الدولية
الحريري يرفض تسميته رئيساً من دون توفير غطاء مسيحي وازن
الاثنين 16 ديسمبر 2019
5
السياسة
"القوات" لـ"السياسة": لن نجازف بأصواتنا بتكليف لن يؤدي إلى تأليف حكومة من اختصاصيين مستقلينممثل "الأمم المتحدة" يان كوبيش يحذر من محاولات شراء الوقت... ويدعو إلى الاستجابة لمطالب الناسبيروت ـ"السياسة": بدا واضحاً أن تمني رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري على رئيس الجمهورية ميشال عون تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة التي كانت مقررة، أمس، يعود لشعور رئيس تيار المستقبل أن الأمور لن تكون في مصلحته، باعتبار أنه كان سيسمى من قبل أكثرية نيابية ضعيفة، بعد قرار "حزب القوات اللبنانية عدم تسميته، وهو ما شكل له صدمة كبيرة، الأمر الذي لن يقبله على نفسه، لأنه يدرك أنه لن يكون بمقدوره تشكيل حكومة قوية وقادرة، إذا لم ينطلق في عملية التأليف، بأكثرية نيابية وازنة، ولذلك لا يريد تكرار تجربة والده الشهيد رفيق الحريري مع الرئيس إميل لحود. وأشارت أوساط نيابية بارزة لـ"السياسة"، إلى أن تأجيل الاستشارات يؤكد أن الطريق غير سالكة للرئيس الحريري لتشكيل حكومة، في ظل عقبات لا تزال موجودة، وبالتالي فإن الأزمة آخذة في التعقيد أكثر فأكثر، دون ظهور أي معطيات قد توحي بإمكانية إجراء هذه الاستشارات الخميس المقبل.وأعلن مكتب رئاسة الجمهورية في بيانٍ، أن "رئيس حكومة تصريف الاعمال الرئيس سعد الحريري اتصل برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتمنى عليه تأجيل الاستشارات النيابية وذلك لمزيد من التشاور في موضوع تشكيل الحكومة الجديدة".وذكر البيان، ان "الرئيس عون تجاوب مع تمنّي الحريري، وقرر تأجيل الاستشارات النيابية الى يوم الخميس 19 ديسمبر الجاري في التوقيت والبرنامج والمواعيد نفسها".من جانبه، أعلن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري، في بيان، أن في اطار الاتصالات السياسية قبل موعد الاستشارات النيابية الذي كان محددًا اليوم (أمس)، اتضح أن كتلة التيار الوطني الحر كانت بصدد إيداع أصواتها فخامة رئيس الجمهورية ليتصرف بها كما يشاء. وهذه مناسبة للتنبيه من تكرار الخرق الدستوري الذي سبق أن واجهه الرئيس الشهيد رفيق الحريري في عهد الرئيس اميل لحود، وللتأكيد أن الرئيس الحريري لا يمكن أن يغطي مثل هذه المخالفة الدستورية الجسيمة أيا كانت وجهة استعمالها، في تسمية أي رئيس مكلف.وتابع البيان: "في اطار الاتصالات نفسها، تبلغ الرئيس الحريري فجر اليوم (أمس) بقرار حزب القوات اللبنانية الامتناع عن التسمية أو المشاركة في تسمية أحد في الاستشارات النيابية، الأمر الذي كان من شأنه أن ينتج تسمية من دون مشاركة أي كتلة مسيحية وازنة فيها، خلافا لحرص الرئيس الحريري الدائم على مقتضيات الوفاق الوطني".وأضاف: "بناء عليه، تداول الرئيس الحريري مع الرئيس نبيه بري، الذي وافقه الرأي، وتوافقًا على أن يتصل كل منهما بفخامة رئيس الجمهورية للتمني على فخامته تأجيل الاستشارات أيام معدودة تفاديا لإضافة مشاكل دستورية ووطنية إلى الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والمالية الكبيرة التي يواجهها بلدنا، والتي يرى الرئيس الحريري أن التركيز يجب أن يكون كاملًا على معالجتها حفاظًا على مصالح اللبنانيين ومعيشتهم وأمانهم".