الحسينيات استقبلت ليالي عاشوراء بالموعظة وذكر فضائل آل البيت

* شبر: نأتي لنتدارس نهج الإمام الحسين ونتعلم من سيرته ونبكي على مصيبته
* الحداد: غاية الشرائع سعادة البشرية ليس بمعنى الفرح بل بلوغ العقل إلى الكمال

استقبلت حسينيات الكويت ليالي شهر محرم بالموعظة والتذكير وتناول الخطباء فضائل آل البيت الكرام مشيرين إلى خصوصية هذه المجالس للاستفادة منها بالعِبرة والعبَرة، مبينين دلالاتها الحسينية وأهميتها، داعين إلى التأمل في هذه الأيام، والتفكر بالأسباب والغايات التي أرسل الله سبحانه الأنبياء والرسل من أجلها.
وفي هذا السياق أقامت "الحسينية الجديدة" مجلسا حسينيا مساء أول من أمس حيث ألقى الخطيب السيد محمد شبر محاضرة بعنوان: "لماذا نقيم المجالس الحسينية؟" مبينا أن لتلك المجالس دلالاتها، مؤكدا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رحمة للعالمين وتحمل ما تحمل من الاذى الكثير في سبيل الدعوة، وهو القائل "ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت".
وأوضح شبر "أننا نقيم المجالس أيضا لتعظيم الأئمة، والامام الحسين الذي ضحى بنفسه في سبيل الله، والذي نأتي في أيامه هذه لنحيي ونستذكر فضائله، للفوائد واخذ العبر والدروس، وكذلك لاجل العِبرة والعَبرة، فالعبرة تكمن بالدمعة، وبكاؤنا على الامام الحسين عليه السلام، ومن جهة اخرى فهي عبرة وفائدة، فنحن من جهة نأتي لنتدارس نهج الامام ونتعلم منه ومن سيرته ونسير على نهجه، ومن جهة نحزن ونبكي على مصيبته".

مجالس مباركة
وقال: "اليوم نرى بعض المؤمنين يقولون ان هناك مسالة شرعية ترتبط بالوضوء او الغسل كنت اخطئ فيها وقد تعلمتها من مجالس الامام الحسين عليه السلام، وهذا معناه ان هذه المجالس ذات فائدة ونتعلم منها الكثير، وكذلك بعض المسائل العقائدية المهمة، وكذلك الاخلاق والتعامل مع الناس، وهي مجالس فيها البركة وتحل المشاكل الاسرية، وانا من خلال تجربتي وجدت أن النصائح خلال ليالي عاشوراء تؤثر اكثر في الناس وتطبيقها اكبر".

النبوة.. تعريف ومراتب
"حسينية الأوحد" قامت هي أيضا مع دخول شهر محرم الحرام وليالي عاشوراء أولى مجالسها، وارتقى المنبر الشيخ جعفر الحداد في محاضرة بعنوان: " النبوة تعريف ومراتب".
واستهل الشيخ الحداد حديثه مشيرا إلى الاية الكريمة: "كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق".
واضاف: "علينا التمعن في اسباب وعلل نزول الانبياء واستنادا الى قاعدة اللطف الالهي، ومنها اللطف المحصل، وهي المقدمات التي منها نصل الى الغايات، وهي صون الخلق من العبث، وكذلك لدينا لطف مقرب بحيث يكون العبد معه اقرب للطاعه وابعد عن المعصية من خلال الوعد والوعيد والترغيب والترهيب، واستنادا لهذه القاعدة اقتضت حكمة الله عز وجل ان يرسل الانبياء والرسل حتى تتحقق الغاية من الخلق وهي الوصول الى الله والتعرف عليه حتى يعبد، ولا تتحقق هذه الغاية الا بإرسال الانبياء والرسل وهو ما ذكرته الايات الشريفة في مضامينها".

سعادة البشرية
وقال: "غاية الشرائع المقدسة هي سعادة البشرية، وهو ليس بمعنى الفرح بل بلوغ العقل الى الكمال، وكمال العقل معرفة الله، وتجلي الله سبحانه وتعالى لخلقه من خلال اسمائه وصفاته"، مشيرا الى اتمام الحجة على الخلق من خلال ارسال الانبياء والرسل لكي لا ياتي احد يوم القيامة ليقول انا لم اعرف الله، فلا رب العالمين تجلى لي ولم اخاطبه ولا ارسل ارسل لي نبيا، فلذلك تمت
الحجة من الله من خلال ارسال الانبياء والرسل.
وأوضح أنه في رواية الامام الصادق عليه السلام "لم تخل الارض منذ ان خلق الله ادم من حجة لله فيها، ظاهر مشهور او غائب مستور ولولا ذلك لم يعبد الله عز وجل "، ولفت الى ان من اسباب ارسال الانبياء هو انقاذ للناس من الجهل والضلالة.