الدولية
الحريري يرفع سقف المواجهة: من يقف بوجهي عليه التنحي
الاثنين 04 فبراير 2019
5
السياسة
بيروت ـ "السياسة":حتى قبل أن تنال حكومة سعد الحريري ثقة المجلس النيابي لتبدأ العمل، بدا واضحاً أنها بدأت تنوء بأثقالها، على وقع انفجار الخلاف بين رئيسها ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، الذي يبدو أنه فتح أبواب المواجهة مع الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ما سيضاعف من متاعب الحكومة في المرحلة المقبلة، ويطرح أكثر من علامة استفهام بشأن قدرتها على مواجهة التحديات التي تنتظرها. واستبق الحريري اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة إعداد البيان الوزاري، أمس، بالتشديد على أن "لا احد يظن أن باستطاعته الاحتماء بطائفته ويستمر في الفساد"، مؤكداً أنه "بعد انتظار تسعة أشهر المواطن اللبناني سيكون الأولوية وأنا مقرر على العمل ومن يريد الوقوف في وجهي من أجل العرقلة لن أقف وسأكمل مسيرة عملي". وقال "اتخذت القرار بالعمل ليلاً نهاراً ومن يقف في وجهي عليه أن يتنحى وأنا سأكمل ولو اصطدمت مع أي كان". واعتبر أنه "يجب أن نورث أولادنا بلداً جديداً واذا لم نفعل ذلك فلنذهب إلى المنزل".وأشار إلى "أننا لم نبدأ العمل بعد، ومع ذلك بدأت المهاترات السياسية"، مشدداً على أن "المواطن اللبناني قرف من هذه المهاترات وقرف سماع رأي حزب في حزب آخر"، موضحاً "أننا اذا لم نعمل بفاعلية وننتج ونحقق مطالب الناس ونحل مشاكلهم فسنذهب كلنا إلى بيوتنا". وأضاف "إذا اعتقد أحد أنه بزعامته يستطيع السير على المواطن اللبناني، فهذا لن يحصل، لأن هذا المواطن سيمشي علينا جميعاً في النهاية إذا لم نعمل لمصلحته".بدوره، شدد وزير الإعلام جمال الجراح قبيل اجتماع لجنة صياغة البيان الوزاري، على أن "لا خلاف في البيان الوزاري مع المبادرة الروسية في ما خص اللاجئين"، مؤكداً أنه "بوجود النظام الحالي في سورية لا عودة للعلاقات الجيدة، خصوصاً مع الحريري". من جهته، أكد وزير التربية أكرم شهيب أن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" قال كلامه لأنه على حق وهو لا يطلق النار على الحكومة.وكان جنبلاط غرد قائلاً، إن "أول بند في مشروع البيان الوزاري المقترح هو الاستثمار العام وخلاصته استدانة 17 مليار دولار. يكفي أن يتصدر هذا البند الأولويات كي يتبين إلى أي هوة نحن سائرون. لم يعد هناك الحد الأدنى من الحياء لجشعهم، أعماهم المال والحكم ".وكانت رئاسة مجلس الوزراء ردت على جنبلاط، مشيرة إلى أن "الكلام الذي يحاول النيل من دورها ومكانتها وادائها في معالجة الأزمة الحكومية"، هو "محاولة غير بريئة للاصطياد في المياه العكرة والتعويض عن المشكلات التي يعانيها أصحاب هذا الكلام والتنازلات التي كانوا أول المتبرعين في تقديمها"، مؤكدة أنها "لن تكون مكسر عصا أو فشة خلق لأحد، وهي لا تحتاج إلى دروس بالأصول والموجبات الدستورية من أي شخص".وفي موقف سيزيد من حدة المواجهة الداخلية، على خلفية ملف اللاجئين، أكد وزير الخارجية جبران باسيل أن "أزمة اللجوء السوري التي تواجهنا هي أكبر تحدي لنا سوياً وإن اعتقد البعض أن إبقاء اللاجئين في البلدان المجاورة لسورية يبعدهم عنكم فهو مخطىء مجدداً". وأشار إلى أن "أقرب طريق لذهاب اللاجئين إلى أوروبا هو ببقائهم في بلدان المتوسط الذي يربطنا بكم والسبيل الوحيد لعدم ذهابهم اليكم هو في عودتهم الى وطنهم".وأوضح أن "أزمة سورية أثبتت خطأ من راهن والأزمات التي خلقت ولدت الفوضى معها فكانت أن استجلبت بعض عناصر التطرف والإرهاب من عندكم لعندنا ولكنها جلبت لكم موجات نزوح زادت التعصب عندكم وزرعت بذور الإرهاب وخلقت تغييرات سياسية وتفككات مجتمعية".