بيروت ـ "السياسة":لن يقبل رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي يعود إلى بيروت في الساعات المقبلة، ببقاء مجلس الوزراء معطلاً، بسبب استمرار الخلاف بشأن إحالة أحداث الجبل إلى المجلس العدلي.وأبلغت أوساط الحريري "السياسة"، أنه سيكون له موقف حاسم من هذه القضية، مشددة على أن تعطيل عمل الحكومة يحمل في طياته أبعاداً خطيرة، لا يمكن التساهل حيالها في ظل الوضع الخطير الذي يمر به لبنان، ومشيرة إلى أن هناك تسليماً من جانب القوى السياسية، بضرورة أن تسلك قضية الجبل مسارها القانوني والقضائي، بعيداً من أي أبعاد سياسية لن تكون في مصلحة أحد، موحية باستبعاد الإحالة إلى "العدلي" . وفيما تواصلت الحملة على رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، شددت مصادر في "الحزب التقدمي الاشتراكي" لـ"السياسة"، على أنه "لا مجال لإحالة أحداث الجبل إلى المجلس العدلي، باعتبار أن غالبية المكونات الوزارية ضد هذه الخطوة"، مؤكدة ضرورة عودة مجلس الوزراء إلى الاجتماع، لمتابعة الملفات المدرجة على جدول أعماله"، رافضة الحديث عما ذكر عن استقالات قد يتقدم بها وزيرا الحزب، في حال تمت الإحالة إلى المجلس العدلي. وأكد وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب أنهم "مع البطريرك الراحل مار نصرالله صفير ومع المؤمنين عملوا وما زالوا على حماية مصالحة طوت صفحة أليمة من تاريخ الجبل ولبنان، ورعايتها لتعزيزها وترسيخها".أما البطريرك بشارة الراعي، فأكد أن مصالحة الجبل هي الكنز الذي نتمسك به وهي فوق كل اعتبار، داعياً لاعتماد خطاب سياسي يجمع ولا يفرق . بدوره، اعتبر الوزير السابق أشرف ريفي أن "باسيل عنصري لا يمثل المسيحيين وهو ضد كل المسلمين وتحديداً ضد السنة"، مشيراً إلى أنه "إذا باسيل يقدم نفسه كشخصية مسيحية فمن حقه أن يتكلم بعنصرية لكنه يقدم نفسه كشخصية وطنية".وتوجه الى باسيل قائلاً، "أنت تكرهنا ونحن نكرهك، اللبنانيون بالغوا بالرهان عليه، وهو ليس شخصية فذة بل فقاعة صابون"، مؤكداً أن "طرابلس مدينة مفتوحة، لكن أين مناصريه حالياً؟، هو ليس له وجود سياسي فليسأل لماذا ليس مرغوب به".وأشار: "كنا ضد التسوية الرئاسية"، مضيفاً أن "الفراغ الرئاسي وماتخلله اقتصادياً وسياسياً والعلاقات العربية والغربية كانت أفضل مما هي عليه بعد التسوية الرئاسية".من جهته، شدد النائب السابق خالد الضاهر على "اننا حريصون على أفضل العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة ونريد علاقة مع السعودية تفيد لبنان كما نريد أفضل العلاقات مع إيران وغيرها من الدول بما يخدم لبنان، لبنان قائم على المساعدات الخارجية وأتوجه إلى خادم الحرمين الشريفين إلى مراجعة سياسته لخدمة لبنان". وتوجه إلى القيادة السعودية قائلاً، "كيف تتخلون عن لبنان بهذا الشكل؟، راجعوا سياستكم، كيف تواجهون المشروع الإيراني؟، واجهوه بالثقافة والعمل الاجتماعي".ورد منسق عام "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو على الضاهر قائلاً، إنه "قبل أن تطلب من السعودية مراجعة سياستها في لبنان واستئناف مساعداتها، تفضل أنت أولاً بمراجعة تصريحاتك واتهاماتك"، مؤكداً أن "السعودية ليست مجبرة على مساعدة ناكري الجميل وجبناء الاستسلام لحزب الله".
