الدولية
الحريري ثابت على موقفه برفض توزير سُنَّة "الثامن من آذار"
الثلاثاء 20 نوفمبر 2018
5
السياسة
بيروت ـ "السياسة": أبلغت مصادر قيادية في تيار "المستقبل" على صلة بالمشاورات الجارية لتشكيل الحكومة، "السياسة"، أن الرئيس المكلف سعد الحريري يرحب بكل مسعى لتسريع ولادة الحكومة، لكنها شددت في الوقت نفسه على أنه ثابت على موقفه الذي أبلغه للجميع، بأنه لن يوافق على توزير أحد من النواب السنة المستقلين مهما اشتدت الضغوطات عليه، في وقت بات معلوماً أن "حزب الله" يتحمل مسؤولية العرقلة، من خلال العقدة المصطنعة التي افتعلها، بإصراره على توزير هؤلاء النواب. وأعربت أوساط بارزة في حزب "القوات اللبنانية" لـ"السياسة"، عن اعتقادها أن مواقف الوزير جبران باسيل التي أطلقها بعد لقائه النواب السنة المستقلين، أعادت الأمور الحكومية إلى الوراء، بقوله أن رئيس الجمهورية ليس طرفاً في الأزمة القائمة، بعدما سبق للرئيس ميشال عون أن أكد وقوفه إلى جانب الرئيس المكلف في رفض توزير النواب السنة المستقلين، وبالتالي فإن كلام باسيل يحيد رئيس الجمهورية ويجعل الحريري وحيداً في مواجهة الضغوطات التي يتعرض إليها. وفي احتفال لوزارة الأوقاف الإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف في مسجد محمد الأمين بوسط بيروت، شدد مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان على "أننا نقف إلى جانب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي يعمل جاهداً من أجل إنجاز تشكيل الحكومة"، مشيراً إلى "أننا نطالب كل القوى السياسية أن تمد اليد للتعاون والتسهيل في تشكيل الحكومة".وأوضح أن "لبنان لا يقوم بالخطاب المرتفع النبرة ولا بالتهديد والوعيد، بل لبنان يقوم على التفاهم والحوار بين جميع مكوناته السياسية والمطلوب منهم جميعاً أن يقفوا موقف المسهل لتشكيل الحكومة"، مشيراً إلى أن "هذا موقفنا الثابت النابع من الالتزام بالدستور واتفاق الطائف".واعتبر أن "العمل خارج نصوص الدستور واتفاق الطائف يؤدي إلى الخلل في التوازن في المجتمع اللبناني، ونحن مع وحدة البنانيين والعيش المشترك"، مؤكداً "نحن مع وحدة الكلمة ونحن مع التسهيل في تشكيل الحكومة وألا يكون هناك ظالم أو مظلوم".وشدد على "أننا جميعاً لا نريد أبداً أن يحاول أحد كسر الحريري"، مشيراً إلى أن "من يراهن على الخلاف بين المرجعيتين السنيتين الدينية والسياسية فهو واهم واهم واهم".وفي السياق، أكد وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال مروان حمادة أن "الأزمة الحكومية عادت إلى نقطة الانطلاق، وهناك نية منذ الأساس بعرقلة حكومة تلتزم بسيادة لبنان و يرأسها الحريري".و شدد على أن "ما جرى هدفه وضع لبنان تحت وصاية كاملة تبدأ بالرئاسة وصولاً إلى مجلس النواب والحكومة"، مشيراً إلى أن وساطة الوزير جبران باسيل، "سقطت سقوطاً كاملاً فيما الفتور يهيمن بين الرئيسين عون والحريري".واعتبر أن "ما سمي بوساطة باسيل كانت لقلب الأمور إلى مشكلة سنية - سنية، وحصر الحريري بأربعة مقاعد في الحكومة والابقاء على الثلث المعطل لعون".و أكد أنه "منذ أن عقد عون مؤتمره الصحافي أعطى شيئاً من الحنان السياسي لرئيس الحكومة وتبين أن باسيل تحول من موقع الحكم في حل عقدة وطنية إلى شريك في إحباط الحريري، خصوصاً أن وزير الخارجية غير موقف عون".واعتبر رئيس حركة "التغيير" إيلي محفوض أنه "كلما زادت صلابة وثبات الحريري وكلما صمد بوجه ضغوط حزب الله كلما كان منطق الدولة أقوى، وأن إشكالية نواب سنة الحزب ليست هي العائق إنما هؤلاء في مثابة متراس يتلطى خلفه الحزب للتعطيل بحثاً عن مكاسب أكبر في حكومة يسعى للقبض على مفاصلها لاعتلامه ما ينتظره من ملفات تقلقه".