* الراعي: الشباب سئموا ويريدون سياسة شريفة... والسنيورة: لبنان لم يعد يحتمل* التيار العوني: يهمنا قيام حكومة قادرة على وقف الانهيار المالي ومنع الفوضى والفتنةبيروت ـ"السياسة":يأتي رفض ثوار الساحات على الوزير السابق محمد الصفدي لترؤس الحكومة الجديدة، كتأكيد من قبلهم على أن لا مجال لإمكانية القبول بالشخص الذي يعمل "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، على تسويقه بدلاً من الرئيس سعد الحريري على رأس حكومة سياسية مطعمة ببعض الـ"تكنوقراط"، وليس العكس، في وقت تكشف دور الوزير جبران باسيل في الترويج للصفدي، ومحاولة تسويقه، بعد البيان الذي صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس الحريري، والذي حمل خلاله بعنف على "التيار الوطني الحر" ورئيسه، مع ما لذلك من تداعيات على علاقته برئيس الجمهورية ميشال عون، موضحاً في البيان، انه: "منذ ان طلب الوزير السابق محمد الصفدي سحب اسمه كمرشح لتشكيل الحكومة الجديدة، يمعن التيار الوطني الحر، تارة عبر تصريحات نواب ومسؤولين فيه وطورا عبر تسريبات اعلامية، في تحميل الرئيس سعد الحريري مسؤولية هذا الانسحاب، بحجة تراجعه عن وعود مقطوعة للوزير الصفدي وبتهمة أن هذا الترشيح لم يكن إلا مناورة مزعومة لحصر امكانية تشكيل الحكومة بشخص الرئيس الحريري". وأضاف البيان: وإزاء هذا التمادي في طرح وقائع كاذبة وتوجيه اتهامات باطلة، وجب توضيح ما يلي:أولا: إن مراجعة بيان الانسحاب للوزير الصفدي كافية لتظهر أنه كان متيقنا من دعم الرئيس الحريري له وعلى أفضل علاقة معه، وتمنى أن يتم تكليف الرئيس الحريري من جديد، وهو ما يتناقض مع رواية التيار الوطني الحر جملة وتفصيلا. كما يتضح من مراجعة البيان نفسه أن الوزير الصفدي كان صادقا وشفافا باعلان أنه "رأى صعوبة في تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الافرقاء السياسيين تمكنها من اتخاذ اجراءات انقاذية فورية تضع حدا للتدهور الاقتصادي والمالي وتستجيب لتطلعات الناس في الشارع"، وهو ما يكذب كليا مزاعم التيار الوطني الحر ومسؤوليه.ثانيا: إن باسيل هو من اقترح وبإصرار مرتين اسم الوزير الصفدي، وهو ما سارع الرئيس الحريري إلى ابداء موافقته عليه، بعد أن كانت اقتراحات الرئيس الحريري باسماء من المجتمع المدني، وعلى رأسها القاضي نواف سلام، قد قوبلت بالرفض المتكرر أيضا. ولا غرابة في موافقة الرئيس الحريري على ترشيح الوزير الصفدي الذي يعرف القاصي والداني الصداقة التي تجمعه به والتي جرى ترجمتها في غير مناسبة سياسية.ثالثا: إن الرئيس الحريري لا يناور، ولا يبحث عن حصر امكانية تشكيل الحكومة بشخصه، لا بل إنه كان أول من بادر إلى ترشيح أسماء بديلة لتشكيل الحكومة. رابعا، وأخيرا: إن سياسة المناورة والتسريبات ومحاولة تسجيل النقاط التي ينتهجها التيار الوطني الحر هي سياسة غير مسؤولة مقارنة بالأزمة الوطنية الكبرى التي يجتازها بلدنا.