جعجع: باسيل أعادنا 50 عاماً إلى الوراء بقلب أسود
بيروت ـ "السياسة":على وقع اتساع الهوة بين حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، على خلفية مواقف الوزير جبران باسيل الذي لا يوفر مناسبة، إلا ويوجه الانتقادات لشريكه في تفاهم "معراب"، وفي الوقت الذي توقعت أوساط متابعة، تفاقم التوتر بين الطرفين في المرحلة المقبلة، أبدى رئيس "القوات" سمير جعجع أسفه للأجواء التي لا توحي باجتماع للحكومة في الأيام المقبلة.واعتبر جعجع أنها "جريمة بحق الوطن، إذ في الوضع الذي نعيش فيه وفي ظل صعوبات معيشية تزداد يومياً، نحتاج إلى اجتماعات مكثفة وسريعة".وأشار إلى أنه من غير المقبول أن يعطل باسيل اجتماع الحكومة من أجل مكاسب حزبية صغيرة، مضيفاً إنه إذا كانت هذه هي نوعية القوى السياسية، "ما بعرف وين بدنا نروح".وقال إنه "كي يزول التشنج في البلد يجب أن يزول الخطاب الذي يتسبب به باسيل".وشدد على أن "باسيل أعادنا 50 سنة إلى الوراء، يطرح الأمور بقلب أسود، ويشنج الأجواء من جديد"، مضيفاً "ليس مستغرباً أن تستقبل منطقة كطرابلس، باسيل، الاستقبال الذي استقبلته به".وأوضح أنه "لإزالة التشنج، على باسيل وقف خطاباته المتشنجة وعدم مهاجمة الآخرين وإثارة مواضيع كانت حساسة أيام الحرب، والبعض منها سبب حرباً بين اللبنانيين".وتمنى ألا تكون تصاريح باسيل خلال زيارته الجنوب مماثلة لتصاريحه أثناء زيارته الجبل وطرابلس، "لأن الضرر الذي لحق بلبنان حتى الآن دفعنا جميعاً لأن نكون منكبين لإنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي، وحتى هذه المحاولات الخجولة تعطلت بسبب خطابات متشنجة أدت إلى انعكاسات تترجمت في الجبل".وأشار إلى أنه "حصلت حوادث عدة في لبنان ذهب ضحيتها عدد من الأشخاص لم تحول إلى المجلس العدلي، مع كل أسفنا على الضحايا، ولكن إحالة الملف إلى المجلس العدلي يعود إلى التوصيف القانوني الذي يصدر عن التحقيقات، وهذا ما لا يقبل به باسيل". وأضاف إنه "في بعض الأوقات أشخاصاً من التيار الوطني الحر منزعجون من باسيل بقدر ما نحن منزعجون منه، ولا أعلم إن كان رئيس الجمهورية ميشال عون مؤيداً لما يفعله باسيل أو لا".
نصائح أوروبية للبنانبيروت ـ "السياسة":علمت "السياسة"، من مصادر ديبلوماسية موثوقة، أن لبنان تلقى نصائح أوروبية أخيراً، بضرورة العمل على تحصين جبهته الداخلية، وتعزيز التواصل بين مكوناته السياسية بما يعيد تفعيل عمل حكومته، باعتبار أن الأوضاع في المنطقة لا تدعو إلى الارتياح، بعد القرار الإيراني رفع منسوب تخصيب اليورانيوم، الأمر الذي لن يسمح به المجتمع الدولي مطلقاً. وقالت المصادر إن الاتحاد الأوروبي، الذي رفض قرار الإدارة الأميركية من الاتفاق النووي، لن يسمح هذه المرة لإيران بزيادة تخصيب اليورانيوم، وسيكون موقفه موحداً في ضرورة التزامها بما تعهدت به.