويف في تسليم السلطة.وفي السياق، أخلت فجر أمس، آخر مجموعة من المعتصمين موقعها على بعد خطوات من القصر الرئاسي بشارع النيل في وسط العاصمة السودانية الخرطوم بعد تدخل مباشر من قوى الحرية والتغيير، لتكون بذلك قد أزيلت جميع الحواجز التي وضعت منذ يومين في الطرق والجسور الرئيسية في العاصمة الخرطوم. وقال شهود عيان إن المحتجين المعتصمين بالقرب من القصر الرئاسي بشارع النيل منذ يومين، انسحبوا تماما فجر أمس من منطقة الاعتصام بعد أن نجحت قيادات في تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير في إقناع المحتجين بالتراجع تدريجيا وصولا للعودة من جديد إلى مقر الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني.وفي الاطار، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية عن إصابة 14 من المعتصمين مساء أول من أمس بينهم سبعة أصيبوا بالرصاص الحي ، أثناء محاولة قوات من الدعم السريع إزالة الحواجز بشارع البلدية في محيط مقر الاعتصام.
من جانبه، أعلن رئيس المجلس الفريق ركن عبد الفتاح البرهان في بيان تلفزيوني، في الساعات الأولى من صباح أمس، تعليق المحادثات بعد أن اتهم المحتجين بخرق اتفاق بشأن وقف التصعيد، حيث كان من المقرر أن يبحث المجلس العسكري مع قوى الحرية والتغيير في اجتماعهما الأخير مساء أول من أمس، النتائح النهائية للمحادثات والتوقيع عليها، بعد أن تم الاتفاق على مرحلة انتقالية مدتها 3 سنوات.وقال البرهان إن المفاوضات تحركت في جو من التقارب مع قوى التغيير، إلا أن الخطاب العدائي ضد القوات المسلحة خلق نوعاً من الانفلات الأمني.وتابع: "شهدنا استمراراً في قطع الطرق والسكك الحديد والتصعيد ضد المجلس العسكري".وشدد على أن التصعيد أدى إلى انتفاء سلمية الثورة، مؤكداً أن القوات ستواصل حماية الثورة وأمن الوطن والمواطنين.ودعا المتظاهرين إلى "إزالة المتاريس جميعها خارج محيط الاعتصام"، وفتح خط السكة الحديدية بين الخرطوم وبقية الولايات.غير أن بيان قوى التغيير، أمس، أكد أن "خطوط السكة الحديد مفتوحة منذ 26 أبريل الماضي، وقبل أي طلب، وقد قررنا مسبقاً تحديد منطقة الاعتصام".