الأخيرة
الحسد الحكومي
الخميس 15 ديسمبر 2022
5
السياسة
طلال السعيدجاء في القرآن الكريم "ومن شر حاسد إذا حسد"(سورة الفلق)، ويقول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في حديث صحيح: "إياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب".ويقال إن ثلاثة ارباع الحسد الذي في الدنيا كلها موجود في الكويت، والربع الباقي وزع على بقية العالم، وهذا كلام يردده الناس في كل مكان، ونحن هنا لا نؤكده ولا ننفيه، لكن بعد قرارات وزير المالية الاخيرة المتعلقة برفع الرسوم، خصوصا على الشاليهات، عرفنا ان الحسد الموجود سببه المباشر الحكومة نفسها، والناس على دين حكوماتها، فالحكومة تريد أن تقطع أرزاق الناس، ولا تريد لها ان تبيع وتشتري في الشاليهات، مثلها مثل البيوت والاراضي، وكل ما يباع ويشترى في الكويت، فهل يعقل ان يدفع المشتري ضريبة عشرة الاف دينار على كل متر من الواجهة البحرية، يعني اذا واجهته عشرة امتار يدفع مئة الف دينار، هل هذا معقول؟وكم قيمة شاليه واجهته البحرية عشرة امتار فقط لاغير، حتى يدفع على التحويل هذا المبلغ الكبير، هذا خلاف الضرائب الاخرى، مثل دخول وخروج شريك وغيرها من الخدمات؟الغريب في الامر صمت اعضاء مجلس الامة على خطيئة الحسد الحكومي للمواطنين، وهنا لا نعني اصحاب الشاليهات فقط، بل حتى "البياع الشراي"، ومكاتب العقار التي بلا شك سوف تقفل ابوابها، فهناك ضرر مباشر وظلم وقع على المواطن، والمجلس يلتزم الصمت، وكأنما انتخب اعضاؤه للانتقام من المواطنين! مقسم الارزاق هو الخالق عز وجل، لكن للاسف الشديد، ان الرزاق في السماء والحاسد على الارض، فالمسألة أصبحت: لماذا فلان عنده شاليه وانا ما عندي، لا بد ان نضيق الخناق عليه حتى يكره العيشة كلها، وليس الشاليه فقط؟وما ان نخلص من حسد الاشخاص الا وندخل في الحسد الحكومي الاصعب والادهى والامر، ولا نجد من يقف في وجه تلك القرارات الجائرة التي اتخذها وزير المالية متصورا انه بذلك يحقق العدالة، ويساوي من عنده شاليه بمن ليس عنده شاليه، والسكوت على تلك الرسوم سوف يجعل الحكومة تتمادى، وتفرض رسوما اكبر على بيع وشراء بيوت السكن، مما يضاعف الازمة الاسكانية، والحبل على الجرار، ليس هناك صوائب، لكن شهية الحكومة مفتوحة على رفع الرسوم، واصبر فترى رسم البلدية الف دينار بدلا من الدينار الواحد، ونحن نتوقع مزيدا من الرخاء على قدوم رئيس مجلس الوزراء الجديد، والله يكفينا شر ما هو آت، ولاعزاء لنا باعضاء انتخبهم الشعب لينتقموا منه...زين.