واصلت الحسينيات في أرجاء البلاد، إحياء ليالي عاشوراء من الشهر المحرم، وسط توافد للمعزين في ذكرى استشهاد سيد الشهداء الامام الحسين بن علي عليهما السلام.وانبرى خطباء الحسينيات في استذكار العبر من حادثة عاشوراء، مؤكدين ان الكثير من القادة والزعماء الذين قادوا بلادهم اقتبسوا جزءا من حراكهم من ثورة الامام الحسين. وتحدث خطيب المنبر الحسيني في مسجد الامام حسن المجتبى، الشيخ أحمد النصيراوي، عن الدافع الظاهري لهجرة الامام الحسين الى العراق، رغم إدراكه لما سيترتب عليها من نتائج خطرة ستودي بحياته الشريفة، وهو ما وطَّن نفسه عليه، وقدمها وأهل بيته قرابين طاهرة، من أجل نُصرة هذا الدين العظيم، مع عِلمه بأنه لن يستطيع أن يواجه دولة كبيرة تمتلك القدرات المادية الضخمة، التي تمكنها من القضاء على أي ثورة فتية.واضاف المجتبى أن الإمام الحسين عليه السلام كان يدرك قطعا هذه الحقيقة، الا أنه أراد أن يسقي بدمائه الطاهرة شجرة الإسلام الوارفة، كما أراد أن يكسر حاجز الخوف الذي أصاب الأمة، فجعلها حائرة مترددة أمام الطغيان، وأن تصبح ثورتُه مدرسة تتعلم منها الأجيال معنى البطولة والتضحية من أجل المبادئ والعقائد، وكان كل ذلك بعد استشهاده عليه السلام، والتاريخ خير شاهد.وتابع انه "كان المعروف منذ ولادة الإمام الحسين عليه السلام أنه سيستشهد في أرض كربلاء، وعرف المسلمون ذلك في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، لذا فقد كان الناس يترقبون حدوث تلك الفاجعة، وكان لشهادة الإمام الحسين أثر كبير في إيقاظ شعور الأمة، وتشجيعها على الثورة".

المنابر الحسينية استذكرت عبر عاشوراء (تصوير: بسام أبوشنب)

توزيع فواكه على المعزين