* معدلات صرف الوافدين صفر في ظل غياب الأمان الوظيفي لشريحة كبيرة منهم * رجب: الوضع كارثي والخسائر لا تطاق والعروض الموسمية باتت بلا جدوى* الفونس: معظم زملائي في المسكن يعملون في قطاع المبيعات وأصبحوا بلا عمل* عبدالصادق: حالات التسوق العائلي في الأعياد اختفت تماماً للعام الثاني على التوالي* عبدالقادر: شراء الملابس من بلدي أفضل لرخص أسعارها وتوقف حركة السفرتحقيق ـ محمد غانم:العيد على الأبواب، ولاتزال أبواب معظم المحلات والمجمعات التجارية مهجورة تبحث عن رواد وزبائن يشترون بضائع وسلعاً راكدة، لعل وعسى تخفف مبيعات العيد من وطأة السيف المصلت على رقاب الكثيرين من أصحاب المحلات الذين تعثروا في دفع الايجارات والرواتب، إلا أن المؤشرات الحالية لاتبشر بالخير فالركود لايزال سيد الموقف.كما تزايدت وتيرة تقديم طلبات الشطب والتصفية التي يقدمها أصحاب المحلات إلى وزارة التجارة التي ناهزت الألفي طلب في قطاع الأغذية، في حين تتصاعد الوتيرة في قطاعات التجزئة الأخرى، وبشكل خاص الملابس والذهب والهدايا، والاجهزة الالكترونية.وأكد عدد من الباعة في عدد من المحلات خلال جولة قامت بها "السياسة"، أن وجود أسواق موازية عبر مواقع التواصل تبيع المنتجات الصينية وتوصلها إلى المنازل بأسعار زهيدة، فاقم كثيراً من الوضع وعمق جراح السوق المحلي الذي بات يترنح تحت وطأة الضربات المتتالية نتيجة تداعيات جائحة "كورونا" والاجراءات الاحترازية وفرض حظر التجول.في المقابل ساهمت الاجراءات الاحترازية وتوقف حركة السفر بالإضافة إلى تراجع الدخل المالي للعديد من الوافدين في تراجع مبيعات الملابس والأجهزة الالكترونية، ففي مثل هذه الأيام كانت تزدهر حركة المبيعات بسبب اقتراب سفر الوافدين إلى بلادهم، أما الآن فأصبح السفر نادراً، وباتت معدلات الصرف أقرب إلى الصفر في ظل المخاوف وغياب الآمان الوظيفي لشريحة كبيرة من الوافدين... وفيما يلي التفاصيل:يقول عبدالحفيظ رجب، البائع في أحد المحلات التجارية الشهيرة: إن الوضع كارثي والخسائر لم تعد تطاق وحتى العروض والتنزيلات الموسمية باتت بلا جدوى، فمن أبرز سمات أي تنزيلات الازدحام والاقبال الكبير، وهذا لا يمكن تحقيقه في ظل الاجراءات الاحترازية الحالية، ناهينا عن حظر التجول والغلق المبكر للمحلات والمجمعات، وفوق كل ذلك لم تعد هناك ملاءة مالية لدى الكثير من الفئات خصوصاً الوافدين الذين كانوا يستغلون هذه المواسم لشراء الهدايا والسلع المعمرة وغيرها.ويضيف، أن الأمور تفاقمت مع دخول "قروبات" مواقع التواصل على الخط ونشاطها الكبير في بيع المنتجات الصينية، وكذلك مواقع البيع الالكتروني، وجميعها تقوم بتوصيل السلعة إلى المنازل وتنافس بشراسة عبر أسعارها الزهيدة، فبات السوق المحلي محاصراً من كل صوب لاندري من أي اتجاه ستأتي الضربة الجديدة، ولا نعلم إلى متى نستطيع الصمود أمام هذه الأزمة.ويشكو بيتر الفونس، البائع في محل للهدايا والاكسسوارات، من التراجع الكبير في معدلات المبيعات التي تكاد تلامس الصفر، ومن ثم لم يعد بمقدرة صاحب المحل دفع الرواتب، وبدأ يتعثر في دفع الايجارات، ومن ثم فأن المتوقع غلق المحل بشكل دائم وهذا يعني فقدان العمل والانضمام إلى طابور طويل من العاطلين في مجال مبيعات التجزئة بقطاعاتها المختلفة، فزملائه في المسكن الذي يقيم فيه معظمهم في قطاع المبيعات وأصبحوا بلا عمل، فهناك موجات كبيرة من تسريح العمال بسبب الخسائر الفادحة التي تتكبدها الأنشطة المختلفة.في السياق، يؤكد مؤمن عبدالصادق، البائع في أحد محلات الملابس بحولي، أن الركود سيد الموقف، وإذا حدثت مبيعات فهي قليلة جداً، فلم نر الزبون الذي يشتري أكثر من قطعة خصوصاً النساء اللاتي كن يشترين العديد من قطع الملابس المختلفة، أما الآن فأصبح كل هذا من الماضي، بل إن الأم اوالأب يكتفيان بشراء الحد الأدني لابنائهما، وفي الغالب لايشتريان شيئاً لهما، فحالات التسوق العائلي اختفت تماماً ولم نعد نشهدها في مثل هذه المناسبات للعام الثاني على التوالي.ويشير عبدالصادق، إلى أن موسم التنزيلات فقد بريقه واختنق بفعل ضعف القدرة الشرائية لدى العديد من القطاعات وقيود الاجراءات الاحترازية، فما جدوى أي تنزيلات مع قرار الغلق عصراً امتثالاً للحظر، وفي ظل تحديد عدد الزبائن المتواجدين داخل المحل، وهي أمور تخضع لرقابة شديدة، لذا لم تعد تنزيلات المواسم والأعياد ذات جدوى، ولانزال نشهد تراجعاً في مبيعات الملابس للعام الثاني على التوالي تصل إلى 70 % مقارنة بالمبيعات قبل الجائحة.ويشير خالد عبدالقادر، إلى أنه وكثيرون غيره يفضلون حالياً الشراء من بلدانهم نظراً لرخص الأسعار هناك، بالإضافة إلى أن توقف حركة السفر، ففي مثل هذه الأيام كنا نشهد ازدحاماً شديداً في المجمعات، وبشكل خاص داخل محلات الملابس، حيث نشتري ملابس العيد لأبنائنا في بلادنا ثم نرسلها مع أي شخص مسافر في العيد، لكن الآن مع من نرسلها، وإذا اردنا ارسالها عبر الشحن البري فهذا يستغرق وقتاً طويلاً كما أنه يمثل عبئاً مالياً ومن ثم شراء الملابس من بلادنا باتت أرخص وأفضل.على جانب آخر، يؤكد مصدر في وزارة التجارة والصناعة، أن منح الموافقات على عمل التنزيلات والعروض في العديد من المحلات والمجمعات، لايتم بسهولة، بل وفق شروط الاجراءات الاحترازية، التي يصعب على كثير من المحلات تطبيقها، ومن ثم فإن الرفض قد يكون مصير عدد لابأس منه من هذه الطلبات، لأن العروض والتنزيلات بحكم طبيعتها تلازمها حالات التزاحم الشديد وهذا لايمكن حدوثه في ظل الأوضاع الوبائية الحالية.

أبواب المحلات مفتوحة ولا زبائن يدخلونها

شراء الذهب... ذهب مع ريح الجائحة