الدولية
الحريري: لست مرشحاً لرئاسة الحكومة... وسأسمي أحداً غيري اليوم
الأربعاء 18 ديسمبر 2019
5
السياسة
مروان حمادة يحمّل بعنف على باسيل: سيئ السمعة وعنصري وحاقد على من لجأ ونزح إلى لبناناتحاد جمعيات العائلات البيروتية: استهداف المقامات السياسية والدينية للطائفة السنية بات مؤكداًبيروت ـ"السياسة": أعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة الجديدة.وقال الحريري في بيان، امس،: "منذ أن تقدمت باستقالتي قبل خمسين يومًا تلبية لصرخة اللبنانيين واللبنانيات، سعيت جاهدًا للوصول الى تلبية مطلبهم بحكومة اختصاصيين، رأيت انها الوحيدة القادرة على معالجة الازمة الاجتماعية التي يواجهها بلدنا".وتابع: "لما تبين لي انه رغم التزامي القاطع بتشكيل حكومة اختصاصيين، فإن المواقف التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية من مسألة تسميتي هي مواقف غير قابلة للتبديل، فإنني أعلن انني لن أكون مرشحًا لتشكيل الحكومة المقبلة، وأنني متوجه اليوم للمشاركة في الاستشارات النيابية على هذا الاساس، مع إصراري على عدم تأجيلها بأي ذريعة كانت".وختم البيان:" دعوت كتلة المستقبل النيابية للاجتماع اليوم لتحديد موقفها من مسألة التسمية".وقبيل هذا الاعلان بوقت قليل، كان الحريري يواصل لقاءاته العلنية وغير العلنية أمس، والتي كان من ضمنها لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحثا عن إمكانية رفع عدد أصوات النواب التي يمكن أن يحصل عليها في الاستشارات النيابية الملزمة.وعلمت "السياسة"، أن الرئيس بري بذل جهوداً كبيرة على أكثر من خط، لتسهيل تسمية الرئيس الحريري، لأنه يعتبره الشخص المؤهل أكثر من غيره لهذه المرحلة الصعبة التي يمر بها البلد، حيث اقترح عدة صيغ، من بينها حكومة اختصاصيين بنسبة تسعين بالمائة، ما سيدفع تكتل "لبنان القوي" إلى تسميته، إذا قبل بتوزير من يمثله، في الوقت الذي يترقب لبنان ما سيحمله معه معاون وزير الخارجية الأميركية دايفيد هيل الذي يبدأ زيارة لبيروت، اليوم، وتستمر ليومين، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين. وفي السياق، خرجت "دار الفتوى" عن صمتها بعد الحملات التي تعرضت إليها من جانب قوى سياسية، إسلامية ومسيحية، بعد تبنيها ترشيح الحريري لرئاسة الحكومة، حيث أعرب مكتبها الاعلامي في بيانٍ، عن "استغرابه الشديد واستهجانه لما يصدر عن بعض اللبنانيين من اتهامات وعبارات لا تليق بمكانة دار الفتوى ودورها الذي كان دائما وسيبقى صاحب المواقف الوطنية التاريخية والمدافعة عن حقوق المسلمين واللبنانيين، ولا تسمح دار الفتوى وما تمثل بالمس بموقع مفتي الجمهورية اللبنانية الحريص على وحدة اللبنانيين والمسلمين".وأكد ان "حملة الافتراء المبرمجة هذه، تتناقض مع أخلاقيات وتقاليد التعامل مع دار الفتوى، مؤسسة المسلمين الدينية التي حافظت وتحافظ على رسالتها الوطنية والعربية والإسلامية".ومن دار الفتوى، أعلن النائب فؤاد مخزومي، بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، "ان موقف الدار تم تحويره، وهي كانت واضحة بأن الاستشارات النيابية وحدها هي من ستحدد الرئيس المكلف، وهذه الدار هي الحاضنة لجميع ابناء الطائفة ومرجعيتها وما يهمها التوافق، والمفتي لم يدعم شخصا لصالح آخر، وهو أكبر منا جميعا وقادر على الدفاع عن نفسه، والأولوية لحكومة تكنوقراط في ظل الازمة الاقتصادية التي نعيشها".وقال مخزومي: "أنا لست مرشحا، لكن عندي مشروع اقتصادي انقاذي ومن سيتبناه سوف اكون الى جانبه، سواء كنت في الحكومة ام خارجها".واضاف:"هناك اسم وحيد مطروح هو الرئيس سعد الحريري، وانا لم أدعم المنظومة منذ العام 1990".واشار الى ان "نواف سلام مقرب من الرئيس الحريري فليقم الحريري بطرح اسمه، وأي اسم يتم التوافق عليه في الاستشارات لننتهي من هذه الازمة شرط الا يكون من المنظومة الماضية".وتابع: "أنا متخوف من تأجيل الاستشارات مرة جديدة بعدما سمعناه من الرئيسين بري والحريري".وفي الإطار، اعتبر "اتحاد جمعيات العائلات البيروتية" في بيان، انه "من غير المصادفة أن يتم استهداف تسمية الرئيس سعد الحريري في الاستشارات النيابية التي كانت مقررة يوم الاثنين الماضي، والإساءة إلى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، والتعرض للرئيس فؤاد السنيورة في صرح أكاديمي، كل ذلك في غضون ساعات، فمن الجلي أن استهداف المقامات السياسية والدينية للطائفة السنية بات مؤكدا".وانتقد الاتحاد "محاولة تجريد التكليف الذي كان متوقعا للرئيس الحريري من الميثاقية الوطنية على يد أصدقاء الأمس"، مستنكرا "التعرض لمقام مفتي الجمهورية"، ومؤكدا ان المفتي دريان "هو المرجعية وبعض المتعرضين له من أبناء الطائفة بحاجة لشهادته بهم وليس العكس صحيح".في المقابل، اعتبر وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، إن "تخطي سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان لدوره الديني ومخالفته الأعراف والأصول الدستورية وضرب الطائف، تفرض علينا دعوته لاعتزال السياسة والعودة إلى مقامه الجامع، بعد أن حصد الخيبة والفشل من قراره المنحاز وأوصلنا إلى ما نحن فيه".وفي تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، أكد مراد أن "دار الفتوى دار الكل ليس البعض ولو كان كثيرًا".توازياً، شن عضو اللقاء "الديمقراطي" النائب مروان حماده، هجوماً عنيفاً على وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل.وقال حماده: "لم يتعظ باسيل بنصائح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي دعا اللبنانيين إلى التعقل وتصويب إدارة بلادهم تفادياً للحاق بالفلسطينيين والسوريين إلى اللجوء والنزوح بالآلاف والملايين".واضاف: "وها هو يستغل ساعاته الأخيرة في تصريف الأعمال ليعبّر مجدداً عن عنصريته وحقده على من لجأ ونزح إلى لبنان وذلك في مؤتمرات لم يعد له فيها مكانة أو تقدير، فكان الاحرى به أن يوفر على خزينتنا تكاليف سفرته الخاطفة، وعلى لبنان كلفة السمعة السيئة التي يوزعها، ليمحو رسالة البلد المنفتح انسانياً دائماً ومنذ مئات السنين لموجات اللجوء في بيئته الحرة والمتسامحة".