الحريري لن يبقى "رهين المماطلة" وسيُعلن حكومته قريباً جداً

رئيس مجلس النواب: أمامنا 48 ساعة فاصلة... وفي حال تشكَّلت الحكومة فإن بيانها الوزاري جاهز أو شبه جاهز


بيروت- "السياسة"، الرياض- وكالات: أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، الذي وصل إلى الرياض أول من أمس للمشاركة في مؤتمر حول مستقبل الاستثمار في السعودية، تصميمه على تشكيل حكومة الوفاق المنشودة، انطلاقاً من إيمانه بأن عملية "تدوير زوايا" الخارطة الوزارية لابد أن تصل في ‏نهاية المطاف إلى نقاط تلاقٍ مشتركة، تجمع مختلف المكونات الرئيسية اللبنانية حولها، بعيداً عن مفردات "العزل والمعايير والشروط" المرفوضة ‏في قاموسه.‎
وعلمت "السياسة" أن عقبات تشكيل الحكومة لاتزال على حالها، خصوصاً بالنسبة إلى العقدة المسيحية وعقدة النواب السنة من خارج تيار "المستقبل"، إضافة إلى رفض "القوات" تولّي حقيبة وزارة العمل بدلاً من "العدل" التي يصرّ رئيس الجمهورية ميشال عون أن تبقى من حصّته.
وأكدت مصادر في "القوات" أن المشاورات "لم تفض إلى نتيجة إيجابية بعد، لأن ما يعرض ليس بالمستوى المطلوب، ولا يتناسب مع حجم تمثيل القوات السياسي والشعبي".
في المقابل، حمّلت مصادر "التيار الوطني الحر" مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة إلى "القوات"، داعية الرئيس المكلف إلى "حسم أمره واتخاذ القرار المطلوب بشأن التأليف، وألا يرضخ لمطالب بعض القوى التي تريد حصّة وزارية أكبر من حجمها".
إلى ذلك، علمت "السياسة" من مقرّبين من الرئيس المكلف أنه "لم يعد مستعداً أن يبقى رهينة المماطلة القاتلة التي تتهدد البلد بأفدح الخسائر، وأنه سيتخذ قراره بتأليف الحكومة وإعلانها في وقت قريب جداً".
وفي مؤشر على استياء رئيس الجمهورية من أسلوب "القوات" في مفاوضات التشكيل، أرجأ القصر الجمهوري موعد لقاءٍ كان مقرراً أمس بين الرئيس ميشال عون وموفد رئيس "القوات" سمير جعجع الوزير ملحم الرياشي.
وبعد لقاء الأربعاء الأسبوعي في عين التينة، نقل النائب علي بزي عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله: "إذا كان تشكيل الحكومة على مستوى عال من الأهمية، فإن الأهم سيكون تآلف الحكومة في مرحلة لاحقة".
وأضاف: "في حال تشكلت الحكومة فإنّ البيان الوزاري جاهز، أو شبه جاهز.. أمامنا 48 ساعة فاصلة، وستُشكل الحكومة".
من جهته، اعتبر "اللقاء التشاوري للنواب السُنة المستقلين" أن تمثيله بالحكومة "أمر بديهي لا يحتاج إلى مِنَّة من أحد، ولا يخضع لمساومات أو توليفات على الطريقة اللبنانية"، مستغرباً، "دفاع الرئيس المكلف الشرس عن الأحادية السنّية المتمثّلة بتياره"، ودعاه إلى "سلوك مسلك رجل الدولة المسؤول، وتقبّل الحقيقة الساطعة كالشمس".
وفي السياق، قال رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، في تغريدة على "تويتر"، إن حزبه "سيتقدم ببعض الأفكار لتكون أساس عمل للحكومة المقبلة.. وكلما تأخر تشكيلها زادت الأعباء التي قد تؤدي إلى الشلل التام".
بدوره، أكد النائب آلان عون أن الحكومة "معلّقة في المربّع الأخير، وهو حقيبة واحدة ضمن حصة القوات اللبنانية، ونناشدها (القوات) تقديم التسهيلات كما فعلت بقية الكتل لكي تتشكّل الحكومة".
وأضاف: "عملية توزيع الحقائب الوازنة اختلفت بين الحكومة السابقة والحكومة التي يجري تشكيلها، بسبب استعادة الثنائي الشيعي حصّته، وهذا من حقّه، وهو يعني أن إحدى الكتل التي كانت تتولى حقيبة وازنة يجب أن تتخلّى عنها".
أما النائب السابق فارس سعيد، فرأى في تغريدة على "تويتر"، أن "استقالة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تصبح منطقية إذا لم تشكّل حكومة، وننتقل بعدها إلى انتخابات رئاسية مبكرة وحكومة جديدة بشروط مختلفة".