وفي السياق، كشف عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل"، النائب السابق مصطفى علوش، ان "التطورات التي حصلت في الشارع، والجولة على القوى السياسية، أدت إلى تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس لتشكيل الحكومة في هذه اللحظة".وشدد، على أن "ما نريده هو حكومة قادرة على أن تتحرك ولا يبدو بأن الوضع جاهز لكي يكون الرئيس الحريري رئيسا على الحكومة".وأشار إلى أن "البحث جار عن مخارج أفضل لتهدئة المواطنين ولإنتاج حكومة قادرة على أن تنتج بعض الشيء".ولفت علوش، إلى أن "تيار المستقبل يعتقد أن الرئيس الحريري هو الأفضل لرئاسة الحكومة ولكنه ليس وحده، وهو لا يسيطر على خيارات الناس، البحث جار عما هو الأفضل والأفعل وليس مسألة أن يكون سعد الحريري".وأكد مصدر بارز في "القوات اللبنانية" لـ"السياسة"، "أننا وإذ نؤكد على العلاقة المتينة التي تجمعنا بالرئيس الحريري على المستوى الستراتيجي، فقد أخذنا بعين الاعتبار من خلال الموقف التي اتخذناه بعدم تسمية الرئيس الحريري، جملة اعتبارات، أهمها أننا نريد حكومة اختصاصيين، وهي صيغة تعلو ولا يعلى عليها، باعتبارها مدخلاً للإنقاذ، ونحن متعلقون بها، ليس من السابع عشر من تشرين، وإنما من الثاني من أيلول، إضافة إلى أن لدى القوات مخاوف مما قد يحصل بين التكليف والتأليف، بمعنى أنه قد يقال لنا لأسباب عديدة، أنه لم يعد بالإمكان تشكيل حكومة اختصاصيين، وتلافياً لذلك كانت القوات واضحة بأنها ستمنح أي حكومة اختصاصيين مستقلين الثقة، ولكننا لن نجازف بأصواتنا بتكليف لن يؤدي إلى تأليف حكومة من هذا النوع. وشدد المصدر على أن "القوات لا يمكن أن تعطي موقفاً خلافاً لموقف الناس والشارع الذي طالب بحكومة اختصاصيين مستقلين، وبالتالي لا يمكننا أن نضرب هذه الدينامية الشعبية في اللحظة الحالية، ما يستوجب وجود حكومة يرضى عنها الشارع اللبناني، وتكون على مستوى التحديات، مؤكداً أن القوات لا يمكن أن تعود عن موقفها". من جانبها، اعتبرت اللجنة المركزية للاعلام في التيار الوطني الحر، في بيان، أنه "للمرة الثانية يستجيب رئيس الجمهورية لطلب رئيس تيار المستقبل دولة الرئيس سعد الحريري، بتأجيل موعد الاستشارات النيابية الملزمة لأسباب متعلّقة به". وقالت: "إن التيار الوطني الحر اذ يقدّر تعاطي الرئيس ميشال عون، ضامن التوازنات، بحكمة مع الموضوع، وادراكاً من التيّار لعمق المأزق وخطورة الوضع، يدعو بكلّ ايجابية إلى التوقّف عن اضاعة الوقت والموافقة على اقتراح تكتل لبنان القوي بولادة حكومة انقاذ فاعلة مؤلّفة من أهل الجدارة والنزاهة رئيساً ووزراء، لتبدأ فوراً بمواجهة الأزمة الحادة تفادياً لتعميق الانهيار الذي يهدد بضرب الاستقرار".وجدد التيار طرحه بأن "يقدم الرئيس الحريري من موقعه الميثاقي على العمل سريعاً لاختيار اسم يتوافق على جدارته وموثوقيّته لتولي رئاسة الحكومة بحيث يقوم بالتشاور مع رئيس الجمهورية وبمساعدة ودعم الكتل البرلمانية بتأليف حكومة تضم وزراء لا تشوبهم شائبة فساد ويتمتعون بالكفاءة والجدارة، كما يشارك فيها أهل الجدارة من بين الحراك ليتحمّل مسؤوليته في عملية الانقاذ بدل أن يواصل اهل السياسة استغلاله قمعاً او تشجيعاً بحسب مصالحهم".في الأثناء، علق ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، عبر "تويتر"، على تأجيل الاستشارات النيابية"، بقوله: "تأجيل آخر للمشاورات البرلمانية هو إما علامة على أنه بعد أحداث وبيانات الأيام الأخيرة، بدأ السياسيون بالإدراك أنهم لا يستطيعون إهمال صوت الناس، أو أنه محاولة أخرى لشراء الوقت للعمل كالمعتاد".