الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الحضانة والسفر

Time
الاثنين 07 أغسطس 2023
View
52
السياسة

يعتبر سفر المرأة الحاضنة مع الطفل أحد المواضيع المهمة، التي تشغل اهتمام المجتمع، اذ عكف النظام القانوني في معظم الدول على وضع التشريعات والسياسات التي تحمي حقوق الأطفال، وتضمن لهم بيئة مستقرة وصحية وآمنة، خصوصا في ظل الزيادة الملحوظة في عدد الحالات التي تشهد انفصال الأبوين، وسفر الحاضنة لأي سبب كان.
حضانة المرأة للطفل في وقت السفر تعني حق الأم بصفتها الحاضن القانوني في الاحتفاظ بحضانة طفلها حتى أثناء السفر، سواء كان ذلك سفرًا، قصيرًا أو طويلاً.
نعم، قد يعد هذا الموضوع معقدًا، اذ إن هناك تعارضا بين مصلحة الأم كحاضن وحقوق الطفل كمحضون، ومصلحة الأب الولي بالنفس عن الطفل في بعض الأحيان، ومع ذلك، يجب أن نولي اهتمامًا كبيرًا لهذه القضية من أجل ضمان استقرار نمو الأطفال، وسلامتهم.
ولما كانت دولة الكويت من الدول الرائدة في سن القوانين التي من شأنها تنظيم الحياة الأسرية، وتوفير الخصوصية لها، حتى لو بعد انفصال الابوين كقانون انشاء محكمة الاسرة، وقانون الأحوال الشخصية، وقانون الأحوال الشخصية الجعفرية، وصولا الى قانون حماية الطفل.
ولان قانون الأحوال الشخصية الكويتية المبني على فقه الامام مالك في الشريعة الإسلامية قد تناول مسألة سفر المحضون بخلاف قانون الأحوال الشخصية الجعفري الكويتي، اذ نصت المادة 195 على ان: أ- ليس للحاضنة ان تسافر بالمحضون الى دولة اخرى للإقامة الا بإذن وليه، او وصيه.
ب- ليس للولي ابا كان او غيره ان يسافر بالمحضون سفر اقامة في مدة حضانته الا بإذن حاضنته.
وهنا يجب الانتباه الى ان السفر المقصود في هذا النص، وهو ما استقرت عليه احكام محكمة التمييز الكويتية، هو سفر الإقامة بعيدا عن ولي الطفل، كأن تكون الام تقيم في دولة غير الدولة التي يقيم فيها الاب، او وصي الطفل، بقصد الإقامة او الاستقرار، والذي يمنعها من وجودها مدة طويلة في دولة الاب او الوصي للطفل المحضون، وهو ما يسمى أيضا وفق الفقه الإسلامي بسفر النقلة، وذلك ان وفق ما أوردته المذكرة الايضاحية للقانون، واخذت فيه اغلب الاحكام، ان ولاية الاب او الوصاية تتطلب الاطلاع على أحوال الصغير المحضون، وهو الامر الذي يضيع على الولي والوصي فعله بذلك باعتباره ولي نفس الطفل المحضون قانونا عند أخذ الحاضنة له بعيدا عن وليه، او وصيه دون موافقته، او علمه، حيث ان الخطورة في هذه المسألة ان يحق لولي او وصي الطفل المحضون اسقاط الحضانة عن الام الحاضن القانوني.
اما ما يتعلق بسفر الطفل المحضون مع حاضنته، او وليه، او وصيه لسفر السياحة والتنزه ولمدة موقته بأي دولة، سواء كانت قريبة او بعيدة، عن دولة الكويت، فليس لأحدهما اخذ موافقة الاخر، فيستطيع الاب اخذ طفله للسفر دون موافقة امه الحاضنة، وتستطيع الام الحاضنة اخذ طفلها لسفر السياحة دون موافقة وليه الاب وفقا للعديد من الاحكام الصادرة من محكمة التمييز بهذا الخصوص.
ختاما، على كل من الام الحاضنة والأب الولي على النفس الاستمرار بتقديم سبل التعاون والتفاهم بينهما من اجل الطفل المحضون، وذلك حفاظا على استقرار الحالة العاطفية والنفسية والعلاقة الاسرية للطفل المحضون مع والديه، والنأي بنفسيهما عن اساءة استخدام حقوقهم القانونية فيما يسبب الخلاف والشقاق والصراع بينهما، والذي حتميا سينعكس سلبا على أطفالهم.

محام كويتي

عبد الكريم زيد المطوع

[email protected]

آخر الأخبار