من جهته، شدد التيار الوطني الحر على أن جهوده منصبّةً على تسهيل عملية قيام حكومة انقاذ بدءاً من الاتفاق على شخصية الرئيس الذي سيكلف والذي بامكانه ان يجمع اللبنانيين على الانقاذ الاقتصادي والمالي بعيداً عن الانقسامات السياسية.واضاف "فوجئنا ببيان صادر عن المكتب الاعلامي لدولة الرئيس سعد الحريري يتضمن جملة افتراءات ومغالطات مع تحريف للحقائق مما يفرض علينا متأسفين بأن نوضح للبنانيين بايجاز النقاط الآتية: ان اسباب وصول لبنان إلى الوضع الصعب الذي هو فيه تعود الى السياسات المالية والاقتصادية والممارسات التي كرست نهج الفساد منذ 30 عاماً ولايزال اصحابها يصرّون على ممارستها وما المعاناة التي مررنا بها وعبّرنا عنها جزئياً في السنوات الأخيرة سوى بسبب رفضنا لهذه الممارسات واصرار تيار المستقبل على التمسّك بها وحماية رجالاتها.وإن ما يهم التيار الوطني الحر في النهاية هو قيام حكومة قادرة على وقف الانهيار المالي ومنع الفوضى والفتنة في البلد والتي يعلم دولة الرئيس الحريري تماماً من وكيف يحضّر لها وعليه تفاديها، و حيث أن دولته يؤكد ان اولويته هي تشكيل الحكومة دون اي غاية سياسية خاصة، فاننا ندعوه للتعالي عن اي خصام سياسي خاصةً وانه يفتعله معنا على قاعدة" ضربني وبكى، سبقني واشتكى"، فقد "فعل فعلته وسارع الى الاعلام"، ولذا ندعوه ان يلاقينا في الجهود للاتفاق على رئيس حكومة جامع لكل اللبنانيين ونقول إن الفرصة لا تزال متاحة أمامنا جميعاً لكي ننقذ البلد عوض عن الاستمرار بنحره افلاساً وفساداً.وفي الإطار، اعلن الرئيس فؤاد السنيورة، أن الموقف الذي اتخذه رؤساء الحكومة السابقين بإعادة ترشيح سعد الحريري ناتج عن ادراكهم الكامل للمصاعب الخطيرة التي يمر بها لبنان وعلى أكثر من صعيد وطني وسياسي داخلي وخارجي، وكذلك أيضاً على أكثر من صعيد اقتصادي ومالي.وقال: لم يستطع الرئيس سعد الحريري في السابق ان يحقق ما يريده للبنان بسبب كل العراقيل التي وضعت بوجهه، معتبراً، ان الوضع في لبنان لم يعد يحتمل ولم يعد لدى لبنان ترف الخوض في المجادلات العقيمة والمبارزات الطائفية والشعبوية غير الجدية.وتوجه البطريرك بشارة الراعي الى المسؤولين اللبنانيين بألا يزدروا بانتفاضة الشباب محملاً اياهم مسؤولية ما وصلت اليه البلاد.وقال للسياسيين في عظة، أمس: "الشعب هو مصدر سلطتكم، لا تزدروا بانتفاضة الشباب السلمية والحضارية والمجرّدة من اي سلاح، لا تسيّسوها ولا تلوّنوها فالشباب سئموا ويريدون سياسة شريفة لم تمارسوها انتم فاوصلتم البلاد الى الافلاس والانهيار". إلى ذلك، أصدر المكتب الإعلامي للنائب فيصل كرامي بياناً، اكد من خلاله "اننا مضطرون لمواجهة الحملة التحريضية المشبوهة التي يتعرض لها النائب فيصل كرامي من خلال الذباب الالكتروني الذي تحركه تيارات سياسية".و اعتبر ان "تسريب اكاذيب عن اجتماعات ولقاءات بين النائب كرامي والوزير جبران باسيل هو امر مستهجن ومستغرب، لأن كرامي ليس مضطرا لعقد اي اجتماع سري مع اي احد في لبنان او خارج لبنان، وليس لديه ما يخفي".وأكد أن "اقحام اسم النائب كرامي بين اسماء المتورطين في ملفات الفساد هو افتراء يحاكي العهر".وأشار منسق عام "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو، عبر "تويتر" الى "وقائع ثابتة من التاريخ".ولفت الى أن "صدام حسين احتل الكويت لتوسيع نفوذه خارج حدود العراق فكانت نهاية نظامه! والأسد احتل لبنان وصادر قرار منظمة التحرير الفلسطينية لتوسيع نفوذه خارج حدود سورية فتداعى نظامه! وإيران احتلت العراق وسورية وصادرت قرار لبنان لتوسيع نفوذها خارج حدودها، والنتيجة ستكون ذاتها".