الحظّ اختيار شخصي

حوارات

الحظ في الحياة الإنسانية بالنسبة لبعض العقلاء، خصوصا من يفهمون جيدًا القوانين شبه الثابتة للحياة، ومن استفادوا من دروسها المختلفة، هو اختيار شخصي يعتمده الإنسان المخيّر، وليس بالمسيّر في كل شؤون حياته.
فوفقاً لقوانين المنطق لا يوجد شيء اسمه "فلان سيئ الحظّ" أو "فلان محظوظ،" فالحظّ هو مصطلح آخر يتوجّب استعماله لوصف مجموعة الاختيارات الشخصية التي "يختارها" الإنسان بحرّية تامة في حياته الخاصة، وأثناء تفاعلاته المختلفة في العالم الخارجي.
ومن بعض ما سيضمن الحظّ الجيّد أو السعيد أو الحظّ الطيّب، نذكر ما يلي:

• الوقاية خير من العلاج: أفضل طريقة للتعامل مع المشكلات وصعوبات الحياة تتمثّل في تهيئة النفس على التعامل الفعّال معها، قبل حدوثها عبر اعتبارها كتحصيل حاصل، وسيناريو متوقع في الحياة الإنسانية، والعمل على ترسيخ مبادئ الصبر والمثابرة، وتعلّم مهارة حل المشكلات.
  واكتساب المهارات الاجتماعية الضرورية وفق طبيعة البيئة الاجتماعية التي يجد المرء نفسه فيها.
  والأهم في سياق الوقاية من "سوء الحظّ" يتجسد في إنكار وجوده، والاستيعاب التام للحقيقة الحياتية التالية: حياتك هي مجموع اختياراتك السلوكية الحرّة.
• التخطيط المبكّر: استشراف المستقبل، والاستعداد والتخطيط المناسب له، قدر الاستطاعة، أفضل من الاستلقاء على الظهر كسلاً وتمني أن يكون كل شيء على ما يرام!
• التعلّم من دروس الحياة: يتعلّم الفرد من تجاربه، وتجارب الآخرين، عندما يفعِّل إرادته الشخصية لتحقيق ذلك.
  فالإرادة القويّة ووجود العزم الشخصي للاستفادة من دروس الحياة هي مفاتيح النجاح الحياتي.
• الاهتمام بالعقل الباطن: القرص الصلب في شخصية الإنسان هو عقله الباطن، وما عدا ذلك من سلوكيات وتصرفات شخصية هي فقط برامج مساعدة للعقل الباطن، يمكن تحديثها، أو إزالتها كليّة، أو استبدالها، فاحرص بين الحين والآخر على تنسيق عقلك الباطن لزيادة سرعته بهدف زيادة فاعليته.
• المُرُونة النفسية والقوّة الذهنية: وجهان لعملة واحدة، اسمها القدرة الذاتية القابلة للتطوير للتكيف مع صعوبات الحياة.
• التأنِّي وعدم الاستعجال: قد يُؤذى المرء من حيث تطمئن نفسه، فكن متأنيًّا، ولا تستعجل في ما يمكنك عدم الاستعجال به.

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi