الحسينيات استذكرت صفات ومناقب أهل البيت

واصلت حسينيات الكويت فعاليات ليالي شهر محرم من العام الهجري 1445، وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما تناول الخطباء في الليلة الثالثة أهمية معرفة صفات أهل البيت وذكر أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
ففي حسينية "سيد الشهداء" أكد الشيخ حسين المطوع أن التفويض على شكلين أحدهما غير مقبول ومردود عند كل شيعي امامي، وهو أن القول بأن الله سبحانه وتعالى رفع يده عن ملكه وسلم زمام كل الامور لاهل البيت، وبالتسليم هذا استغنوا عن "الغوص الالهي"، وهذا القول باطل جملة وتفصيلا، ويدل عليه ترديد اهل البيت بيان انهم عبيد ومربوبون ومصنوعون ومخلوقون، ولكنهم لا يغفلون عن ذكر الله، لذلك انتخبوا وانتجبوا وشرفوا .
وقال المطوع ان الله جعل لآل البيت جملة من المراتب، ومنها ان الله تعالى بسط سلطانهم، فإننا في استدلالنا نعتمد قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فالقرآن يخبرنا عن النبي وعن مقامه، ويأتي أمير المؤمنين ليفسر هذا المقام، والنبي اعلن مقام امير المؤمنين من نفسه فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، مبينا أن إنكار مناقب اهل البيت علة لا دواء لها، الا التوبة والعودة الى اهل الطاعة والطهارة.
ولفت المطوع إلى أن خروج الحسين من المدينة كان في ليلة ظلماء ممطرة وسار الحسين بأهل بيته واحبته فاذا بصوت من وراء الظعن ينادي: قف لي يا حسين، فإذا هي فاطمة العليلة بنت الحسين، فاستدار الحسين نحوها فقالت: عند من تتركوني، فقال لها انت عليلة ومريضة ويشق عليك الطريق، فاذا وصلنا العراق ونلنا المراد ارسلت اليك عمك العباس او اخاك عليا الاكبر يلحقك بنا، فقالت له: اذا كان ولابد لكم المسير اترك لي عبدالله يسليني، فقال لها ان الطفل لا يستغني عن امه.
وأضاف: فظلت فاطمة العليلة تنتظر خبر رجوعهم، وبعد مدة جاءتها امرة منحنية الظهر فقالت لها: عظم الله لك الأجر، فإذا بها زينب التي واست فاطمة العليلة عليلة الروح، غريبة من دون أبيها، رحل الجمع عنها، لتكون مظلوميتها درساً من دروس الصبر بانتظار الفرج.
وقال: هي ليست الرقية الفراشة التي هوت الى النور، هي ليست السكينة التي أسكن قلبها بنظرة أخيرة للحسين، هي ليست زينب التي حملت وتحملت ورأت المصاب بعينها وصدقت وأعلنت لله أن ما رأت الا جميلا... هي هؤلاء جميعا، ولكنها هي وحدها العليلة، التي رحل عنها الجميع، فلا أم ولا أب ولا عم ولا أخ يخفف من ألم وحدتها، ولا شفيق يؤنسها في مرضها.
وتابع: هي عليلة الروح، الغريبة في ديارها، البريئة، المنتظرة كل يوم ان يأتي والدها وعائلتها، فكان درس عشقها أن نتعلم درس الانتظار للفرج، ونصبر على اللقاء، في حين أنه لن يكون لقاء بالعيون بعد اليوم.
وقال المطوع: هي التي حكمها قدرها بأن تكون بعيدة عن ساحة المعركة بإرادة الله، ولكن ما بعدت عن وليها إذ كأنها لبت نداءه يوم العاشر: "الا من ناصر ينصرنا"، لبَّت نداءه برسالة قرأها في خضم معركته وكأن لسان حالها: "ليتني أبي أكون معك فأنصرك يا مظلوم".