واضاف، "لكن مع الاقتصاد المنهار، فإنه يشكل خطراً على السياسيين، وخطرًا أكبر على لبنان وشعبه".على صعيد متصل، شدد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، عبر "تويتر"، على أن "مسلسل تأجيل الاستشارات "المؤلمة" والمناورات والحسابات والتقلبات والابتزازات جريمة بحق الناس والبلد ودليل ساطع على أن أي حكومة يشكلها أو يفرضها اركان السلطة- التسوية ستكون غير قادرة على الإنقاذ". واشار الجميّل، الى أن "الشعب صاحب الشأن والقرار فاستمعوا له"، داعيا الى "حكومة اخصائيين حيادية بالكامل الآن!". من جهته، اعتبر النائب نديم الجميل، ان "قرار عون بتأجيل الاستشارات النيابية يشكل خرقا جديدا لاحكام الدستور الذي اقسم اليمين للمحافظة عليه والسهر على تطبيق أحكامه".وقال: "هذا التأجيل يأتي ضمن آلية عدم احترام النواب والمجلس النيابي، لذا فإني اتمسك بعدم المشاركة في هذه المهزلة".وكان "حزب سبعة" رفض في بيانٍ، "التأخير المتمادي والمتكرر للاستشارات النيابية والذي هو نتيجة تخبط الزعماء في مواجهة ثورة تهدّد مكتسباتهم كلّها".ودعا النواب، الى تحمل مسؤولياتهم في ظل تأخر الرئيس في الدعوة للاستشارات وان يبادروا هم كتلًا ونوابًا منفردين الى طلب مواعيد من الرئيس لتسمية رئيس وزراء مستقل، مشيرا الى ان الدستور لا يحدد اذا كان الرئيس هو الذي يدعو او اذا كان النواب هم الذين يطلبون موعدا.كما دعا، "المواطنين الى المضي قدمًا في زيادة الضغط والتصعيد عن طريق الاطباق على مراكز الحكم المركزية من قصر ومجلس وسرايا، اضافة الى الضغط على النواب نفسهم لتسمية رئيس وزراء يرضي الثوار".وختم البيان:"الثورة ليست نزهة ويجب أن نكمل جميعًا نضالنا، السلمي ولكن الشجاع والعنيد، حتى آخر رمق من اجل استعادة كرامتنا وكرامة وطننا".إلى ذلك، تفقدت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن، غرفة مركز القيادة والسيطرة في شرطة بيروت بحضور المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان وقائد شرطة بيروت العميد محمد الايوبي وكبار الضباط.واطلعت الحسن على الاجراءات المتخذة لمواكبة الاحداث، وأعطيت توجيهاتها للمحافظة على أمن المتظاهرين السلميين والممتلكات العامة.ومن جانبه، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً من سماحة مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار مستنكراً بإسم طرابلس وأبنائها التعرض لمقام دولة رئيس مجلس النواب.وفيما أعلنت قوى الأمن الداخلي في بيان، عن "إصابة 27 عنصراً اضافةً الى جرح ضابطين من قوى الأمن بنتيجة الإعتداءات عليهم بالحجارة والمفرقعات النارية وغيرها من الأدوات الحادة ليل الأحد- الاثنين، قالت قيادة الجيش، أن "نتيجة الفوضى العارمة التي شهدها وسط مدينة بيروت، والتي تخللها أعمال شغب وتعدٍّ على الأملاك العامة والخاصة ورمي المفرقعات باتجاه القوى الأمنية من قبل عدد من الأشخاص، عملت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة على مؤازرة قوى الأمن الداخلي للحفاظ على الاستقرار ووقف التعديات وتمكنت من إعادة الوضع إلى ما كان عليه، ما أدى الى وقوع 9 إصابات بجروح ورضوض بين العسكريين". وكان مندسون بملابس سوداء، من حركة "أمل" و"حزب الله"، أقدموا على احراق خيم المحتجين في ساحة الشهداء.